نافذة على الصحافة العالمية: (أحلام) إحياء الإمبراطورية العثمانية

  • 10/3/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طرح المحلل السياسي الروسي الشهير، ألكسندر نازاروف، تساؤلا يكشف عن هواجس دولية: هل يفكر أردوغان في إحياء الدولة العثمانية؟ وهل ننتظر من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إحياء الإمبراطورية العثمانية من جديد؟ ومن هي الدولة التالية المستهدفة من التوسع التركي؟ نشرت الصحف الروسية، مقالا لـ «نازاروف»، جاء فيه: على خلفية انخراط الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في الأزمة الاقتصادية والإدارية، توارت مشاركتهما في الشؤون الدولية، وهو توجه عام لدى جميع دول العالم، بينما يزداد حجم المشاكل الداخلية، التي تجبر الحكومات على إعادة توجيه الموارد والاهتمام نحو مشاكل الداخل سعيا وراء حلها. في ظل ذلك تبدو تركيا استثناء واضحا، فبعد التدخل المباشر في الصراع السوري، تدخلت في الأزمة الليبية، ثم ها هي أنقرة تتدخل الآن، وفقا للتقارير الأرمينية، في صراع قرة باغ، بينما تعلن الدولة التركية، على لسان وزير خارجيتها، عن استعدادها للمشاركة المباشرة وبشكل علني ورسمي في هذا الصراع، بل إن راديكالية الخطاب التركي غير المسبوقة، تخلق انطباعا بأن تركيا هي التي بادرت بالهجوم الأذربيجاني في قرة باغ. ويضيف «ألكسندر نازاروف»: كيف يكون التوسع التركي ممكنا، في ظل غرق أنقرة في مشاكلها الداخلية؟ لا يوجد هنا أي تناقض، بل إن التوسع الخارجي في الحالة التركية هو حل لمعظم المشاكل الداخلية، ولا شك أن شخصية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان وطموحاته تؤثر على نشاط تركيا، إلا أن العوامل الداخلية الموضوعية هي الأمر الحاسم في هذا الشأن. فاقتصاديا، تعاني تركيا من أزمة اقتصادية طاحنة، حيث تقع الليرة التركية من بين العملات الأكثر تدهورا في العالم، والنظام المالي التركي تحت تهديد دائم بالانهيار. كذلك يعاني الاقتصاد التركي من عدم اتزان مزمن بين الصادرات والواردات بشكل خاص، حيث بلغ الرصيد السلبي مقدار 76.8 مليار دولار عام 2017، و55 مليار دولار عام 2018. وهو ما يشبه من نواح عديدة هرما ماليا بلا تدفق مستمر لرؤوس الأموال الأجنبية، وهو ما يهدد بانهيار كامل للاقتصاد في سياق الأزمة العالمية، بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات اجتماعية وسياسية، خاصة وأن المجتمع التركي منقسم بالفعل، وقد نجا أردوغان فعليا من محاولة انقلاب. على نطاق أشمل، فإن العجز المزمن في ميزان التجارة الخارجية وميزان الحساب الجاري يمكن حله على المدى القصير بإحدى طريقتين، إما بخفض الواردات من موارد الطاقة، أو بظهور مانحين جدد دائمين، حيث تحتاج تركيا إلى قطيع كامل من البقر الحلوب التي يمكن لها مبادلة بعض الخدمات مقابل مساعدتها المالية. وليس لدى تركيا، خلافا للخدمات العسكرية والأسلحة، الكثير لتقدمه لهؤلاء، لذلك فهي مهتمة بالتصعيد الأقصى للنزاعات بمشاركة الدول التي اختارتها لتكون من بين المانحين الجدد، وهو ما نراه في أزمة قرة باغ الراهنة. على الجانب الآخر، تعد أذربيجان إحدى أغنى دول الاتحاد السوفيتي السابق، وبإمكانها أن تمنح تركيا أكثر من مجرد مليار دولار. من الممكن أيضا أن يؤدي توسع تركيا في آسيا الوسطى إلى صدام مع الصين، التي تطالب هي الأخرى بموارد الطاقة في المنطقة. كما أن علاقة تركيا مع الولايات المتحدة الأمريكية شأنها شأن علاقتها مع روسيا تمثل فسيفساء معقدة ومتشابكة من المصالح المتزامنة والمتضاربة. ومن المحتمل أن تصبح العلاقات الأمريكية التركية، شأنها في ذلك شأن العلاقات الدولية الراهنة، ألا يكون لها خط واضح، وأن تتناوب أو تتزامن فيها الصراعات مع التعاون في آن. أما الدول العربية، فمن غير المرجح أن تطالب تركيا بإحياء الإمبراطورية العثمانية، أو أن يحاول أردوغان إدراج معظم الدول العربية في فلك نفوذه فيما كان يعرف بالدولة العثمانية. ولكن، وعلى الرغم من ذلك، فإن الخلافات والمواجهات والحروب مع العرب سوف تكون حتمية إذا ما تعلق الأمر بالتنافس الراهن بين تركيا ومصر على موارد البحر الأبيض المتوسط أو في حال تفاقم الوضع حول قطر. بيروت تعود إلى سياسة الجنون ونشرت صحيفة «الاندبندنت أونلاين» البريطانية، مقالا للكاتب الصحفي روبرت فيسك يتحدث فيه عن لبنان وعودته إلى عناوين الأخبار المأساوية. وجاء في المقال: ها هي بيروت تعود إلى سياسة الجنون والفساد والعنف. وهاهم بشبهونها بأمريكا. فاللبناني البسيط لا يستحق هذا. فالسياسة الأمريكية في بلاده الصغيرة ودعم واشنطن المتذلل لاجتياحات إسرائيل المتكررة ساهم بقسط كبير في مأساة لبنان. إن التشبيه الأوسطي الوحيد في الولايات المتحدة اليوم هو بين الفلسطينيين والسود الأمريكيين. وأعرف أن الصراع الأول بخصوص القومية والصراع الثاني بخصوص العنصرية. ولكن مهما حاول الإسرائيليون وأصدقاؤهم المزعومون التشنيع على من يقارن بين شرطي أبيض يطلق النار على رجل أسود وشرطي إسرائيلي يطلق النار على فلسطيني، فإن الفلسطينيين والسود الأمريكيين يشتركون في مطلب واحد هو الكرامة وحقوق الإنسان. فالسود الأمريكيون، سلبوا عندما أخذ أسلافهم عبيدا منذ أربعة قرون، والفلسطينيون سلبت أرضهم منذ أكثر من نصف قرن فقط، ولكنهم يصارعون من أجل قضية مشروعة تجمع بينهما. ولا غرابة في أن أنصار حركة «بي دي أس» (الداعية لمقاطعة إسرائيل) الداعمة لحقوق الفلسطينيين سارعت إلى دعمها لحقوق السود في الولايات المتحدة. ولا يمكن إلا أن تلاحظ تفاعل السود الأمريكيين مع مأساة الفلسطينيين. ولكن أغلب الأمريكيين باستثناء الذين يعرفون الشرق الأوسط من منظور يساري يترددون في مناقشة صريحة للقضية الفلسطينيين لأنهم يعرفون تكلفة انتقاد إسرائيل. أمير الكويت الراحل.. كان صوتا تصالحيا في منطقة انقسامات وقالت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، إن الامير الراحل الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح كان صوتًا تصالحيًا في منطقة اتسمت بالانقسامات بين حكامها، فالأمير الراحل الذي  يرأس دولة غنية بالنفط، كان يلعب دور الوسيط في النزاع الذي جعل إمارة قطر منذ عام 2017 في مواجهة جيرانها السعوديين والإماراتيين. وتضيف الصحيفة: تحت حكم الراحل الشيخ صباح، ظلت الكويت متحفظة، لكن قدراتها المالية جعلتها في الغالب لاعباً أساسياً على الساحة الشرق أوسطية. لطالما ترأس الشيخ الدبلوماسية الكويتية وهو المنصب الذي سمح له بالتعرف على كل عظماء العالم ولعب الدور الذي أشاد به الجميع، وقال السفير الفرنسي السابق لدى الكويت، Charles Henri d’Aragon  شارل هنري داراغون، «كان الرجل الأقوى في البلاد. عرفته عام 1992 عندما كان وزيرا للخارجية، كان رجلا لديه خبرة كبيرة في الشؤون الدولية، رجل حكيم يُستمع إليه ومحترم». التدخل الخارجي تحت المساءلة وكتبت صحيفة «لوبينيون» الفرنسية: بالرغم من التدخلات الخارجية للدول الغربية من أجل حل المشاكل في بعض الأنظمة إلا أن هذه التدخلات لم تأت بنتيجة، فالرئيس السوري بشار الأسد لا يزال موجودًا، ونظام ملالي إيران أيضًا، بالإضافة الى نظام كاسترو الكوبي، حتى بدون الأخوين كاسترو. وتابعت الصحيفة أنه لم يعد بالإمكان إحصاء عدد المؤتمرات الدولية الخاصة بلبنان، والتي تهدف إلى تغيير الوضع   فكان وزير الخارجية الفرنسي الاسبق برنارد كوشنير في وقت سابق قد ضاعف عام 2007 تحركاته لمحاولة حل المأزق السياسي الذي كان يشهده لبنان و الذي وجد أخيرًا في اتفاق الدوحة 2008 . وعندما حاولت الدول الغربية قلب الطاولة بالقوة أدى ذلك إلى ما يعيشه الآن العراق أو أفغانستان أو ليبيا، فمن المؤكد أن المجتمع الدولي هدأ الوضع في البلقان لكن من دون حل جميع المشاكل هناك و قد وضع حداً للمأساة في كمبوديا لكن دون التمكن من إرساء الديمقراطية هناك.. وعدم نجاعة هذه التدخلات يعود الى وجود مقاومة قوية لهذه الأنظمة، فهم يلعبون على أرضهمز هل يتحول كاراباخ إلى قبرص ثانية؟ وتحت نفس العنوان، نشرت صحيفة «سفوبودنايا بريسا» الروسية، مقالا حول ما إذا كان هناك خيار آخر سوى الحرب لحل معضلة إقليم ناجورنو كاراباخ. وجاء في المقال: أرمينيا تدرس إمكانية الاعتراف باستقلال ناجورنو كاراباخ. صرح بذلك رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، خلال لقاء مع الصحفيين الروس في يريفان، فقال: «إننا ندرس عدة خيارات: الاعتراف، توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي، اتفاقية في مجال الدفاع. كل شيء يعتمد على تطور الوضع». وفي هذا الصدد سألت الصحيفة،  الأستاذ المساعد في العلوم السياسية بالجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، غيفورج ميرزايان، فقال: الاعتراف باستقلال جمهورية ناجورنو كاراباخ ستترتب عليه عواقب. فأولاً، إذا اعترفت أرمينيا باستقلال جمهورية ناجورنو كاراباخ، فإنها ستغادر تلقائيا سيرورة مينسك للتسوية. بشكل عام، فإن صيغة المفاوضات بأكملها حول كاراباخ تنهار. فإما ينبغي إنشاء صيغة جديدة، أو الاعتراف بأنه لا بديل عن الحرب. لذلك، لم تعترف أرمينيا بكاراباخ من قبل، من أجل الحفاظ على عملية التفاوض الرسمية. بالإضافة إلى ذلك، إذا لم تكتف أرمينيا بالاعتراف بجمهورية ناجورنو كاراباخ، بل جعلتها أيضا جزءا من الدولة الأرمينية، فستظهر مشكلة مع منظمة معاهدة الأمن الجماعي. من غير المرجح أن يعترف شركاء أرمينيا بناجورنو كاراباخ جزءا من أراضي منظمة معاهدة الأمن الجماعي. ومن المحتمل أن تضطر أرمينيا إلى مغادرة المنظمة حينئذ. وسيتشاورون بالتأكيد مع روسيا. وسيعتمد كل شيء على ما إذا كانت موسكو تريد معاقبة باكو على هذه الحرب. دعونا نتذكر بأننا عاقبنا جورجيا. أما في حالة أذربيجان، فهناك إيجابيات وسلبيات، وستؤخذ في الاعتبار في المفاوضات.

مشاركة :