قال محمد عبادي، الباحث في الشأن الإيراني، إن منذ تولى الخميني أركان دولته، عقب ثورة 1979، كان من بين مبادئها التأسيسة، مبدأ تصدير الثورة إلى الخارج، عطّلت الحرب العراقية الإيرانية هذه الخطة، حوالي عقد من الزمان، لتعاود الانطلاق والتوجه نحو إفريقيا، مع زيارة الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني، إلى السودان عام 1991، لتهيئة الأجواء لعهد من العلاقات الإفريقية الإيرانية، ثم جاءت المرحلة الثانية، مع زيارة الرئيس محمد خاتمي، إلى عدد من الدول الإفريقية، وبعدها كانت هناك زيارة للرئيس أحمدي نجاد.وأضاف "عبادي"، لـ"البوابة نيوز"، أن هذه الزيارات، مكنت إيران من التوسع في دول إفريقيا، ليشمل عددًا من الدول، مثل جنوب إفريقيا وكينيا وتنزانيا وزيمبابوي وأوغندا ونيجيريا والنيجر والكاميرون والسنغال وجزر القمر والصومال وجيبوتي وغانا.وقال الباحث في الشأن الإيراني، إن السودان ونيجريا مثلتا بوابة إيران إلى إفريقيا شرقًا، حيث القرن الإفريقي، بالموقع الاستراتيجي لمضيق باب المندب، وغربًا حيث الدول ذات غالبية السكان المسلمين، مثل نيجيريا والسنغال، والسنغال بالتحديد كان هدفًا لإيران، لانتشار الطرق الصوفية فيها، وإمكانية نشر التشيع بين صفوفها.وأوضح، "عبادي"، أن فقر الدول الإفريقية، وحاجتها الماسة إلى المساعدات، أسهم في التدخل الإيراني، فطهران لم تبخل بتقديم الاقتصاد في مقابل النفوذ، ونشر التشيع، واستغلال موارد الدول الإفريقية الاقتصادية كالمعادن، والسياسية في انتزاع تأييدها في المحافل الدوليةأ كالجمعية العامة للأمم المتحدة.وتابع، بأن اضطراب الأوضاع الإيرانية مؤخرًا، ودخولها في عداء مع غالبية دول العالم الفاعلة، مع انكشاف نواياها الحقيقية للددول الإفريقية، أضعف نفوذها بشكل كبير، ودفعها للتحول من العمل على مستوى الدول، إلى العمل بصورة تجيدها إيران، وهي "الخلايا النائمة"، وتكوين الميليشيات، وتدخل الحرس الثوري لتدعيم أنشطة إيران الإرهابية، في عدد من الدول، كالسودان وتشاد والنيجر وإفريقيا الوسطى.وأسفرت تحقيقات دولية معلنة، عن رصد خلايا تابعة لإيران في تشاد وأفريقيا الوسطى، تلقت تدريبات في معسكرات الحرس الثوري، فضلاً عن توتر العلاقات مع كينيا وجامبيا والسنغال ونيجريا، على خلفية دعم حركات انفصالية، والشروع في تكوين ميليشيات شيعية، كما في نيجيريا ودعمها لإبراهيم الزكاكي.
مشاركة :