يتساءل بعض رواد الأعمال وأصحاب الأفكار الريادية عن الفرق بين الاستثمار الجريء والملائكي في عالم المشاريع والشركات. لا يختلف اثنان على أن “رأس المال الجريء” يُعد من أهم الوسائل التمويلية التي يعتمد عليها رواد الأعمال لتحويل أفكارهم الريادية _التي غالبًا ما تكون في مجال تكنولوجيا المعلومات أو التقنيات الحديثة_ إلى أنشطة تجارية تدر أرباحًا مرتفعة، ويصعب تمويل هذه النوعية من المشاريع بنظام الاقتراض أو من خلال الملكية؛ لارتفاع درجة مخاطرها. اقرأ أيضًا: مبادرات تدعم المشاريع والمنشآت الصغيرة في المملكة وخلال الفترة الزمنية التي تبدأ بدخول رأس المال المخاطر للتمويل وحتى خروجه يواجه المستثمرون “مقدمو هذا المال” الكثير من التحديات والمخاطر؛ حيث يتحملونها انتظارًا لتحقيق أرباحًا كبيرة من المشروعات التي يمولونها، وعادة ما يتخذ أصحاب رأس المال الجريء قراراتهم الاستثمارية بعد إجراء العديد من التحليلات لكل المخاطر التي تتعلق بالمشروع في ضوء الأرباح المتوقعة، فإذا كانت الأرباح المنتظرة أعلى من الخسارة المحتملة تكون المخاطرة مبررة ومن هنا يبدأ أصحاب رأس المال الجريء اتخاذ قرارهم بالموافقة على توفير التمويل اللازم للمشروع والعكس صحيح. اقرأ أيضًا: ما لا تعرفه عن طائرات الدرونز.. التقنية الأكثر تفوقًاالفرق بين الاستثمار الجريء والملائكي يُعرف رأس المال الجريء بأنه أحد أنواع الملكية الخاصة؛ حيث يقبل بالدخول في المشاريع الناشئة أو التي لم تصل بعد لمرحلة النضوج ولكن تمتلك بعض المقومات الأساسية اللازمة للنجاح، ويستهدف رأس المال الجريء أكبر عدد ممكن من الشركات، سواء كانت صغيرة أو متوسطة. ويُعرف أيضًا بأنه عبارة عن قناة مخصصة للتمويل والاستثمار في المشروعات الناشئة التي يُقبل على تنفيذها رواد الأعمال المُبدعون والمبتكرون، عندما تكون الفكرة مجرد حبر على ورق أو نموذج عمل يحتاج إلى بلورة بصورة أفضل؛ من حيث التمويل والإنتاج والتسويق والعائد. وفي أغلب الأحيان، يُركز الاستثمار الجريء أو أصحاب رأس المال المخاطر على المشروعات التي تعتمد في الأساس على الأفكار الإبداعية والمبتكرة وتجمع بين توفير الحلول اللازمة لبعض المشكلات التي تواجه المجتمع أو الاقتصاد وتحقيق العائد المادي الكبير، وتُكمن أهمية تمويل هذا النوع من المشروعات في زيادة عدد الشركات الناشئة المبتكرة التي تسهم في النمو الاقتصادي للدولة، وتحسين مستوى المعيشة للفرد وتوفير المزيد من فرص العمل. اقرأ أيضًا: إدارة ستيف جوبز للاجتماعات.. المناقشة كما يجب أن تكونالاستثمار الملائكي أما فيما يتعلق بالاستثمار الملائكي، فهو باختصار يكمن في المستثمر الفردي الذي يُمثل نفسه ولا يُمثل أي مؤسسة معينة تضم مجموعة مسثتمرين؛ حيث يملك رأس مالًا كبيرًا ويرغب في استثماره من خلال إحدى الشركات الناشئة التي يمتلكها رواد أعمال مُبدعون ومُبتكرين، وذلك مقابل حصة في هذه الشركة. اقرأ أيضًا: تجنب فوائد البنوك.. كيف السبيل؟ وعادة ما يكون الاستثمار الملائكي هو أول مصدر خارجي لرأس المال يلجأ إليه رواد الأعمال بعد الأهل والأصدقاء، وبمعنى آخر يُعرف المستثمرون الملائكة بأنهم عبارة عن أشخاص أثرياء لديهم خبرة كافية في مجال ما، ويريدون استثمار أموالهم من أجل إنقاذ شركة ما من عثرتها والدفع بها قُدمًا. وفي كثير من الأحيان يدخل المستثمر الملاك في المرحلة التي يحتاج فيها المشروع إلى بعض الأموال لفترة قصيرة الأجل، ويحرص هذا النوع من المستثمرين على توفير رأس المال المطلوب لرواد الأعمال الذين يقبلون على تأسيس مشاريعهم الجديدة، خاصة عندما تكون المصادر التقليدية لرأس المال، مثل: البنوك الاستثمارية وشركات رأس المال، رافضة للانخراط في هذه المشاريع، وفي نهاية المطاف، لا يطلب عادة المستثمرون الملائكة دورًا فعالًا في إدارة الشركة الناشئة أو الصغيرة مقابل تمويلها، على عكس أصحاب رأس المال المخاطر أو الجريء. اقرأ أيضًا: كيف تحصل على تمويل لمشروعك في المملكة؟أهمية الاستثمار الملائكي وبالنسبة إلى الفرق بين الاستثمار الجريء والملائكي فإن الأخير يلعب دورًا كبيرًا فى ظهور آلاف الأفكار الجديدة بجميع أنحاء العالم، والعديد من الاستثمارات الضخمة التي حولت أصحابها من مجرد أشخاص عاديين إلى أغنى أغنياء العالم، وحقق هذا النوع من الاستثمار انتشارًا كبيرًا في عدد من دول العالم؛ حيث ارتبطت فكرة الاستثمار الملائكي في السنوات الماضية بالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى، كما ظهرت مؤخرًا في اليابان والصين والهند والإمارات وبعض دول المغرب العربي، وذلك بعدما أدركت هذه الدول أهمية الدور الحقيقي الذي يلعبه هذا النوع من المستثمرين فى الخروج بالمزيد من الاكتشافات الاستثمارية التى تُسهم في دفع عجلة الإنتاج؛ من خلال الأفكار الشبابية التي تعتمد في الأصل على الإبداع. اقرأ أيضًا: مزايا الاستثمار الملائكي لرواد الأعمال في نهاية المطاف، عندما نتطرق إلى الفرق بين الاستثمار الجريء والملائكي يجب أن نؤكد أن رائد الأعمال يمتلك فكرة مشروع مستوى المخاطر فيها أعلى يُفضل الاعتماد على التمويل الذي يوفره المستثمرون الملائكيون؛ وذلك لأنهم متخصصون في الاستثمار بالشركات الناشئة، فالمستثمر الملائكي الجيد سيساعدك في بناء مشروعك، خاصة أنه يهتم بأن يعيش التجربة مع رائد الأعمال أكثر من العائد المادي. اقرأ أيضًا: سلبيات تهدد مشروعك بالفشل.. احذر من الوقوع في الفخ المفاوضات المالية.. المفهوم والمهارات مخاطر الاستثمار الملائكي
مشاركة :