يتواصل اجتماع «بوزنيقة» في المغرب لليوم الثاني على التوالي، بمشاركة وفدي مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة، للاتفاق على آلية حول المناصب السيادية السبعة، وذلك بعد تعثر الاجتماعات خلال اليومين الماضيين بسبب تغيير رئيس مجلس الدولة للوفد المشاركة ما أربك الرباط ووفد البرلمان الليبي. وقالت مصادر برلمانية ليبية لـ«الاتحاد» إن الوفدين اجتمعا في قصر الباهية بمدينة بوزنيقة المغربية، مشيرة إلى أن الأطراف المجتمعة أكدت على ما تم الاتفاق عليه خلال الجلسات السابقة وتطرقت إلى الأمور العالقة التي تم تأجيلها. وأكدت المصادر وجود تحركات دبلوماسية مغربية نشطة للتقريب بين وفدي البرلمان الليبي والمجلس الأعلى للدولة لإنجاز الاتفاق الخاص حول المناصب السيادية، مشيرة لوجود رغبة مغربية للتوصل لاتفاق نهائي يتم التوقيع عليه بوساطة رئيس البرلمان الليبي ورئيس المجلس الأعلى للدولة. ولفتت المصادر إلى وجود تخوفات لدى السلطات المغربية من انهيار التفاهمات الأولية التي توصلت إليها الأطراف في الجلسة الأولى حول توزيع المناصب السيادية على الأقاليم الثلاثة، موضحةً أن الرباط تتطلع لتثبيت المعايير والآليات التي يتعين اعتمادها لاختيار الشخصيات التي ستتولى تلك المناصب. بدوره، قال مبعوث رئيس مجلس النواب الليبي إلى دول المغرب العربي، السفير عبدالمجيد سيف النصر، إن جلسات الحوار بين وفدي مجلسي النواب ومجلس الدولة حققت توافقات كبيرة بين الأطراف المجتمعة، مشيراً إلى أن الاجتماعات متواصلة للخروج باتفاق نهائي. إلى ذلك، قال جونتر سوتر، نائب المندوب الألماني الدائم لدى الأمم المتحدة، إن اجتماعاً وزارياً حول ليبيا سيعقد غداً الاثنين برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ووزير الخارجية الألماني هايكو ماس. وأضاف سوتر أن الاجتماع يأتي في وقت دقيق، مشيراً إلى أن هناك عدداً من التطورات المشجعة، ومنها المحادثات الأمنية التي أجريت في مصر، والاتفاق على الانتقال السياسي، وصادرات النفط. وأشار سوتر إلى أهمية الاجتماع المقبل، لافتاً إلى أن هناك العديد من المشكلات التي يتعين حلها، وبالتحديد وقف إطلاق النار، ومستقبل العملية السياسية في ليبيا، موضحاً أن الاجتماع هو متابعة لمؤتمر برلين، الذي عقد في يناير الماضي، واعتمد مجلس الأمن مخرجاته في قراره رقم 2510. سياسياً، أكد رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب الليبي يوسف العقوري والسفيرة الفرنسية لدى ليبيا بياتريس دو هيلين على أهمية التنسيق المتواصل من أجل دعم الحوار السياسي لحلحلة الأزمة الليبية، مشيداً بالمواقف الفرنسية الرافضة للتدخلات الأجنبية والداعمة لاستقرار ليبيا. وفي شرق ليبيا، استقبل رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، وزير الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية عبد الهادي الحويج. وأكد المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي عبد الحميد الصافي، أن الوزير أطلع رئيس البرلمان على آخر استعدادات «مؤتمر سرت الثاني» الهادف لاستحضار الذاكرة التاريخية لدعم الثوابت الوطنية المتمثلة في وحدة سيادة ليبيا واستقلال قرارها والدفع باتجاه الحل السياسي الذي يُنهي الأزمة الليبية والدعوة للسلام وتفكيك الميليشيات ونهاية الفوضى والإرهاب. خبراء لـ«الاتحاد»: «إخوان ليبيا» يسعون لإفشال الحوار السياسي أكد خبراء ومحللون سياسيون ليبيون مساعي تنظيم «الإخوان» الإرهابي لإفشال الحوار السياسي في ليبيا حال عدم تحقيق أهدافهم في السيطرة على مفاصل الدولة والحصول على صلاحيات واسعة في الاتفاق الذي سينتج عن الحوار الراهن. وقال محمد الترهوني، المحلل السياسي والعسكري الليبي، إن تنظيم «الإخوان» سيفشل المفاوضات والحوارات الجارية بين الأطراف الليبية إذا لم يكن على رأس أي مرحلة والسيطرة على مفاصلها وصاحب قرار فيها لتحقيق أجندات خارجية، مشيراً إلى أن التنظيم لا يهمه صلاح ليبيا لكن يهمه فقط تحقيق أهدافه. وأشار الترهوني لـ«الاتحاد» إلى أن أحد طرفي الحوار يسيطر عليه «الإخوان» بصورة كاملة ويحاولون السيطرة على الحوار وتوجيهه حسب رغباتهم. بينما أكد الدكتور محمد الزبيدي، المحلل السياسي وأستاذ القانون الدولي الليبي، أن «الإخوان» يعملون بشكل منظم على مختلف المسارات يساعدهم في ذلك فريق من المستشارين المتخصصين. إلى ذلك، أكد عبد الكبير الفاخري، المحلل السياسي الليبي، أن «الإخوان» مسيطرون على الجوانب السياسية في المنطقة الغربية وحكومة الوفاق والمجلس الأعلى للدولة. واتفق حول أن «الإخوان» يرغبون في إفشال أي حل سياسي، وإذا لم يستطيعوا الحصول على مزيد من الصلاحيات في الاتفاق الجديد لن يتنازلوا عن الامتيازات الحاصلين عليها من اتفاق الصخيرات الذي يرونه اتفاقاً جوهرياً وربما يذهبون في اتجاه مغامرة عسكرية جديدة. واعتبر رضوان الفيتوري، المحلل السياسي الليبي أن «الإخوان» لديهم رغبة في التفرد بالسلطة لأنه لا يرى الآخر وفي عقيدته تغليب مصلحة التنظيم على حساب الوطن، موضحاً أن «الإخوان» ينفذون أجندات معينة لدول تدعمهم.
مشاركة :