المواقف التي عايشتها مع الشيخ صباح الأحمد الصباح، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، كثيرة منذ عام 1985 حتى آخر زيارة له قبل سفره، ففي عام 1985 رفضت لجنة شؤون التعليم والإعلام في مجلس الأمة اقتراحاً بقانون كنت قد تقدمت به لتجريم التعرض بالإساءة إلى الذات الإلهية والأنبياء والصحابة بناء على أن قانون الجزاء يكفي. فذهبت إلى الشيخ في مكتبه في وزارة الخارجية، وبعد أن استمع لي بعناية أكد أن القانون ستوافق عليه الحكومة في الجلسة القادمة، وبحمد الله صدر القانون، فأسأل الله تعالى أن يكون هذا الموقف في ميزانه يوم القيامة. ومن المواقف المشهودة دفاعه المستمر عن العمل الخيري وبصماته الخيرية في أماكن كثيرة من العالم، وعندما وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر شكل سموه لجنة لحماية العمل الخيري وتأكيد شفافيته وخلوه من دعم الإرهاب، وقد كنت أحد أعضائها، وقدمنا تقريراً لمجلس الوزراء يكفل هذه الضوابط ويحمي العمل الخيري. وعندما أخبرني النائب العام أن الأحكام الابتدائية التي صدرت بعد التحرير على المتهمين الهاربين في قضايا الأموال العامة عرضة للسقوط بعد مرور عشر سنوات، وأنه لابد من تعديل القانون لكي نضمن تطبيق هذه الأحكام إذا لم يعودوا إلى البلاد ويقوموا بالاستئناف، قمت بعرض القانون الجديد عليه فأمر بتحويله إلى مجلس الأمة على الفور، وحاز القانون ثناء المجلس وموافقته بالإجماع. وعندما عرض علي الأخ فهيد الهيلم في ديوانيتي أن نشفع لبعض الشباب الذين كانوا يحاكمون في بعض قضايا المظاهرات ووسائل التواصل فطلبت إدخال الأخ عبدالله الرومي وبين الأخ الهيلم أن توقيع الشباب على وثيقة الاعتذار سيكون في ديوان الأخ بدر الشبيب، وبالفعل ذهبنا مع الأخ بدر الشبيب إلى صاحب السمو الشيخ صباح في مكتبه وأصدر العفو المطلوب عنهم. وكان، رحمه الله، طيباً وحازماً في الوقت نفسه، وأذكر عندما أدخل سموه المستشفى بسبب عارض صحي وكنت وقتها أتولى رئاسة مجلس الأمة بالإنابة ذهبت لزيارته فسألني سموه عن بعض الإخوة الأعضاء من الذين كانت لهم معارضة شديدة في جلسات تلك الأيام ليطمئن عليهم، فأبلغتهم أن الشيخ يسأل عنكم فذهبوا فوراً لزيارته. رحمك الله يا شيخنا وأمير بلادنا، فقد حزت إعجاب العالم وتقديره، وبذلت جهوداً كبيرة للإصلاح على المستوى الخليجي والعربي والعالمي، ولا يمكن أن ننسى موقفك الوطني من التطبيع مع الصهاينة المغتصبين. نسأل الله تعالى أن يكون كل ذلك في ميزانك عند ربك، وأن يكون خالصاً لوجهه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.
مشاركة :