تدريس ريادة الأعمال.. مغامرة في الممكن

  • 10/5/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يذكرنا الحديث عن إمكانية تدريس ريادة الأعمال بذاك الجدل الذي يثور ما بين وقت وآخر والذي يحاول أن يعرف هل يولد رواد الأعمال هكذا أم أنهم يتعلمون الريادة؟ وما من شك أن الفصل في مثل هذه القضايا الحدّية من الصعوبة بمكان، إلا إذا كنا ندافع عن أيديولوجيا معينة. لكن يمكن القول إن تدريس الأعمال والسعي في هذا المسار سوف يساعدنا في منح الفرصة لكثير من الشباب والراغبين في ممارسة العمل الحر بشكل عام، غير أن المؤكد كذلك أن مجرد المهارات التي يتم تعليمها للطلاب والدارسين لن تكون ذات نفع يُذكر طالما أنهم أنفسهم لم يكونوا مستعدين ليس للتعلم وإنما لخوض تجربة ريادة الأعمال ذاتها. لا يقدم تدريس ريادة الأعمال شيئًا آخر سوى النفخ في شرارة موجودة بالفعل، الطالب لديه البداية إذًا، وعلى معلمي ريادة الأعمال مساعدته في الوصول بفكرته إلى النجاح. إن هذه العملية التعليمية أشبه ما يكون بتحويل الجذوة الصغيرة إلى مصباح منير. اقرأ أيضًا: 4 نماذج عالمية على نجاح ريادة الأعمالطرق تعليم الريادة إذا قلنا إن تدريس ريادة الأعمال أمر ممكن، فعلينا أن نشير إلى الطرق التي يمكن اتباعها في ذلك، غير أنه من الواجب علينا ابتدار القول بدءًا إن علينا أن نزيح عن أفكارنا كل طرق التدريس التقليدية التي ألفناها من قبل، فمع ريادة الأعمال يجب أن يكون كل شيء رائدًا، بما في ذلك أمر تدريسها هي ذاتها، وإلا فستذهب كل جهودنا أدراج الرياح. وفيما يتعلق بطرق تدريس ريادة الأعمال يمكن الإشارة إلى الطرق التالية:التعلم عن طريق التجربة نحن نعلم أن هذه الطريقة غير مألوفة، وبالأحرى مفاجئة بعض الشيء؛ إذ لا يُعقل أن نطلب من شخص يريد أن يتعلم أساسيات ريادة الأعمال أن يقوم مباشرة بتأسيس مشروعه التجاري. غير أن الهدف، في هذه المرحلة، أبعد من مجرد تحقيق الربح، وإنما هي محاولة لكي تكون التجربة/ المشروع هي المعلم الأساسي والمباشر لك في هذه المسألة. ولكن لا يجب أن يغامر الطالب بتأسيس مشروع كبير، أو المغامرة برأس مال كبير، وإنما أن يبدأ بمشروع صغير وبرأس مال محدود، فالهدف هو التجربة الواقعية والتعلم من خلالها وليس شيئًا آخر. يطور الطلاب، عبر هذه الطريقة، مستوى من البصيرة والثقة من خلال ممارسة أساليب التنقل في مناطق غير معروفة ومن تجربة النجاح والفشل. اقرأ أيضًا: أهمية ريادة الأعمال.. ميزة استشراف المستقبلالتعليم القائم على التصميم ريادة الأعمال عملية تطبيقية وعلمية في الوقت ذاته، ومن ثم فإن الإغراق في التعليم النظري لن يكون مجديًا، وبمعنى آخر فإن البدء من النظرية (المعارف الأكاديمية المجردة) لن يكون خيارًا مناسبًا هنا، ولكن البدء من التجربة/ التطبيق قد يسهم ليس في تسهيل تدريس الأعمال وإنما في إغناء النظرية ذاتها. وجادل الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل “هربرت سيمون” بأن التخصصات التطبيقية يتم خدمتها بشكل أفضل من خلال المناهج القائمة على التصميم. فالتصميم هو عملية تتطلب مهارات في الملاحظة والتوليف والبحث وتوليد البدائل والتفكير النقدي والتغذية الراجعة والإبداع وحل المشكلات وصنع القيمة. وكل هذه المهارات يمكن أن تساعد الطلاب ليس في اقتناص الفرص ولا حتى اكتشافها، وإنما في صنعها كذلك، ولعل ذلك هو الغاية من ريادة الأعمال أصلًا. اقرأ أيضًا: أساسيات ريادة الأعمال.. الخطوط العامة لطريق النجاحالممارسة التأملية يميز بعض المنظّرين والمتخصصين في تدريس ريادة الأعمال بين نوعين من التعليم: تعليم سطحي: وهو ذاك التعليم المعتمد على التلقين وحشو رؤوس الطلاب بالمعارف النظرية فحسب، وتعليم عميق: وهو تعليم قائم على الممارسة، والتأمل الانعكاسي ليس لتجاربك الشخصية فحسب، وإنما لتجارب الآخرين كذلك. وصاغ الباحث الإداري دونالد شون (1983 ، 1987) مصطلح الممارسة التأملية أثناء دراسة البرامج التطبيقية في الجامعات، مثل: مثل الطب والقانون والتصميم المعماري. وجادل بأن المعرفة المكتسبة من خلال الدورات الدراسية كانت محدودة في تأثيرها؛ لأنها لم تأخذ في الاعتبار واقع الممارسة، ومع ذلك، اكتشف أن المهنيين المتخرجين من البرامج التطبيقية لا يزالون فعالين بغض النظر عن الطريقة التي اتبعوها في التعلم. ولعله أمسى واضحًا الآن _على الأقل من خلال الطرق التي أتينا على ذكرها في هذا المقال_ أن الممارسة هي العامل الحاسم في تدريس ريادة الأعمال وأن التعليم التفاعلي والقائم على التصميم والتجربة أصبح هو البديل المنطقي والفعال لكل طرق التدريس الأخرى غير المجدية، خاصة في هذا المجال. اقرأ أيضًا: نصائح مارك زوكربيرج لرواد الأعمال.. كيف تحقق أهدافك؟ تطور ريادة الأعمال خلال الـ 5 أعوام الأخيرة ريادة الأعمال أم الوظيفة؟.. فحص موضوعي لمتناقضين

مشاركة :