الأم.. وهل مثل الأم شيء؟

  • 8/5/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الأم التي سقطت في رحاب جامعة تبوك بسبب عدم مبالاة من نزعت من قلوبهم الرحمة. هذه الحادثة تدعونا الى التأمل لمدى قوة المشاعر التي تعصف بقلب الأم نحو الأبناء، وأن نبض ذلك القلب الراعي لفلذات الأكباد، مصدر الأمن لهم لما يحتويه من الحب والعطاء والتضحية، كونها الصدر الحنون، الذي يتسع لهموم ومتاعب الأبناء. إنها الأم ولا غرابة فهي الإنسانة التي تعطي بكل سرور، بل إن فرحتها تكمن في سعادة أبنائها، فهي الوحيدة التي تفضلهم على نفسها حتى في صلاتها يكون معظم الدعاء لهم، إنها بالحق أعظم هبة من الله في هذه الدنيا. هذه الأم كانت الشمعة التي تحترق من أجل ابنتها لتنير لها الدرب الذي ترتقي به لأعلى مراتب النجاح، ومن المؤكد أنها كانت ترى في تحقيق طموح ابنتها لدراسة الطب، أمنية لها وشاركتها ابنتها هذا الحلم منذ نعومة أظفارها، وقد كان لهما ذلك بتحقيق متطلبات القبول الجامعي، الا أن تحقيق الحلم وئد في حينه، وكان الثمن باهظا.. قلبها الذي لم يحتمل عظم الصدمة. ألم يكن فيهم رجل رشيد، يتفهم مدى الوضع الصحي الحرج الذي تعاني منه هذه الأم، خصوصاً أنها أخبرتهم انها تعاني الموت؟ ألم يكن من الاجدر أن تجلس ويهدئوا من روعها، وأن يتعاملوا معها كحالة إنسانية، بصرف النظر عن أي شيء آخر، هل افتقدت الناحية الإنسانية وتبلد الإحساس تجاه مشاعر الاخرين؟ إن اختيار الأشخاص الذين يكونون في استقبال الجمهور، يجب أن يكون دقيقا جداً بحيث تكون لديهم الدراية الكافية بفن التعامل وسعة الصدر والحلم بتقدير الحالة التي يكون فيها المراجع. ترى كم من مراجع للجهات الخدمية تضرر من جفاء المسؤولين في تلك الإدارات، الذين يحرمون المستحقين حقوقهم ويجيرونها لأشخاص آخرين. الجميع يعرف أن الخليفة الفاروق كان يخرج ليلاً لقضاء حوائج المحتاجين، استشعاراً منه لأمانة المسؤولية التي تقلدها أمام الله ثم أمام خلقه مبادراً إلى ذلك من تلقاء نفسه رضي الله عنه. إنها دعوة لمحاربة المحسوبية، والفساد بجميع أشكاله، بمحاسبة المقصر وتكريم المجد، وتأكيد أن الأنظمة عملت لتسهيل حياة الناس، وأن تطبيقها بحيادية وشفافية تامة سيقنع الجميع وسيريح المسئولين.

مشاركة :