كتب الراحل الأب متـى المسكين رثاء للشهيد الأنبا صموئيل جاء نصه كالآتي: طأنبـا صـموئيل، من كانت نفسي تحبـه حبـًا أقـوى من الموت، فهو زميـل رهبانيتي منـذ 33 عامًا، وصديق عمري منـذ الأربعينـيات، ولا يـزال يتابعني في كل لحظة بوجهه المبتسم الهادئ الوديع فيثير فيَّ حنينًا روحيًا غلابًا، ولعلّ هـذا لسـان حـال كـل من عرفه وتعامل معه تعاملًا يخرج عن المنفعة والهوى.وأضاف فيه قائلا روحه خفاقه دخلت في جلال الشهداء إلى زمرة القديسين في حضرة الله متوشّحًا بالـروح القـدس، يلمع وجهه بضياء نور وجه المسيح. لأنه أكمل الوصية على أكمل وجه، خدم الأرامـل والأيتـام، وأطعـم الجيـاع، وسقى العطشى، وكسى العارايا، وزار الغرباء والمسجونين، ورد كثيرين إلى البر، وظل هو عطشانًا دائمًا إلى الله.وأوضح بالمقابل قائلا كان بيته مرتع شبابنـا مع زمـرة مـن أقـدس الشـبان الذين عرفهم هذا الجيل، حيث كانت تُعقـد السـهرات الروحيـة والصــلاة لتمتـد حتـى الصـبـاح.وفي بيتـه هـذا انسـكبت على جميعنـا روح التكريـس، ودعانا الـرب لخدمتـه، فخرج كلُّ منـا منطلقًا في دعوتـه، فكانت أول إرساليـة تكريس لخدمة الكنيسة في هذا الجيـل وفي كل المجالات.وأشار بانه كان أول من اقتحم باب الرهبنـة معي، وكان أول من أقام مائدة في الدير، وكان أول راهب يعلَّم في الكلية الإكليريكية، وأول راهب يمثل الكنيسة القبطية في الخارج في إبفانستون، وأول من أقام مكتبًا للخدمة الاجتماعية في الدار البطريركية، وأول من أسس كنائس المهجر، وأول شهيد في جماعتنا.كان يحب الإنجيــل ويحفظ كـل الآيـات التـي تتحدث عن الخدمة، لأن قلبـه كـان ملتهبـًا نحـو خدمـة الآخريـن. وكان يحب كتابـات الآبــاء ويحفظ عن ظهر قـلب أقـوالًا كثيـرة لمارأسحق، فكانت له فلسفة في الخدمة مسـنودة بالكتـاب والآبـاء والتقليـد.واختتم قائلا كان سائحًا من طراز روح سـواح القـرون الأولـى، في مظهر سـواح القـرن العشريـن، يجـول في أسابيـع قليـلة كـل مـدن أمريكا شـمالًا وجنوبـًا، وكـل أوربـا وأفريقيــا وأستراليــا، تتلقـفه آلاف العائـلات ليمنحهـا بـركـة الكنيسـة الرسـوليـة وعبـر كالبرقوأخيرا كم من النفوس تبكيـك الأن يـا أنبـا صموئيـل بكاء الحـب لا الرثـاء، ولـن تجف دمـوع قلوبنـا حتـى نلقـاك
مشاركة :