دبي: «الخليج» نظم مركز جمال بن حويرب للدراسات، محاضرة بعنوان «كيف تكون مؤرخاً؟» تحدث فيها جمال بن حويرب المستشار الثقافي في حكومة دبي، والمدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بحضور عدد من المهتمين والمتابعين. في البداية أكد ابن حويرب: أن علم التاريخ يحتاج إلى عناية واهتمام بالغين، وقال: اعتمدت الحضارة الغربية على مجموعة من المؤرخين العظام الذين مروا عليها عبر العصور، بداية من العصر الروماني، ثم عصر النهضة والتنوير فالتاريخ المعاصر، ومن هؤلاء على سبيل المثال فولتير وأدوارد جيبون وجول ميشيليه صاحب كتاب «عصر النهضة المكون من 19 مجلداً»، والمؤرخ السويسري جاكوب بوكهارت، إضافة إلى المؤرخ الفرنسي هيبولت تين الذي يعد أول من استخدم النقد التاريخي، وغوستاف لوبون الألماني الذي يعد أول من فصل التاريخ الخاص عن التاريخ العالمي. وتحدث ابن حويرب عما يتطلبه المرء ليكون مؤرخاً ناجحاً، وقال: من يريد أن يصبح مؤرخاً ماهراً يحتاج إلى الاهتمام ببعض الأمور كالمعرفة باللغات بصورة عامة، وأن يكون على دراية بالعالم من حوله وبكافة الثقافات المختلفة، وإلى تعلم أكثر من لغة حية؛ ليتمكن من توسيع مصادره، وكذلك تعلم لغات ميتة ليقرأ النصوص والمخطوطات التي يدرسها بشكل كامل، ويجب أن يمتلك القدرة على قراءة ما بين السطور، ويحتاج إلى زيادة مهاراته في التحليل والنقد والنظر إلى الأمور من زاوية نقدية طوال الوقت، وأن يكون على معرفة بكافة الأخطاء التاريخية الشائعة، وأن يبحث عن الدليل المادي طوال الوقت، وأن يعتمد على الكثير من المصادر؛ ليتأكد من المعلومات التي يقرأها. وتابع ابن حويرب: ومن الاحتياجات الضرورية للمؤرخ الناجح كثرة السفر، والحصول على درجة أكاديمية مناسبة، كالدكتوراه أو الماجستير. ويجب أن يكون متخصصاً في التاريخ أو الآثار أو الأنثربولوجيا، وعليه أن يقرأ كثيراً إلى درجة الشغف، وألا يتأثر بأيديولوجيات وأفكار الجماعات الحزبية التي تعمل على تحوير التاريخ، لتجعله يتوافق مع رغباتها.
مشاركة :