يظن المتابع عندما يرى ويسمع نقاشاتنا في الإعلام وأسئلة الفتاوى وخطب الجمعة أننا قد استكملنا تعاليم الدين فلم يبق لنا لنناقش سوى القشور وفروع الفروع في الأحكام. ويعتقد أن غياب الحديث في الخطاب الديني والإعلامي عن حسن الخلق ورقي التعامل بين الناس هو بسبب التزام الناس جميعاً بتعاليم الإسلام التي نظمت العلاقات والمعاملات على أكمل وجه من العدل والرحمة. والواقع يقول إننا أهملنا روح الإسلام فلم نأخذ منه سوى شعائره، وطلبنا مرضاة الله بأداء حق «العبادة» وفرّطنا في حقوق «عباده». في «الشرق» نشر خبر عن عامل استوقف الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أثناء إحدى جولاته راجياً منه أن يساعده في تسلّم رواتبه التي ماطلت مؤسسة نظافة بتسليمها لمدة سنة. والعامل ليس استثناء، فعمال النظافة بالذات يعانون من تدني الأجور والمماطلة في تسليمها ولم يجدوا حلاً سوى الإضرابات عن العمل للحصول على أجورهم من مؤسساتهم، ويوجد مثلها مدارس ومستشفيات خاصة وصحف وقنوات ووزاراتإلى آخره من مؤسسات تبخل على موظفيها والمتعاونين معها بحقوقهم، وتماطل فيها، وتحوّل المتعاملين معها إلى شحاذين يهرقون ماء وجوههم من أجل نيل حقوقهم.
مشاركة :