العراقيون يحيون ذكرى الاحتجاجات بالوعيد

  • 10/1/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - تظاهر آلاف العراقيين الخميس في ساحة التحرير ببغداد وفي عدد من الساحات بجنوب البلاد في الذكرى الأولى للاحتجاجات غير المسبوقة التي فقدت زخمها، متوعدين بإحيائها ما لم تقم السلطة الحاكمة بإجراء اصلاحات.يطالب المتظاهرون بتوفير فرص عمل للشباب وتأمين خدمات عامة وضمان إجراء انتخابات شفافة، فيما يستشري الفساد في هذا البلد الذي يخضع لتجاذبات نفوذ واشنطن وطهران.وبعد عام واحد من أسوأ أزمة اجتماعية في تاريخ العراق المعاصر، تبدو الأوضاع في البلاد مختلفة الآن إذ قام رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي تولى منصبه في مايو/أيار، بتحية المتظاهرين الذين أطاحوا بالحكومة السابقة.والخميس بث التلفزيون الحكومي مقاطع تظهر صورا لـ "الشهداء" مصحوبة بالنشيد الوطني. وتوفي خلال الاحتجاجات نحو 600 متظاهر برصاص قوات الأمن وفصائل مسلحة موالية لإيران و30 ألف آخرين بين جريح ومختطف.لكن في ساحة التحرير، كما في الديوانية (جنوب)، ترفض الحشود اليد الممدودة للحكومة ومختلف الأحزاب، التي تستعد للانتخابات التشريعية المبكرة.وقال المحامي والمتظاهر حسن المياحي، "بعد مرور عام كامل لم يتحقق أي من الوعود الكثيرة للحكومة السابقة والحالية".وفي الديوانية (180كم جنوب بغداد)، حيث خرج المياحي، يردد المتظاهرون من حوله الهتاف الذي ميز الربيع العربي "الشعب يريد إسقاط النظام".ومن البصرة (جنوبا) إلى بغداد، مرورا بالديوانية أو مدن أخرى يشمل التنديد الأعداء على اختلافهم "الأحزاب" و"الميليشيات" و"إيران" و"الولايات المتحدة" وجميع السياسيين.وقال ابراهيم (28 عاما) في ساحة التحرير "اليوم نتذكر الذين ماتوا لاستعادة بلادنا من اللصوص".وأشار متظاهر آخر في بغداد "إنها تمهيد إذا لم تتحرك الحكومة وتطلق سراح المتظاهرين الذين ما زالوا رهن الاعتقال، فإن اجتماعنا القادم سيكون في 25 أكتوبر/تشرين الأول".في العام الماضي انقطعت "ثورة أكتوبر"، التي انطلقت في الأول من الشهر، خلال أداء الزيارات الدينية الشيعية - التي ستقام هذا العام في 8 أكتوبر/تشرين الأول قبل أن تستأنف بزخم في الخامس والعشرين من الشهر نفسه.وقال المتظاهر والطالب الجامعي مروان حميد إن "لم تستجب الحكومة الحالية للمطالب الأساسية التي نادى بها المتظاهرون سيكون هنالك تصعيد على مستوى البلد وسنتوجه الى العاصمة بغداد ونعتصم أمام بوابات المنطقة الخضراء ونقوم بحل البرلمان وتشكيل حكومة انتقالية للقضاء على هذه المنظومة الفاسدة منظومة الأحزاب والمليشيات التي تقاد من خارج العراق".وضمن حملة مكافحة الفساد التي شنها رئيس الوزراء الحالي، أصدرت محكمة في بغداد مذكرة اعتقال بحق وزير الاتصالات في الحكومة العراقية السابقة، نعيم ثجيل يسر، بتهمة تحرير شيك بدون رصيد.وطالبت وثيقة صادرة من محكمة تحقيق الكرادة في بغداد أعضاء الضبط القضائي وأفراد الشرطة كافة بـ"القبض على نعيم ثجيل يسر بجريمة تحرير صك (شيك) بدون رصيد وفق المادة 459 من قانون العقوبات العراقي".ومذكرة القبض التي نشرتها وسائل إعلام محلية الخميس، هي الأولى بحق أحد وزراء حكومة عادل عبدالمهدي.وتعاقب المادة 459 من قانون العقوبات العراقي بالحبس مدة لا تقل عن 3 سنوات وبغرامة تعادل 5 أضعاف مبلغ الصك من أعطى بسوء نية صكا، وهو يعلم بأن ليس له مقابل وفاء كاف قائم وقابل للتصرف فيه.وأصدر القضاء العراقي على مدى الأيام الماضية مذكرات اعتقال بحق مسؤولين بارزين في مؤسسات الدولة المالية والاقتصادية بتهم تتعلق بـ"الفساد".ويتهم الكاظمي الحكومات السابقة في العراق بالمسؤولية عن تفشي الفساد المالي والإداري.واستقالت حكومة عبدالمهدي نهاية العام الماضي، بعد تصاعد وتيرة الاحتجاجات في البلاد ضد سياساتها في معالجة ملفات الفساد والخدمات.

مشاركة :