أكدت أرمينيا، أمس، أنها ستستخدم «جميع الوسائل اللازمة» لحماية المنحدرين من أصل أرميني من هجوم أذربيجان، حيث تقاتل الأطراف المتصارعة لليوم السابع، في الوقت الذي لم تجد فيه أحدث دعوات دولية للسلام آذاناً صاغية. وقالت أذربيجان إن أرمينيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن إشعال فتيل الصراع المستمر منذ عقود، والذي يهدد بجر قوى إقليمية إليه. وارتفع عدد القتلى إلى 242 على الأقل، في القتال الدائر حول ناغورني قره باغ، وهي جيب يقطنه منحدرون من أصل أرميني، داخل أذربيجان، لكن لم تعد تحت سيطرتها منذ التسعينات. ووقعت «معارك عنيفة»، أمس، بين الانفصاليين الأرمن وقوات أذربيجان على معظم خط الجبهة في الإقليم المتنازع عليه، مع تأكيد سلطات يريفان أن باكو أطلقت عملية هجومية كبيرة في اليوم السابع من بدء المواجهات. وأعلن رئيس سلطات الإقليم الانفصالي أياريك هاروتيونيان للصحافيين أن «المعركة الأخيرة» على ناغورني قره باغ بدأت، مضيفاً فيما ارتدى الزي العسكري أنه سيتوجه إلى الجبهة للانضمام إلى القتال. وأكدت من جانبها، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان، أن القوات الأرمينية الانفصالية «نجحت في وقف هجوم العدو إلى حد كبير»، متحدثةً عن «معارك عنيفة». وأضافت أن «القوات الأرمنية أطلقت هجوماً مضاداً على إحدى نقاط الجبهة». في الأثناء، أعلنت أرمينيا مقتل 51 مسلحاً انفصالياً أرمنياً إضافيين أمس، وهو ما يرفع الحصيلة الرسمية للقتلى من كلا الجانبين إلى 242. ولم تصدر منذ بدء المعارك سوى بيانات جزئية عن عدد الضحايا، إذ لا تعلن باكو خسائرها العسكرية. في ستيباناكرت كبرى مدن الإقليم، التي قُصفت، أمس الأول، للمرة الأولى بالمدفعية الثقيلة، سُمعت أصوات انفجارات جديدة صباح أمس. وفي هذا السياق، دعت خارجية الإقليم الانفصالي، المجتمع الدولي إلى «الاعتراف باستقلال» ناغورني قره باغ، معتبرةً ذلك «الآلية الوحيدة الناجعة لإعادة السلام». وأعلن الإقليم، ذو الغالبية الأرمنية، انفصاله عن أذربيجان في مطلع التسعينات، وهو ما أدى إلى حرب تسببت بسقوط 30 ألف قتيل. ولم يوقّع أي اتفاق سلام بين الطرفين بالرغم من أن الجبهة شبه مجمدة منذ ذلك الحين، لكنها كانت تشهد مناوشات بين الحين والآخر. وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأول، مع رئيس أذربيجان إلهام علييف ومع نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا. وقال ماكرون فيما بعد في بيان: «إنه اقترح سبيلاً جديداً للعودة للمحادثات، لكن لم تظهر مؤشرات على أن المحاولة الفرنسية أدت إلى تحقيق أي انفراجة». وقال المكتب الصحفي لعلييف في ملخص عن هذا الاتصال: «رئيس أذربيجان ألقى بالمسؤولية كاملة على قيادة أرمينيا، فيما يتعلق بانهيار المفاوضات وبدء المواجهة المسلحة». وأحجمت القوات المسلحة الأرمينية حتى الآن عن دخول الحرب إلى جانب تلك الموجودة في ناغورني قره باغ. لكن باشينيان صور في كلمة بثها التلفزيون الصراع على أنه صراع وطني وشبه بينه وبين حرب البلاد مع تركيا العثمانية في أوائل القرن العشرين. وقال: «هذه حرب جديدة مع تركيا العثمانية، ويجب أن يكون كلا منا على استعداد لتكريس نفسه لهدف واحد اسمه النصر». وقالت وزارة الخارجية الأرمينية: «إن أرمينيا بصفتها الضامنة لأمن ناغورني قره باغ، ستتخذ جميع الوسائل والخطوات اللازمة»، لمنع «الفظائع الجماعية» من قبل القوات الأذربيجانية وحليفتها تركيا.
مشاركة :