هل ينجح الخريطيات في تخطي حاجز "المنطقة الدافئة" ؟

  • 8/24/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - صفاء العبد: يبحث فريق الخريطيات خلال الموسم الجديد الذي يطرق الأبواب عن فرصة إثبات الوجود وتأكيد القدرة على أن يكون رقمًا مهمًا في دوري النجوم لكرة القدم في تاسع موسم له مع الكبار، وبالتالي مغادرة تلك الصورة التي سبق أن جعلت منه مجرد رقم تكميلي حينًا أو رقم محدود الفاعلية حينًا آخر. فكلنا نعرف أن فريق "الصواعق" كان قد عانى كثيرًا في بداياته حيث حلّ بالمركز الأخير في أول ظهور له خلال الموسم 2004 / 2005 ليعود سريعًا من حيث أتى قبل أن يكرّر صعوده بعد ثلاثة مواسم لكنه لم يحقق ما هو أفضل من ذلك الذي حققه في تجربته الأولى إذ شغل المركز العاشر والأخير مرة أخرى غير أن قرار إلغاء الهبوط في الموسم 2008 / 2009 بسبب رفع عدد فرق دوري الكبار إلى (12) فريقًا كان هو من أنقذه من ذلك الهبوط ليحتفظ بفرصة الاستمرار مع الكبار.. أما التحوّل المهم الذي طرأ على مسيرة الفريق هذه فكانت في الموسم التالي 2009 / 2010 الذي حقق فيه أفضل إنجاز له في دوري النجوم حتى الآن عندما حلّ بالمركز السادس بين (12) فريقًا قبل أن يعود ويتراجع إلى المركز الثامن في الموسمين التاليين، ثم العاشر مرة أخرى في الموسم 2012 / 2013، وبعده المركز الثاني عشر بين (14) فريقًا في الموسم الذي أعقبه وأخيرًا المركز التاسع في الموسم الأخير. كل هذا إنما يؤكد أن فريق الخريطيات لم يتمكن حتى الآن من أن يفرض نفسه كفريق قادر على مزاحمة الكبار بحيث ظلت المنطقة الدافئة هي السقف الأعلى لطموحاته رغم كل المحاولات التي بُذلت معه من أجل الارتقاء به وبإمكاناته ليكون قادرًا على تحقيق ما هو أفضل طوال المواسم تلك. غير أن أمرًا مهمًا كان قد طرأ على مسيرة الفريق من خلال ما حدث له من تحوّل إيجابي مهم في الموسم الماضي وتحديدًا في القسم الثاني من الدوري. والتحوّل هذا كان قد تحقق على يد مدربه البوسني الجديد عمار أوسيم الذي كان قد حلّ بديلاً للفرنسي المقال برتران مارشان مع نهاية القسم الأول من البطولة.. فبعد أن كان الفريق قد أنهى القسم الأول وهو في المركز الحادي عشر تحت قيادة مارشان دون أن يحقق سوى فوزين فقط مع ستة تعادلات وخمس هزائم استطاع أن يسجل في القسم الثاني تحت قيادة أوسيم ستة انتصارات مع أربعة تعادلات ودون أن يخسر سوى ثلاث مرات لينهي المسابقة وهو في المركز التاسع.. وهنا، وللتوضيح فقط، نشير إلى أن الفريق الذي حصد من القسم الأول (12) نقطة فقط مع مارشان، استطاع أن يحصد في القسم الثاني (22) نقطة مع أوسيم، والفرق واضح ولا يحتاج إلى أي تعليق بالتأكيد. ومن هنا نقول إن المسيرة التصاعدية في الخط البياني للفريق التي شهدها القسم الثاني من نسخة الموسم الماضي مع أوسيم يمكن أن تتجسّد بشكل أوضح خلال الموسم الجديد خصوصًا أن المدرب أوسيم أصبح أكثر دراية بواقع فريقه وبإمكانات لاعبيه وكذلك بواقع البطولة وبالفرق المتنافسة فيها.. والأهم هنا هو أن أوسيم كان هو من أشرف هذه المرّة على رحلة إعداد الفريق الذي يُعسكر حاليًا في سلوفينيا إضافة إلى أنه كان قد أشرف بشكل مباشر على بعض الإضافات الجديدة التي يرى فيها القدرة على دعم إمكانات الفريق رغم أنه اختار أن يُبقي على ثلاثة من محترفيه السابقين. وهؤلاء المحترفون الذين سيمضون موسمًا جديدًا مع الخريطيات هم المدافع البرازيلي دومنيغوس والمهاجم الأردني حسن عبدالفتاح والمهاجم الآخر البوركيني يحيى كيبي الذي كان قد انضمّ إلى صفوف الفريق في فترة الانتقالات الشتوية للموسم الماضي عندما حلّ بديلاً للكونغولي ديبا الونغو. أما المحترف الرابع فهو ليس جديدًا على دوري النجوم بل هو واحد ممن خبروا البطولة وتعاملوا معها لعدّة مواسم من خلال تواجده مع أكثر من فريق وأبرزها الوكرة على وجه التحديد، وهو صانع الألعاب المغربي أنور ديبا الذي يتمتع بإمكانات طيّبة يمكن أن يشكل من خلالها إضافة مهمّة في صفوف أي فريق يلعب فيه. ولم يقف الأمر عند حدود المحترفين الأجانب فقط وإنما نجح الفريق هذه المرّة في استقطاب بعض الأسماء الجيّدة الأخرى التي يمكن أن تعزز من قدراته وتدفع به نحو تقديم صورة أفضل من سابقاتها ويأتي في مقدمتها مهاجم الريان السابق جارالله المري، العائد من جديد لكتيبة "الصواعق" الذي سبق أن ارتدى قميص العنابي في العديد من المناسبات.. وإذا ما كان الفريق قد فقد خدمات حارسه خليفة أبوبكر الذي انتقل إلى صفوف فريق الجيش فإنه في مقابل ذلك استقطب حارسين يتمتعان بإمكانات جيّدة وهما أحمد سفيان القادم من صفوف الجيش وعامر العمري القادم من صفوف فريق الشحانية.. وإلى جانب ذلك كانت هناك بعض الأسماء المحلية الأخرى التي ستتواجد مع الفريق مثل عبدالعزيز المهندي ولاعبين آخرين تم ترحيلهم من فريق الشباب. ومع أن مهمّة الفريق قد لا تبدو سهلة وسط المنافسة المشتعلة المتوقعة لدوري الموسم الجديد لا سيما على صعيد مراكز المقدمة إلا أن فرصة الخريطيات تبقى واردة لإثبات الوجود وتأكيد الحضور الفاعل من خلال ما يتمتع به مدربه من إمكانات متميّزة فعلاً على صعيد توظيف قدرات لاعبيه وقراءة المباريات وكيفية التعامل مع أوراق الفرق المنافسة.. وإلى جانب قدرات المدرب تلك فإننا نرى أيضًا أن في الفريق إمكانات طيبة جدًا لا سيما في الجانب الهجومي، حيث استطاع حسن عبدالفتاح أن يفرض نفسه واحدًا من أبرز هدّافي الموسم الماضي وهو ما يؤهله لأن يعزّز قدرات فريقه الهجومية إلى جانب وجود يحيى كيبي وأيضًا عبدالعزيز الأنصاري ومحمد عبدالرب ومحمد ياسر وجميعهم يتمتعون بمهارات تؤهلهم للعب دور فاعل في الوسط والأمام. وفي تقديرنا أن الخريطيات سيكون أكثر قدرة على تحسين مسيرته ونتائجه إذا ما نجح المدرب أوسيم في معالجة بعض الأخطاء التي سبق أن عانى منها الفريق في الجانب الدفاعي على وجه التحديد وهو ما يُفترض أن يكون قد ركز عليه كثيرًا خلال رحلة إعداد الفريق للموسم الجديد.

مشاركة :