"درزن" كلمات غير متقاطعة

  • 8/5/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

- الأولى: لا يجرؤ أعداء الشجرة العظيمة التي يحرسها رجالٌ أشدّاء، وتحيط بها أسوار عالية، ويحبها أبناؤها المؤمنون بأمومتها وحدها، على أن يضربوا جذعها بفؤوسهم ليسقطوها، لكنهم يستطيعون أن يسلطوا عليها أنواعاً خبيثة من سوسهم، فتنخر جذعها حتى تسقط. - الثانية: لم يعد الرأي الحر المستقل فيما يفعله وزير التعليم عزام الدخيل رأيا مجرّدا، وإنما صار شَرَكاً ينصبه مصنِّفو عباد الله، فيضعون كل صاحب رأي في إحدى فئات ثلاث: إما ليبرالي تغريبي معاد للدين وأهله، أو حزبي سروري، أو رجعي متخلف! - الثالثة: أشدّ الناس عداوةً لك، هو الذي يروي على لسانك -في كلّ مجلس- ما لم تقله قط، وتصبح عداوته أكثر وضوحا، حين تنفي -جهارا وبأيمانٍ غليظة- ما يقوله على لسانك، فيزداد إصراره على إشاعة كذبته. - الرابعة: .. وأشد الناس غباء، هم الذين يترصدون بالقصائد، ليكتبوا عنها تقارير مملوءة بالتفسيرات الشوهاء.. وأفضل الحلول -أمام وجود هؤلاء المتطفلين على اللغة- أن يكتب الشاعر قبل أيّ قصيدة ينشرها: هذه القصيدة لا تمت للواقع ولا للخيال بأي صلة! - الخامسة: من الظلْم أن نطلب من التّابع المسكين، أو العضو في أي تنظيم، أو قطيع، رأيا موضوعيا، أو أدبا في الحوار، أو استقلالية، أو وعياً، أو اعترافاً بجهد الآخرين، أو رجوعا إلى الحق؛ لأنه لا يعدو أن يكون "ترسا" في آلة. - السادسة: يتوهّم المتسلّق، أن صعود السلالم يستلزم إبعاد الواصلين إلى القمة التي يحلم باعتلائها، ويتوهم أنه قادر على صعود السلالم كلها، وذلك من خطل الطموحات. والأولى أن يترك هذا وأمثاله ما لا يحسنونه ولا يستطيعونه، وأن يختاروا من الأعمال ما يتواءم مع قدراتهم، أو يطوروا ذواتهم قبل محاولات التسلّق العشوائية التي تنتهي – غالبا – بسقوط غير محمود. -السابعة: عندما قرأتُ -قبل أسبوعين- خبر هجوم "داعش سيناء"، على زورق عسكري، توهمت أنه زورق إسرائيلي، لكنه كان زورقا مصريا كما توقعتُ ولم أتوهم! - الثامنة: أزعم أن كل من يبرّر أفعال الدواعش بالقول: هؤلاء شباب متحمّسمون مظلومون، يدرك إدراكا كاملا، أنهم -في الأصل- ضحاياه، وضحايا خطابه المتذاكي القاصد. - التاسعة: بعضهم يكذِبُ، ويكذِب، ويكذِب، ولا يقول الصدق أبدا، لكنه – برغم كذبه المكشوف أهدافا وطرائق، صار يقول الكذب بطريقةٍ رائعة في أعين أتباعه ومحبيه! - العاشرة: الإصرار على تنزيه "الخطّائين" من بني آدم عن الخطأ، يحرمهم من فرصة أن يكونوا من "التوّابين"، ويحرمنا من فرصة المراجعة. - الحادية عشرة: نقْد ممارسات وسياسات النظام الإيراني التوسعية، ليس من الطائفيّة يا عرب الأحكام "المُعمّمة".. هو نقدٌ سياسي خالص. - وأخيرا: لا بد من أن تخرج مع روائح كل "عادم"، روائحُ أخرى، لها ما سبقها من "الطبخات المكتبية الفاسدة".. والله تعالى أعلم.

مشاركة :