بانتظار المفاوضات غير المسبوقة في الشكل والمضمون بين لبنان وإسرائيل، والتي ستسبقها زيارة تمهيدية متوقعة لمساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر لبيروت، وجد عراب «اتفاق الإطار»، رئيس مجلس النواب نبيه بري ضرورة الرد على الاتهامات التي وجهت لـ «الثنائي الشيعي» بالاعتراف بإسرائيل وللتقديرات السياسية التي تفيد بأن البلد ذاهب إلى تطبيع ما مع إسرائيل، إرضاءً لواشنطن أو حتى إلى المضي الى «حلول» شاملة، وفق الشروط الأميركية، للأزمات اللبنانية بما في ذلك تشكيل الحكومة. وشدد بري، الذي يتزعم حركة «أمل» أمس، على أن «اتفاق الإطار هو اتفاق لرسم الحدود لا أكثر ولا أقل، وكفى بيعاً للمياه في حارة السقايين». وقال إن الاتفاق الذي جرى بواسطة أميركية «خطوة ضرورية»، مضيفاً أنه «يجب أن تواكب بتشكيل حكومة بأسرع وقت تكون قادرة على تنفيذ ما ورد فيه بحرفيته». وفي رد على ما قيل عن تخلي «الثنائي الشيعي»، اي حركة «أمل» و»حزب الله»، عن المبادرة الفرنسية بعد «التقارب مع الأميركيين»، جدد بري التأكيد على «التمسك بكل مندرجات المبادرة الفرنسية»، لافتاً الى أن «التحدي الأساس الآن هو الوصول الى اتفاق على اسم لرئيس الحكومة، وباقي الأمور والخطوات من السهل التوافق عليها تحت سقف هذه المبادرة». ويزداد منسوب القلق من استحالة التوصل، في المدى المنظور، الى تحديد أي موعد للاستشارات النيابية الملزمة من اجل اجراء المقاربة التي تحكم عملية تأليف الحكومة البديلة، بانتظار تطورات الساعات المقبلة، التي يمكن ان تؤشر الى مستقبل هذا الملف، وما يمكن أن يطرأ من معطيات تحركه من جديد. وبمعزل عن الاهتمام، الذي خطفه التوصل إلى «اتفاق اطار»، يحكم انطلاق المفاوضات بين لبنان واسرائيل على مستوى الوفدين العسكريين من أجل ترسيم الحدود البحرية في 14 الشهر الجاري، قالت مصادر سياسية متابعة، امس، ان «الاتصالات الفرنسية لم تتوقف بعد اعتذار الرئيس مصطفى أديب كما في توقيت تلا المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاحد الماضي. وتابعت: «فإلى الاتصالات التي واظب عليها الفريق الدبلوماسي المعاون لرئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون في الملف اللبناني مع عدد من الشخصيات اللبنانية بغية استمزاج الرأي في امكان إحياء المشاورات الضرورية من اجل تكليف بديل من السفير اديب ضمن المهلة المعقولة من اجل استئناف مساعي التأليف في وقت قريب، كانت تحركات فرنسية غير معلن عنها، وبقي الاجتماع الأبرز الذي عقده السفير الفرنسي المنتهية ولايته برونو فوشيه مع مسؤول الشؤون الخارجية في حزب الله النائب السابق عمار الموسوي قبل مغادرته بيروت قبل يومين عائدا الى بلاده». وكشفت المصادر أن «اللقاء كان إيجابيا وبحث في تفاصيل الأمور وموقف حزب الله من مبادرة الرئيس ماكرون»، مشيرة إلى ان «ممثل حزب الله وعد بتقديم مساعدة جدية لإعادة إنجاح المبادرة الفرنسية بشروط جديدة مقبولة من الطرفين». في سياق منفصل، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، مساء امس الاول، مقطع فيديو، قال إنه يثبت وجود مصانع صواريخ لـ «حزب الله» في الضاحية الجنوبية، رغم نفي «حزب الله» تصنيع أسلحة أو تخزينها في المنطقة المذكورة. ونشر أدرعي، عبر صفحته الرسمية في «تويتر» مقطع فيديو مصحوبا بتعليق «كشف ما حاول نصرالله إخفاءه». وقال بيان للجيش الإسرائيلي إن «ذلك يأتي في سياق الاستمرار في كشف النقاب عن 3 مواقع بقلب أحياء ومبان سكنية في بيروت». كما كشف الجيش الإسرائيلي عن هوية الناشط في «حزب الله»، الذي يدير موقع إنتاج مواد لصواريخ دقيقة التوجيه في حيّ الجناح في بيروت، وظهر أمام الصحافيين كمدني، وهو بحسب ما ذُكر، محمد كامل فؤاد رمال.
مشاركة :