أبوظبي في 6 أكتوبر/وام/ تحتضن القمة العالمية لطاقة المستقبل في دورتها لعام 2021 النسخة التاسعة من معرض ومنتدى المياه الذي يعقد في الفترة من 5 إلى 7 إبريل القادم الذي تخصص فعالياته بالكامل لمسألة الأمن المائي حيث سيتمكن المهتمون بالحدث من حضور فعالياته شخصيا أو افتراضيا. وتخصص فعاليات معرض ومنتدى المياه لاستطلاع آفاق الأمن المائي والمستجدات التقنية والحلول العلمية والهندسية التي تم تطويرها لمعالجة تحديات وفرة المياه وارتفاع الطلب والإنتاج والتحلية والتوزيع وإعادة التدوير. وتُعدّ منطقة الشرق الأوسط إحدى أكثر الأقاليم جفافًا على كوكب الأرض، وقد أوجد هذا الجفاف عددا كبيرا من التحديات التنموية والاستهلاكية التي تحاول حكومات المنطقة والمنظمات الدولية التغلب عليها من خلال تقنيات تحلية مياه البحر، ولكن الأمر يصبح أكثر تعقيدًا بالنظر إلى التقديرات التي تشير إلى أن ارتفاعًا هائلًا في الطلب على وشك الحدوث، ما يعني أهمية التعامل مع هذه الأزمة على وجه السرعة وتدارك آثارها، أخذًا بالاعتبار عدم اللجوء إلى حلول قد تترك أثرًا مدمرًا على البيئة. يؤكد ذلك تقرير للمنتدى العربي للبيئة والتنمية، مفاده وجود مؤشرات على ارتفاع الطلب على المياه بنسبة تبلغ 58 بالمئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين عامي 2010 و2050، إضافة إلى تقرير آخر حول مستقبل الطاقة حتى عام 2040، صادر عن الوكالة الدولية للطاقة، وردت به توقعات بزيادة عمليات تحلية المياه في الشرق الأوسط بنسبة تبلغ 14 ضعف، مع توجه مؤسسي وهندسي لاعتماد تقنية التناضح العكسي في معالجة المياه المالحة. وقال غرانت توختن، مدير فعاليات المجموعة بالقمة العالمية لطاقة المستقبل ان معرض ومنتدى المياه سيوفر منطلقا مهما لتعزيز التفاهم بين كل الأطراف المعنية وتفعيل التقنيات والآليات اللازمة لحل تحديات الأمن المائي، التي تعاني منها تقريبًا كل دول الشرق الأوسط وشمال إفريقا. وأضاف: سنستطلع معا التطورات التقنية الحديثة التي أتت بها أفضل العقول حول العالم، وسنتعرف على الكثير من الابتكارات في هذا المجال، ولدينا قناعة راسخة بالأهمية الكبرى لهذا الحدث، كما أننا نتطلع بشغف إلى ما سيقدمه من حلول من شأنها إحداث تغيير إيجابي ومستدام على هذا المورد الحيوي. وسيوفر معرض ومنتدى المياه منصة يستطيع الزائرون من خلالها استكشاف التقنيات التي تم تطويرها لمعالجة هذه التحديات، والتواصل المباشر مع العلماء والمهندسين المسؤولين الذين طوروها، فضلًا عن التعرف عن قرب على التوجهات المستقبلية للشركات المشاركة بالمعرض، والتي تقود الجهود الدولية لضمان الأمن المائي ومراعاة الاعتبارات البيئة. تشمل الحلول التي سيضمها المعرض أنظمة تخزين وتحلية المياه ومعالجة النفايات السائلة والحلول الصناعية لتحديات الأمن المائي، وسيتم عرض هذه الحلول على جمهور الزائرين من خلال نماذج مصغرة وشاشات رقمية تفاعلية وعروض بالفيديو توضح بالتفاصيل التقنيات المستخدمة وخطط اعتمادها عمليًا ضمن مشاريع البنية التحتية. ويشمل نطاق اختصاص المعرض تقديم الإنجازات الهندسية التي تم تصميمها لتقليل الضغط الاستهلاكي على الموارد المائية والتعامل مع ارتفاع الطلب وخفض آثار العمليات الصناعية على البيئة. وفيما يتعلق بالجانب البيئي لتحلية المياه، تعتمد أبوظبي آليات لتحلية المياه من خلال تقنية الاستنضاح العكسي، وهي عملية قليلة التأثير على البيئة بشكل كبير، بالمقارنة مع تقنيات وأساليب التحلية الأخرى التي تؤدي إلى انبعاثات كربونية ضخمة كنتيجة للاستهلاك المكثف للطاقة في عملية التحلية، فضلًا عما تخلّفه تلك العمليات من كم هائل من المحلول الملحي. يتجاوز الاستضاح العكسي هذه العقبات بتحلية الماء عبر ضخه خلال من خلال غشاء لفصل الملح عن الماء، وهو ما يستهلك قدرًا يسيرًا من الطاقة ولا تترتب عنه مخلفات. و يجري في منطقة الشرق الأوسط حاليًا تطوير مجموعة كبيرة من المشاريع، تحتضن أحدها العاصمة أبوظبي، وهي محطة "الطويلة" التي ستبلغ قدرتها الإنتاجية 929,200 مترًا مكعبًا يوميًا، وهو ما يزيد بنسبة 44 بالمئة عن أكبر محطة في العالم لتحلية المياه باستخدام التناضح العكسي. من المتوقع بدء تشغيل المحطة في الربع الأخير من سنة 2022، كما يجري تطوير مشاريع مماثلة في دبي والشارقة وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية. -حمد-
مشاركة :