أوضح رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أنه لا رجعة للحرب ولا حياد أبدا عن طريق السلام. ووقعت الحكومة السودانية وتحالف حركات مسلحة في دارفور والنيل الأزرق على اتفاقية سلام بعد عام كامل من المفاوضات في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان وسط حضور إقليمي ودولي تقدمه رؤساء دول تشاد والصومال وجيبوتي وممثلين لدول المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر ومنظمات إقليمية ودولية. وقال البرهان: «نؤكد حرصنا على تنفيذ ما تم التوصل إليه في كل المسارات والمناطق من حيث الترتيبات الأمنية والقضايا القومية والسياسية». وأضاف، «نتائج هذا الاتفاق ستكون دعما وسندا لحكومة الفترة الانتقالية وستضخ روحا ودماءً ورؤى وطنية تساعد على تحقيق الانتقال السلس نحو دولة السلام والعدالة والمواطنة والديمقراطية». ورأى البرهان أن أكثر ما يؤسس فرص نجاح هذه الوثيقة أنها مسنودة بنضال الشعب السوداني، وناشد كل من عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال وعبدالواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان بدارفور للانضمام لركب السلام قريبا. وشدد البرهان على لمحافظة على ما تحقق، والعمل لمضاعفة الإنتاج وبث روح التعاون والتعايش السلمي لتحقيق شعارات الثورة حرية سلام وعدالة. وأردف، هذا يوم عظيم في مسيرة السودان لأنه يحقق أهداف الثورة ومطلوباتها التي أهمها السلام الذي دفع فيه أبناء السودان الأرواح رخيصة لتحقيق حلم ظل يراود السودانيين لسنوات طويلة عانوا خلالها حروبا مدمرة تسببت في الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومازالت آثارها باقية فلنعمل جميعا على محوها في ربوع البلاد بكل عزيمة وإرادة وإصرار من أجل وقف نزيف الدماء وصونا لحقوق السودانيين بالعيش الكريم وتكريما للأجيال التي تدافعت في إنجاح ثورة ديسمبر المجيدة وهي تتطلع إلى مستقبل مشرق يلبي تطلعاتها. وحيا البرهان مجهودات المرأة السودانية التي كانت لها إسهامات واضحة وكبيرة وقادت مسيرة التغيير وكانت حضورا فاعلا ومشرفا في كل الساحات». وذكر البرهان أن اختيار جوبا للتفاوض جاء باليقين التام بجدارة ومقدرة حكومة جنوب السودان، لافتا إلى أن السلام منهجا وأولوية في مسار التغيير وهو قيمة وسلوك يجب الالتزام به دون انقطاع. وأضافَ، أن الأمم التي تقدمت وتطورت تقدمت فقط بالسلام وأهل السودان أهل سلام. وكرر البرهان الشكر لحكومة وشعب دولة جنوب السودان لاستضافتها الكريمة للتفاوض وكذلك لجنة الوساطة لحرصها على النجاح والمضي قدما إلى الغايات المنشودة حتى تحقق السلام الشامل.