أشاد المخرج الإماراتي عمر إبراهيم، بالتطور الكبير الذي تشهده الدراما التلفزيونية المحلية، قائلاً، في حوار خص به «الاتحاد»: الأعمال الإماراتية في رمضان الماضي، كان لها حضور مميز، واستطاعت أن تكون بمثابة منافس قوي للأعمال الخليجية والعربية، بحكم الدعم الكبير الذي قدمته «أبوظبي للإعلام»، التي تولت إنتاج 4 مسلسلات لعرضها في موسم واحد دفعة واحدة، في سابقة هي الأولى من نوعها، لافتاً إلى أن العام المقبل سيكون عاماً استثنائياً ومكملاً لهذا النجاح، والتوجه الذي لطالما تنتهجه «أبوظبي للإعلام» في دعم الدراما التلفزيونية والمنتج والمخرج والممثل الإماراتي، بقدر استطاعتها وبحسب المعطيات المتوفرة لديها. شدد عمر إبراهيم، على ضرورة التنوع في الفترة المقبلة في عالم الإنتاج الدرامي، وقال: أغلب المسلسلات المحلية التي يتم إنتاجها، كوميدية، ورغم النجاح الذي تحققه أغلب هذه الأعمال، إلا أنها ظاهرة غير صحية، فالتنوع الدرامي مطلوب، من أجل خلق كيان وقاعدة جماهيرية كبيرة، ولاسيما أن الأذواق في النهاية تختلف، والدليل على ذلك أن مسلسل «الشهد المر» الدرامي التراجيدي الاجتماعي، الذي عرض في رمضان على شاشة «الإمارات» حقق صدى كبيراً محلياً وخليجياً، بحكم قصته المميزة والحبكة الدرامية المختلفة والأداء الرائع لأبطاله، وحصده مراكز متقدمة في الاستفتاءات التي نفذتها الوسائل الإعلامية، وهنا يأتي التميز والتفرد بتحقيق النجاح والانتشار الأكبر لأكثر من نوع درامي، وتنفيذ أعمال ترتقي بذائقة المشاهد الخليجي والعربي. منصات رقمية وعبّر إبراهيم عن سعادته أيضاً بتوجه «أبوظبي للإعلام» نحو الإنتاج الدرامي للمنصات الرقمية، وقال: لطالما كنا سباقين في مواكبة كل التطورات المتعلقة بعالم الإنتاج الدرامي، وعرض أعمالنا على المنصات الرقمية سيزيد من حضور الدراما الإماراتية خارج نطاق المحلية، وسيساعد على انتشارها عربياً وعالمياً، وخصوصاً أن المسلسلات طويلة الحلقات لها جمهورها، والقصيرة عبر المنصات لها هي أيضاً متابعوها، ونالت اهتماماً كبيراً، ولذا فإن التوجه نحو إنتاج مسلسلات مكثفة وذات جودة وتقنيات عالية، سيسهم في خلق أعمال مميزة. صراع فني وحول ضعف حضور المخرج الإماراتي في الدراما التلفزيونية المحلية، قال إبراهيم: المخرج الإماراتي حاضر وبقوة، وخصوصاً في مجال السينما وعالم الأفلام القصيرة، أما بالنسبة للدراما، فقد دخل عدد من هؤلاء المخرجين المتميزين في «الفن السابع»، ولكنهم لم يستطيعوا استكمال المشوار في الإخراج الدرامي، لأن هناك اختلافاً كبيراً بين السينما والتلفزيون، وخصوصاً أن الإخراج في الدراما مختلف تماماً، وبه الكثير من الضغوط والصعوبات. وتابع: هناك صراع أزلي بين المخرج والمنتج، وهذا الصراع لا يعتبر عداوة أو كراهية وإنما هو صراع فني، فالمخرج لديه سقف من الإبداع في إخراج المشهد السينمائي بشكل فني، ويريد أن يحلق بعمله في السماء بإخراجه بأعلى جودة وتقنيات، أما المنتج فتحكمه الميزانية والوقت المحدد لتسليم العمل للقناة، الأمر الذي يسبب عائقاً كبيراً بالنسبة لمخرج الدراما التلفزيونية على عكس الإخراج السينمائي. جيل جديد ويرى إبراهيم، أن الحل في اكتشاف جيل جديد في عالم الإخراج للدراما التلفزيونية، هو إشراك المواهب وطلاب الجامعات في هذا التخصص، في تنفيذ الأعمال الدرامية بحيث يشارك الواحد منهم كمتدرب أو مساعد مخرج، مثلما تفعل الدول العربية الأخرى السباقة في عالم الإنتاجات الدرامية، وقال: يجب علينا البحث عن مواهب جديدة، ويجب أن تفرض القنوات التلفزيونية على المنتج ترشيح مجموعة من المتدربين في الأعمال الجديدة ومن يجدون أنهم يتمتعون بالقبول والمهارات اللازمة، ليتم إشراك صاحب الموهبة كمساعد مخرج حتى يكتسب الخبرات اللازمة، من خلال تعامله مع فريق العمل ككل، ومتابعة تصوير مشاهد عملية مع المخرج الرئيسي عن قرب، لكي يطور من نفسه ويستفيد من الخبرات، ويكون ملماً بكافة العناصر الإخراجية في عالم الدراما. من السينما إلى التلفزيون وحول انتقاله من الإخراج السينمائي للأفلام القصيرة إلى الدراما التلفزيونية، قال إبراهيم: بدأت العمل في التلفزيون عام 2005 باسكتشات درامية لـ«فوازير الأمثال»، وبعدها توليت إخراج مسلسل «حنة ورنة» 2008، ولمدة عامين متتاليين أخرجت جزأي مسلسل «وديمة وحليمة» 2013 و2014، وفي عام 2015 توليت إخراج مسلسل «عام الجمر»، وكان آخر أعمالي مسلسل «على قد الحال» 2017. وأضاف: لا أنكر أنني في البداية واجهت الكثير من الصعوبات والعقبات، كما ذكرت سابقاً لأن الإخراج السينمائي يختلف تماماً عن الدرامي، ولكني من الشخصيات العنيدة، وعندما أدخل أي مجال أتحدى نفسي، وأحاول تذليل الصعوبات بالاجتهاد والتعلم وتطوير نفسي، حتى أصل إلى هدفي المنشود، وهذا ما تحقق عندما قررت خوض تجربة الإخراج الدرامي. قاعدة جماهيرية وأشاد إبراهيم، بالتطور الكبير الذي وصل إليه الممثلون الإماراتيون، الذين استطاع بعضهم من خلال أعمالهم المتميزة وأدوارهم اللافتة أن يكوّنوا لأنفسهم قاعدة جماهيرية كبيرة خليجياً وعربياً أيضاً، مثل الفنان الكبير أحمد الجسمي الذي خرج من نطاق المحلية، وشارك في عدد من الأعمال الخليجية، وأصبح من أهم نجوم الدراما في دول الخليج بأدوار أساسية ومحورية في أحداث تلك الأعمال، إلى جانب الفنان مرعي الحليان الذي تفرد بتجسيد شخصيات متنوعة باحترافية عالية ما بين التراجيدي والاجتماعي والكوميدي، وكذلك الفنان عبدالله زيد، الذي حقق في وقت قصير نجومية كبيرة، وكوّن قاعدة جماهيرية كبيرة في دول الخليج، منوهاً إلى أن ما ينقص الممثل الإماراتي مسألة التسويق وصناعة النجومية، وزيادة الأجر، خصوصاً أن أجره يعتبر ضعيفاً مقارنة بفناني الدول الخليجية والعربية. مشاريع جديدة أوضح المخرج عمر إبراهيم أنه من المقرر أن يتولى إخراج عمل درامي تلفزيوني خليجي من إنتاج «أبوظبي للإعلام»، كما قدم عملاً محلياً مع أحد المنتجين الإماراتيين، وفي انتظار الموافقة عليه من تلفزيون أبوظبي للبدء في تنفيذه للموسم الدرامي المقبل لرمضان 2021، لافتاً إلى أنه تولى إخراج عمل سعودي منذ فترة بعنوان «بخور القصائد»، بطولة تركي اليوسف ومحمد العيسى وزارا البلوشي وتأليف عفاف مطر، لكن بسبب تداعيات كورونا تم إيقاف التصوير حتى إشعار آخر.
مشاركة :