عودة التوتر إلى طرابلس بعد اغتيال شيخ سني موال لحزب الله

  • 11/13/2013
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

طرابلس: سوسن الأبطح استفاقت طرابلس صباح أمس، على خبر اغتيال عضو «جبهة العمل الإسلامي»، المنتمية إلى قوى «8 آذار»، الشيخ سعد الدين غية، مما بعث خشية من نوع جديد من العنف في المدينة، وسط توترات ومخاوف من أن يعاد فتح جبهة «باب التبانة - جبل محسن»، المنطقتين المتنازعتين بالمدينة، في أي لحظة. وبينما كان الجميع يتحسب من انفجار الوضع الأمني، بسبب تمنع رئيس «الحزب العربي الديمقراطي» (العلوي)، النائب السابق علي عيد، عن المثول أمام قاضي التحقيق رياض أبو غيدا، في قضية تفجيري «التقوى» و«السلام» بطرابلس، وإمكانية أن يجري جلبه بالقوة يوم أمس، فإذا بالنكسة تأتي من باب الاغتيال هذه المرة. وكان غية ترك منزله في منطقة القبة صباح أمس، وتوجه لزيارة والدته في منطقة البحصة، القريبة من سوق الخضار بباب التبانة، وعند مغادرته، وبعد أن استقل سيارته، هاجمه شخصان على دراجة نارية، وأطلقا عليه النار، ليصاب بعدة رصاصات في رأسه وصدره. وتجمع أهالي المنطقة حوله ونقلوه إلى المستشفى لإسعافه، لكنه فارق الحياة هناك. وقطعت المباحث الجنائية الطريق حيث موقع الاغتيال، بمواكبة وحدات من الجيش اللبناني وكشفت على السيارة، وجمعت الأدلة، وأخذت العينات من مسرح الجريمة. ورغم أن غية ليس قياديا في «جبهة العمل الإسلامي»، لكن ليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها، كما يوضح لـ«الشرق الأوسط» الشيخ بلال شعبان، الأمين العام لحركة «التوحيد الإسلامي»، المنضوية في إطار «جبهة العمل»، مشيرا إلى تعرضه لمحاولة اغتيال بقنبلة يدوية منذ شهرين في المنطقة ذاتها، وأصيب بجروح في رجليه، «كما تعرضت سيارته لإطلاق نار منذ عشرة أيام، وفي المرة الثالثة والأخيرة تمكنوا منه». ويوضح أن غية «ربما ليس مشهورا، لكنه معروف في أوساط الشباب، وهو نشط ومحب ومتمرس في النقاش»، وقال إن «اغتياله جاء ثمرة تحريض تجاوز كل سقف وكل حد حتى طال مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وهو تحريض مقيت يذهب بطرابلس إلى الجحيم». والشيخ سعد الدين غية من مواليد بلدة «تكريت» في عكار، وهو يحمل ماجستير في اللغة العربية، وماجستير في الشريعة الإسلامية، سبق له أن قاتل بالعراق في مواجهة الأميركيين. ويقول شعبان عنه: «لعله أول شيخ ذهب إلى العراق لقتال الأميركيين، وكان قبلها منخرطا في صفوف الثورة الفلسطينية». وفي أول ردود الفعل على اغتياله، طالب رئيس مجلس قيادة حركة «التوحيد الإسلامي»، الشيخ هاشم منقارة، الدولة اللبنانية، بـ«حزم أمرها لكشف الجناة والمجرمين في حق الشيخ وإنزال أشد العقوبات بهم، وبضرورة وضع حد نهائي لهذا الفلتان الأمني الحاصل وغير المسبوق قبل فوات الأوان». كما طالب النيابة العامة بـ«التحرك الفوري والسريع». وقال: «نعد ما قيل من تهديد ووعيد في مهرجان الأحد الإلغائي والإقصائي سببا أساسيا ومحرضا واضحا لاستهداف واغتيال الشهيد غية». وسأل: «من يوقف حملة الجنون التي تتعرض لها طرابلس؟». وشدد على ضرورة «إيجاد حل وإلا فسنتورط كلنا في دم بعضنا البعض»، علما بأن غية هو أحد المقربين من منقارة، وكان قد جرى التحقيق معه في قضية التفجيرين في طرابلس وأخلي سبيله. وكانت طرابلس شهدت مهرجانا خطابيا حادا، الأحد الماضي، شارك فيه قادة محاور ومجموعات مسلحة في باب التبانة ونواب، تحدث فيه الخطباء بلهجة تصعيدية، طالت من يخالفونهم الرأي والتوجهات، ولم توفر مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار. ولفت الشيخ بلال شعبان في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «غية ليس أول المستهدفين في طرابلس، فمنذ نحو السنة، اغتيل الشيخ عبد الرزاق الأسمر، كما قتل منذ ما يقارب الشهرين حسام الموري، واستهدف أخي أسامة شعبان أيضا». ويعود تأسيس «جبهة العمل الإسلامي» إلى عام 2006، وأسسها الداعية فتحي يكن أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان، بعد ابتعاده عن «الجماعة الإسلامية». وتضم الجبهة غالبية الحركات الإسلامية السنية المحسوبة على فريق «8 آذار» المؤيد للنظام السوري. وأصدر حزب الله بيانا أمس استنكر فيه «جريمة الاغتيال الغادرة» ووصفها بـأنها «وحشية راح ضحيتها الشيخ المجاهد الذي قضى عمره مدافعا عن كلمة الحق ومنافحا عن خيار المقاومة، وداعيا إلى وحدة المسلمين ومنبها إلى مخاطر التشرذم والتطرف». ورأى الحزب أن «هذا الفعل الشنيع هو نتيجة طبيعية لخطاب التعبئة التحريضية الذي تمارسه بعض الجهات في طرابلس وفي غيرها من المناطق، مما يدفع البلاد نحو أجواء محمومة».

مشاركة :