القدس - بيروت 7 أغسطس 2021 (شينخوا) ساد الهدوء وعاد سكان المناطق الشمالية لإسرائيل إلى روتينهم الطبيعي بعد التوتر الذي وقع على الحدود مع لبنان يوم أمس (الجمعة) . وتبادل عناصر من حزب الله اللبناني وإسرائيل يوم أمس القصف على الحدود الشمالية وصف بأنه "الأعنف" منذ عام 2006. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن عناصر حزب الله أطلقوا 19 قذيفة من منطقة شمال شبعا متهما الحزب بـ"توريط" لبنان. وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في بيان، إن حزب الله أطلق الصواريخ تجاه مناطق مفتوحة عمدا، معتبرا أن الحزب "يورط لبنان". وأضاف أدرعي أن حزب الله يحاول من خلال هذه العملية "إغلاق ملفات سابقة لم يستطيع الرد عليها حتى الآن". ووفقا لأدرعي، فقد أطلق عناصر من حزب الله 19 قذيفة صاروخية من منطقة شمال شبعا سقطت 3 منها داخل لبنان ولم تجتاز الحدود كما تم اعتراض 10 قذائف، بينما سقطت 6 منها في مناطق مفتوحة. وأوضح أدرعي أن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات أو أضرار. ورد الجيش الإسرائيلي على الفور بقصف مصدر إطلاق الصواريخ في الأراضي اللبنانية. وعاد سكان إسرائيل إلى روتينهم الطبيعي ونفذوا الأعمال التجارية كالمعتاد بعد يوم من إطلاق حزب الله 19 صاروخا على إسرائيل. وقال كوهين 45 عاما والذي يعمل مرشدا سياحيا في شمال إسرائيل أن المقاهي والمواقع السياحية والمعالم المائية امتلأت بالمارة اليوم (السبت) كالمعتاد. وأضاف كوهين في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) "ما حدث بالأمس كان شيء غير اعتيادي، فنحن هنا لم نعتد على مثل هذه الأمور منذ عام 2006". وفي أول تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بعد الحادثة، قال خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي لويد أوستن إن الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل ضد حزب الله وأذرعه لحماية المواطنين الإسرائيليين. وقال غانتس "مؤسسة الدفاع الإسرائيلية مستعدة لأي سيناريو وستواصل العمل ضد حزب الله وأذرعه لحماية المواطنين الإسرائيليين"، مضيفا "إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدة برفقة المجتمع الدولي، من أجل نقل المساعدات الإنسانية إلى لبنان". وطالب غانتس المجتمع الدولي بأكمله والولايات المتحدة على وجه الخصوص بالتحرك ضد الدولة اللبنانية لوقف إطلاق النار "غير القانوني" على أراضيها في ضوء إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية من لبنان خلال اليومين الماضيين. وفي ساحة منزله في نيفيه أطيف قال المزارع الإسرائيلي مناحيم باروخ في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) إننا خلال السنوات القليلة الماضية اعتدنا على الهدوء، سوى الأحداث الاستثنائية هنا أوهناك وهنا يسود الهدوء والسكينة من الناحية الأمنية وحدثا الأسبوع الماضي كانا استثنائيين، نحن نتمتع بسنوات من الهدوء النسبي وازدهار السياحة رغم قيود كورونا ونأمل أن يعود الهدوء قريبًا. وكان آخر توتر عسكري بين إسرائيل وحزب الله في عام 2019 عندما استهدف حزب الله آلية عسكرية إسرائيلية، قال إنه جاء ردا على "هجومين إسرائيليين" ضد قواته في سوريا ولبنان. ووصل هادار ويسبرغ بونييل مع الأصدقاء والعائلة أمس من هرتسليا (مدينة إسرائيلية تقع على شاطئ البحر المتوسط) - ضمن مجموعة كبيرة من المسافرين ويقيم في أحد فنادق المبيت والإفطار في كيبوتس- خلال إطلاق الصواريخ من لبنان وقال لوكالة أنباء (شينخوا) سمعنا إطلاق الصواريخ، لكن ليس أكثر من ذلك بكثير، لقد مرت فوق رؤوسنا حرفيا، ولم نوقف الرحلة ولم نخاف، ولا يوجد ما نخشاه ربما نحن فقط مشبعون بأحداث كهذه. بدورها، أعلنت قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) في بيان، أنها رصدت إطلاق صواريخ من لبنان والرد بالمدفعية الإسرائيلية. وأكدت أن قائد اليونيفيل اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال مباشر مع الأطراف ويدعو الجميع إلى وقف النار فورا و"الحفاظ على الهدوء حتى نتمكن من بدء التحقيق" في الحوادث. وقالت إن "الوضع خطير للغاية في ظل الأعمال التصعيدية التي شهدناها من الجانبين خلال اليومين الماضيين". وأوضحت أنها "تعمل بنشاط مع الأطراف عبر جميع آليات الارتباط والتنسيق الرسمية وغير الرسمية لمنع الوضع من الخروج عن نطاق السيطرة"، مشيرة إلى أنها تنسق مع الجيش اللبناني لتعزيز الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء منطقة عملياتها. وعلى الرغم من عودة الهدوء والحياة إلى طبيعتها إلا أن الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق من الليلة عن اعتقال مشتبهًا به تسلل من الأراضي اللبنانية إلى داخل إسرائيل. وقال الجيش في بيان إنه تم استجواب المشتبه به ولا يوجد أي شبهات لحادث أمني. وتكررت خلال الأسابيع الماضية عمليات التسلل من لبنان إلى داخل إسرائيل. وتأتي هذه الأحداث وسط توتر في المنطقة بعد تعرض سفينة يابانية تتبع لشركة إسرائيلية لهجوم في بحر العرب في نهاية يوليو الماضي أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها. واتهمت إسرائيل إيران بالوقوف وراء الهجوم، فيما نفت طهران الاتهامات. وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل الممتدة على مسافة نحو 120 كيلومترا بين الفترة والأخرى حالات من التوتر وتبادل الاستنفارات بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، مما يستدعي تدخل اليونيفيل للجم الوضع وإعادة الهدوء. من جانبه أكد أمين عام حزب الله حسن نصرالله اليوم أن "أي غارة إسرائيلية جديدة على لبنان سنرد عليها حتما بشكل مناسب ومتناسب"، مؤكدا "أننا لن نضيع ولن نفرط بما أنجزته المقاومة في حرب يوليو 2006 أيا تكن التضحيات أو المخاطر لأن ذلك سيستبيح لبنان". وقال نصرالله في كلمة متلفزة القاها بمناسبة "الذكرى الخامسة عشرة للانتصار في يوليو 2006" إن "أهم إنجاز تحقق في حرب يوليو 2006 هو إيجاد ميزان ردع وهو إنجاز تاريخي واستراتيجي حققته المقاومة". وكان مجلس الأمن بقراره الرقم 1701 الصادر في أغسطس من العام 2006 قد وضع حدا للحرب التي استمرت 33 يوما والتي كانت قد اندلعت إثر مواجهات بين إسرائيل و(حزب الله). ولفت نصر الله إلى أنه على مدى 15 عاما لم يغير الطيران الإسرائيلي على منطقة لبنانية، معتبرا أن "ما يمنع العدو الإسرائيلي من شن غارات على لبنان هو خشيته من مواجهة كبيرة مع المقاومة". ورأى أن "ما حصل قبل أيام تطور خطير جدا لم يحصل منذ 15 عاما" في إغارة الطيران الحربي الاسرائيلي ليل (الخميس) الماضي على منطقتين بجنوب لبنان ردا على صواريخ مجهولة يوم (الأربعاء)، لافتا إلى أن الغارات جاءت بعد رد مدفعي إسرائيلي تجاوز مناطق إطلاق الصواريخ. وأكد أن إطلاق (حزب الله) صواريخ يوم أمس (الجمعة) باتجاه محيط مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا كان مرتبطا بالغارات الإسرائيلية. وأضاف "كان ردنا من أجل حماية البلد في إطار تثبيت المعادلات القديمة التي أراد العدو خرقها"، مشددا على أن "قدرات المقاومة الصاروخية النوعية تعاظمت، وصولا لامتلاكها أعداداً كبيرة من الصواريخ الدقيقة". وقال "اخترنا أرضا مفتوحة في مزارع شبعا لنوصل رسالة وضربنا محيط مواقع في منطقة عسكرية مغلقة نهارا وتبنينا المسؤولية وقصدنا بالعملية تثبيت قواعد الاشتباك القديمة ولم نقصد صنع قواعد اشتباك جديدة". وقال "قد يكون ردنا على الغارات الجوية في أي مكان من شمال فلسطين المحتلة إن كان في الجليل أو الجولان وخياراتنا مفتوحة". وشدد على "أننا لا نبحث عن الحرب ولا نريد الذهاب اليها ولكننا جاهزون لها ولا نخشاها وننتظرها كل يوم وسننتصر بها". وأكد على أن "أكبر حماقة قد يرتكبها العدو الإسرائيلي هي الدخول في حرب جديدة مع لبنان". وحذر قادة إسرائيل بالقول "لا تخطئوا التقدير بأن المقاومة مشغولة بالأوضاع الداخلية اللبنانية أياً كانت ضاغطة أو صعبة". وبشأن التحقيق في كارثة انفجار مرفأ بيروت أشار نصر الله إلى إن "كل الجهات التي ساهمت بالتحقيق وصلت إلى استنتاج واحد بأنه لا وجود لسلاح ولا ذخائر في المرفأ". وأكد أن (حزب الله) يعتبر انفجار المرفأ كارثة وطنية ومأساة إنسانية وأن الحزب يخشى من تضييع الحقيقة ومن التسييس والتوظيف في الاستهداف السياسي. ودعا القضاء إلى إعلان ما تم التوصل إليه التحقيق الفني والتقني محذرا من تواطؤ مع شركات التأمين التي عليها أن تدفع نحو مليار و600 مليون دولار للناس الذين أمنوا على أرواحهم وأملاكهم". وكان انفجار مرفأ بيروت قد وقع في 4 أغسطس 2020 وادى إلى أكثر من 200 قتيل و6500 جريح فضلا عن دمار مادي هائل في مناطق واسعة من العاصمة ، حيث طالت أضراره نحو 62 ألف وحدة سكنية و20 ألف مؤسسة. ووقع الانفجار في العنبر رقم 12 الذي كان يحوي نحو 2750 طنا من مادة "نيترات الأمونيوم" المخزنة من دون وقاية والمصادرة من سفينة منذ عام 2014.
مشاركة :