مع تواصل المعارك العنيفة بين القوات الأذربيجانية والانفصاليين الأرمن في إقليم ناغورني كاراباخ، والتي دخلت أمس يومها العاشر، اتهم الرئيس السوري بشار الأسد نظيره التركي رجب طيب إردوغان بأنه "المحرض والمشعل الرئيسي للصراع بين أذربيجان وأرمينيا"، و"بنقل مقاتلين سوريين إلى كاراباخ". وفي حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية قال الأسد: "لنكن في غاية الوضوح والصراحة، لقد دعم إردوغان الإرهابيين في سورية، وهو يدعم الإرهابيين في ليبيا، وكان المحرض والمشعل الرئيسي للصراع الأخير في كاراباخ، وسأصف سلوكه بأنه خطير، لأنه يعكس سلوك الإخوان المسلمين، وهم منظمة إرهابية متطرفة، ولأنه يشعل الحروب في مناطق مختلفة فقط لصرف أنظار جمهوره المحلي عن التركيز على سلوكه داخل تركيا، خصوصا بعد علاقته الفاضحة مع داعش في سورية". وأكد الأسد قيام تركيا بنقل مقاتلين سوريين إلى كاراباخ، متابعا: "تركيا استخدمت هؤلاء الإرهابيين القادمين من مختلف الدول في سورية، واستخدمت المسلحين السوريين في ليبيا، إضافة إلى جنسيات أخرى، وبالتالي من البديهي والمحتمل جدا أن تستخدم تلك الطريقة في كاراباخ، لأنه كما قلت سابقا إنهم هم الطرف الذي بدأ هذا الصراع وشجعوا عليه"، معرباً عن تخوفه من تحول القوقاز إلى بؤرة إرهاب. وفي طهران، اتهم مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي بعض الدول بأنها تبحث عن إيجاد نفوذ لها في القوقاز، عبر إرسال جماعات القاعدة وداعش إليها، محذرا من تداعيات هذا العمل. وفي مقابلة مع صحيفة كيهان، قال ولايتي: "لا مصلحة لأرمينيا ولا لأذربيجان في دخول الجماعات التفكيرية إلى منطقة القوقاز. فتواجد هذه الجماعات أمر خطير وينبغي الحيلولة دونه، وإيران ستدافع عن حدودها وأمنها القومي، ولن تسمح لأن تصبح الجماعات الإرهابية أداة بيد أميركا وإسرائيل على حدودنا". من ناحيته، وجه وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد أمير حاتمي، أمس، رسالة تحذير إلى كل من أذربيجان وأرمينيا، على خلفية سقوط عدد من القذائف على الأراضي الإيرانية، بالخطأ، مشددا على أن أمن الحدود الإيرانية "أمر سياسي وحيوي مهم جدا بالنسبة للقوات المسلحة الإيرانية المقتدرة". وأفاد موقع "آفيا برو" بأن "جنود الحرس الثوري الإيراني وضعوا نحو 20 قطعة من المدفعية و30 دبابة على بعد كيلومترات قليلة من الحدود الأذربيجانية". وفي موسكو، أعرب مدير هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين عن قلق بلاده من إمكان تحول جنوب القوقاز إلى معقل للإرهابيين. وقال ناريشكين: "المواجهة المسلحة في كاراباخ تبدو كأنها مغناطيس يجذب مسلحين من مختلف الشبكات الإرهابية الدولية"، متابعا: "لا يسعنا إلا أن نبدي قلقنا إزاء احتمال تحول جنوب القوقاز إلى معقل جديد للمنظمات الإرهابية الدولية، حيث سيتسلل مسلحون منه في المستقبل إلى دول متاخمة لأذربيجان وأرمينيا، بما فيها روسيا". في غضون ذلك، بدأ أمس وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو زيارة عمل لأذربيجان، التقى خلالها الرئيس إلهام علييف نظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف. وأكد أوغلو، قبل توجهه الى باكو، استعداد أنقرة لتقديم مساعدة لها في أي مجال إذا احتاجت إليها، وهاجم أرمينيا، واصفا إياها بأنها "صاحبة فكر إرهابي ودولة ليس لديها خطوط حمر من أجل الوصول إلى مبتغاها". كما نددت وزارة الخارجية التركية أمس بقرار كندا تعليق كل صادرات الأسلحة إليها، على خلفية دعم أنقرة لأذربيجان، متهمة اوتاوا "بازدواجية المعايير"، وجاء القرار الكندي مساء أمس الأول، بانتظار انتهاء تحقيق يرمي لتبيان ما إذا كانت أنقرة أرسلت بعض عتادها العسكري الكندي الصنع إلى حليفتها باكو لدعم قواتها في كاراباخ. ميدانيا، واصل الأرمن والأذربيجانيون القتال العنيف في يومهم العاشر، حيث أعلن كل جانب تحقيق انتصارات، وأبدى تصميمه على الاستمرار في المعركة رغم الدعوات لوقف النار وسقوط ضحايا كثر في صفوف المدنيين، كما تبادل الجانبان الاتهامات بتعمد تصعيد القصف على المدن المأهولة، بما في ذلك عاصمة الانفصاليين ستيباناكرت، وغنجه ثاني أكبر مدن أذربيجان. وأعلنت وزارة الدفاع الأرمنية، أمس، أن الجيش الأذربيجاني بدأ عمليات هجومية في جنوب الإقليم. وأفادت وكالة الأنباء الأرمنية، أمس، بأن رئيس الوزراء نيكول باشينيان زار كاراباخ، الذي يطلق عليه الأرمن تسمية "آرتساخ"، أمس الأول، حيث أجرى مشاورات مع رئيس المنطقة أرايك هاروتيونيان والقيادة العليا للقوات المسلحة في هذه المنطقة. وأكد هاروتيونيان من ناحيته، أن جيشه "ينجز مهامه بنجاح، وأن الوضع تحت السيطرة". وقال مسؤولون إن 21 جنديا من الأرمن آخرين قُتلوا في الصراع مع أذربيجان، ليرتفع إجمالي عدد جنود الإقليم القتلى منذ نشوب الحرب في 27 سبتمبر إلى 244 جنديا. من ناحيتها، أكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان أمس، أنها ألحقت "خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية" بخصومها، مشيرة إلى أن "القوات الأرمنية أُجبرت على الانسحاب". (عواصم - وكالات)
مشاركة :