نظم معهد الشارقة للتراث افتراضياً عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الخميس، فعالية بمناسبة يوم القهوة العالمي، الذي يصادف الأول من أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، بمشاركة فروع المعهد في كل من فرع كلباء، وفرع الذيد، وفرع خورفكان، وفرع دبا الحصن.وقال د.عبد العزيز المسلم، رئيس المعهد: إن للقهوة مكانة مميّزة في المجتمع الإماراتي عبر التاريخ، وما زالت هذه المكانة المرموقة حاضرة حتى اليوم، فهي عنوان للكرم والضيافة، وتقدم وفق أصول وآداب وطقوس وعادات وأساليب تتجلّى فيها مكانتها محلياً، وكذلك هو حال مكانتها في المجتمع العربي، وهي حاضرة في كل حضارات وثقافات العالم، بما يشكل مشتركاً تراثياً مهماً تلتقي تحت مظلته مختلف ثقافات شعوب العالم.وأشار إلى أن هناك آداباً وأصولاً للقهوة وكيفية التعامل معها وصنعها وتقديمها للضيوف والحضور، إضافة إلى تجلّياتها في الشعر النبطي الإماراتي، وكيف تغنى الشاعر الإماراتي بالقهوة عبر التاريخ.وتضمنت الفعالية، عرض فيديوهات حول القهوة تم التحدث فيها عن مكانتها في المجتمع الإماراتي عبر التاريخ، وقال د.منى بو نعامة مدير إدارة المحتوى والنشر في المعهد: القهوة رمز الكرم وحسن الضيافة عند العرب قديماً، ولا يكاد بيت واحد يخلو منها، فقد ارتبطت بالعرب في حلّهم وترحالهم، وهي أشهر مشروب في العالم على الإطلاق، وأول من تعرف إلى القهوة هو الفقيه الصوفي أبو الحسن علي بن أحمد علي بن عمر الشاذلي المتوفى سنة 1418، والعالم جمال الدين بن عبدالله الظنحاني اليماني، الذي نقلها معه من اليمن إلى مكة في عام 1450، حاملاً معه ثمار البن لاستخدامه الشخصي، وهكذا انتشرت تدريجياً في العالم من اليمن.وأضاف: ظهرت طقوس وآداب في شربها، ومن ثم أوجدت ظاهرة المقاهي التي انتشرت في أوروبا، ومن ثم العالم العربي، وفي ديسمبر/ كانون الأول من عام 2015 أدرجت «اليونسكو» القهوة العربية على القائمة التمثيلية للتراث غير المادي من خلال ملف مشترك تقدمت به دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، فأصبحت ضمن التراث الإنساني للشعوب.وقال د.سعيد الحداد، مدير فرع معهد الشارقة للتراث بمدينة كلباء: القهوة لا تشرب ولا تصب فقط، فلها حكايات وقصص كثيرة، أشهرها قهوة الفجر التي لها قصة تبدأ مع صوت صياح الديك، كما كان في الماضي عندما كان يسمع أهالي الفريج صوت مدق القهوة في البيوت، يعرفون على الفور أنهم بدأوا بتحضيرها، أما قهوة المساء فلها قصص كثيرة، فهي تحضر عبر الهيل والزعفران وماء الورد وغيرها من المُلطفات التي تضاف إليها، وتمنحها مذاقاً مميزاً.وأضاف: بالنسبة لآداب تقديم القهوة فهي لها أصول وسنع محدد في التقديم، وفقاً للعادات والتقاليد التي تعبر عن روح الأصالة والتراث، فإذا كان هناك 3 أنواع من الدلال، أو 10 لابد أن تمر كلها على الضيوف في مجلس الرجال، أو النساء، وفيما يتصل بطريقة التحضير أوضح أنها تختلف بحسب الموقع الجغرافي، فأهالي الساحل الشرقي يفضلون تحضيرها ثقيلة، إضافة إلى أن دق القهوة كان يتم في «المنحاس»، فكانت النساء يقمن بدق البن بنغمات متوالية تميز كل ربة منزل عن الأخرى، كأنها سيمفونية موسيقية تصدر عن بيوت الفريج.
مشاركة :