هل ينجح اتصال ردم الهوة في تخطي خلافات ما بعد «بريكست»؟

  • 10/4/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طلب رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، السبت، من فريقيهما التفاوضيين «تكثيف العمل» من أجل تخطي الخلافات، وضمان التوصل لاتفاق تجارة حرة لمرحلة ما بعد «بريكست».وعقد اللقاء بين جونسون، وفون دير لايين، عبر تقنية الفيديو، وهو يأتي غداة انتهاء الجولة التاسعة، والأخيرة، المقررة في المفاوضات بين لندن وبروكسل بإقرار الجانبين بوجود عقبات كبيرة أمام التوصل إلى اتفاق.ويعتبر اللقاء بين رئيس الحكومة البريطانية، ورئيسة المفوضية الأوروبية، اللذين تعود آخر محادثات أجرياها حول «بريكست» إلى يونيو/ حزيران، على قدر كبير جداً من الأهمية لتحقيق اختراق محتمل في المفاوضات المتعثرة، مع قرب انقضاء مهلة المصادقة على اتفاق في نهاية العام الحالي.ومن المقرر أن تنهي بريطانيا، رسمياً، نحو خمسة عقود من التكامل الاقتصادي والسياسي في الاتحاد الأوروبي في 31 ديسمبر/ كانون الأول، وسط تزايد المخاوف من فوضى عارمة يتوقع أن يشهدها قطاعا السفر والتجارة، في حال عدم التوصل إلى تسوية.وجاء في بيان أصدرته الحكومة البريطانية، أن جونسون، وفون دير لاين «أيّدا تقييم كل من كبيري المفاوضين بأنه تم إحراز تقدم في الأسابيع الأخيرة، ولكن لا تزال هناك ثغرات كبيرة، لا سيما في مجالات مصائد الأسماك، وتكافؤ الفرص، والحوكمة».وتابع البيان أن رئيس الحكومة البريطانية، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أعطيا توجيهاتهما إلى كبيري المفاوضين من أجل «العمل على نحو مكثف لردم الهوة» بين الجانبين.وخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رسمياً، في يناير/ كانون الثاني، لكنها لا تزال ملزمة بمعظم قواعد الاتحاد خلال المرحلة الانتقالية التي تنتهي في 31 ديسمبر/ كانون الأول.وحدد الجانبان قمة أوروبية تعقد في 15 أكتوبر/ تشرين الأول، موعداً أخيراً من أجل التوصل لاتفاق قابل للمصادقة في الوقت المناسب ليصبح ساري المفعول في نهاية ديسمبر/ كانون الأول.وجاء في تغريدة لكبير المفاوضين البريطانيين ديفيد فروست، أن «ذاك العمل يبدأ في أقرب وقت ممكن من الأسبوع المقبل». «اتفاق جيد» لكن يبدو أنْ لا استعداد لدى أي من لندن، أو بروكسل، لتغيير جذري في موقفيهما. والسبت، تحدّث جونسون الذي لعب دوراً أساسياً في المسار الطويل والمثير للانقسام لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عن «اتفاق جيّد يمكن التوصل إليه»، لكن الأمر يتوقف على إبداء الاتحاد الأوروبي مزيداً من المرونة.وقال جونسون إن بريطانيا تتهيّأ لاحتمال دخول «بريكست» حيّز التنفيذ من دون اتفاق تجاري، وإن الأمر «يمكن أن يسير على نحو جيدّ جداً».في الأثناء، قال مصدر في الاتحاد الأوروبي لوكالة فرانس برس، إن التكتل بانتظار أن يعمد الجانب البريطاني إلى «البدء فعلياً بالتفاوض حول القضايا الكبرى».والجمعة، أبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تعقد الاثنين لقاء مع كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه، اعتقادها بأنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق، لكنها حذّرت من أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة.ولم تنجح بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى حد الآن في تخطي الاختلافات الجوهرية بينهما حول حقوق صيد الأسماك في المياه البريطانية بعد «بريكست»، وحول كيفية إرساء قواعد منصفة لعمل الشركات وللدعم الحكومي.ويقول دبلوماسيون إن الجانب البريطاني يدفع بالمفاوضات نحو «نفق»، وهو مصطلح دبلوماسي يستخدم للدلالة على حائط مسدود، ونحو الوصول إلى ربع الساعة الأخير من أجل تمكين المفاوضين من القيام بتنازلات بعيداً عن الضغط الشعبي.لكن مسؤولين أوروبيين يقولون إن الوقت غير مناسب، وإنهم غير مقتنعين بأن جونسون قد يتزحزح عن موقفه.وهذا الأسبوع، باشر الاتحاد إجراءات قضائية رداً على محاولة الحكومة البريطانية الانقلاب على بعض ما نص عليه اتفاق «بريكست» العام الماضي.والثلاثاء، أقر النواب البريطانيون مشروع قانون ينظّم إدارة بريطانيا لأسواقها الداخلية اعتباراً من الأول من يناير/ كانون الثاني 2021، أي موعد خروج بريطانيا من السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي.ودفع جونسون باتجاه إقرار مشروع القانون هذا، على الرغم من مخاوف كثر، لا سيما داخل حزبه، ومن تحذير واشنطن من أن مشروع القانون يهدد السلام في إيرلندا. (أ ف ب)

مشاركة :