صنّف البنك الدولي مملكة البحرين ضمن أفضل الدول استثمارًا في رأس المال البشري باعتباره محركًا رئيسًا للنمو الاقتصادي المستدام الشامل، إذ حلت في المرتبة الثانية عربيًا في مؤشر رأس المال البشري 2020 الذي يركز على قطاعي الصحة والتعليم، ويقيس الإنتاجية المحتملة للأفراد المولودين حديثًا بعد بلوغهم سن الثامنة عشرة.وتصدرت دول مجلس التعاون الخليجي الدول الأخرى على مستوى منطقة الشرق الأوسط، ضمن المؤشر الذي يتضمن بيانات في 174 بلدًا تغطي 98% من سكان العالم، والذي جاءت في مقدمته سنغافورة، تلتها هونج كونج، ثم اليابان وكوريا الجنوبية فكندا.وشهدت البحرين خلال السنوات القليلة الماضية تطورات كبيرة في قطاعي الصحة والتعليم، إذ يصنفها مؤشر دولي آخر هو مؤشر التنمية البشرية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضمن فئة البلدان ذات التنمية البشرية المرتفعة، وبحسب التقرير، أحرزت البحرين تقدمًا بتحسن تقييمها ضمن التصنيف من 0.60 نقطة عام 2010 إلى 0.65 نقطة في تقييم العام الجاري 2020. وبحسب التقرير، سجلت البحرين أداءً مميزًا في مجال التعليم، مع احتلالها المراتب الأولى بين دول مجلس التعاون الخليجي في مستوى التحصيل الأكاديمي، ومن بين أفضل خمس دول على مستوى العالم في تفوق الفتيات على الأولاد في نتائج التعلم.ويُعد القطاع الصحي محل اهتمام لحكومة البحرين، تماشيًا مع رؤية 2030، إذ تركز المملكة على أن تصبح مركزًا رائدًا في المنطقة في تقديم رعاية صحية عالية الجودة. وقد حظيت البحرين باهتمام المستثمرين في قطاع الرعاية الصحية المتخصصة كبنوك الخلايا الجذعية والطب البديل والتجميل، فقد شهد عام 2019 ارتفاعًا في عدد مرافق الرعاية الصحية الخاصة في البحرين ليصل إلى 800 مؤسسة صحية مقارنة بـ500 مؤسسة في عام 2018.وحلت دولة الإمارات في المرتبة 44 عالميًا والأولى عربيًا وثالثًا على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما حلت البحرين في المرتبة الـ46 عالميًا والثانية عربيًا ورابعًا على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كما حلت عمان في المرتبة الـ64 عالميًا، والمملكة العربية السعودية في المركز 84 والكويت في المركز الـ88 عالميًا.وقد أشار البنك الدولي في تقرير رأس المال البشري 2020 إلى إن جائحة فيروس كورونا قد تهدد المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في مجالي الصحة والتعليم على مدى العقد الماضي، خاصة في أشد بلدان العالم فقرًا. فالاستثمارات في رأس المال البشري -المعارف والمهارات والصحة التي تتراكم لدى البشر على مدى حياتهم- هي الأساس لإطلاق العنان لإمكانات أي طفل، وزيادة النمو الاقتصادي في كل بلد.وحول ذلك قالت تالا فخرو الرئيس التنفيذي للمشاريع والبحوث الاستراتيجية ودراسات السوق بمجلس التنمية الاقتصادية: «يعتبر تصنيف مملكة البحرين في مؤشر رأس المال البشري 2020 شهادة على نتائج الإصلاحات الاقتصادية التي شرعت فيها البحرين منذ فترة إلى جانب جهود الاستثمار في قطاعات تنموية حيوية كالتعليم والرعاية الصحية؛ وذلك بهدف ضمان أن يتمكن الأطفال المولودين على أرض المملكة من تحقيق طموحاتهم وآمالهم».وأضافت فخرو: «تتمتع البحرين بتاريخ طويل في تعزيز المساواة بين الجنسين، حيث كانت الدولة الخليجية الأولى التي تسمح للمرأة بالتعليم، ولذلك فنحن فخورون بشكل خاص بأن نكون ضمن المراتب الخمس الأولى على مستوى العالم من حيث الأداء التعليمي للفتيات. كما وتتمتع المملكة بموارد بشرية محلية وعالمية ذات مهارات عالية، مع ما تحظى به من تركيبة سكانية متنوعة توفر مزيجًا مثاليًا من المزايا للشركات التي تتطلع إلى توظيف أفضل المواهب والإمكانات، والحفاظ على النمو على المدى البعيد».
مشاركة :