البيت الأبيض يواجه تحديات العمل عن بعد والأمن السيبراني بعد إصابة ترامب بـ «كوفيد- 19»

  • 10/7/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ربما تكون إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا أصعب اختبار من نوعه لفكرة العمل عن بعد. فمع انتقال ترامب إلى المستشفى يوم الجمعة الماضي، وإرسال العديد من مساعدي البيت الأبيض إلى منازلهم، سيعتمد فريق عمل الإدارة الأمريكية بصورة أكبر الآن على التواصل الافتراضي، الذي تبنته العديد من الشركات خلال جائحة فيروس كورونا.وقال مسؤولون سابقون، إن البيت الأبيض عزز خططه للطوارئ الرقمية في السنوات الأخيرة، للاستعداد للأزمات التي قد تعطل روتين العمل العادي. لكن الاعتماد الجديد على أدوات العمل عن بعد يأتي في الوقت الذي يحذر فيه المسؤولون القانونيون وخبراء الأمن السيبراني، من زيادة في تهديدات القرصنة على أنظمة الكمبيوتر الأمريكية الحكومية.وأصبحت حماية الأمن السيبراني ضرورة أكثر إلحاحًا، منذ يوم الجمعة الماضي، بعدما تم نقل ترامب إلى مركز والتر ريد الطبي، حيث يمكن للقراصنة محاولة اختراق الدفاعات الإلكترونية للبيت الأبيض، للتعرف على حالة الرئيس الأمريكي.وقالت تيريزا بايتون Theresa Payton، التي شغلت منصب كبير مسؤولي المعلومات في البيت الأبيض في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، إن الأشخاص الذين ما زالوا على اتصال مع ترامب بينما يتعافى من فيروس كورونا قد يجدون أنفسهم هدفًا لاختراق القراصنة.وأضافت بايتون، التي تشغل الآن منصب الرئيس والمدير التنفيذي لشركة فوتيلاك سوليوشنز Fortalice Solutions LLC، وهي شركة استشارية في مجال الأمن السيبراني للشركات والحكومات: «أصبح الفريق الطبي هدفًا لاختراق القراصنة الآن».وكشف ترامب في تغريدة في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة أنه ثبتت إصابته والسيدة الأولى ميلانيا ترامب بفيروس «كوفيد- 19»، بعد وقت قصير من انتشار أنباء عن إصابة كبيرة مساعدي البيت الأبيض هوب هيكس. وذكرت صحيفة الوول ستريت جورنال أنه بينما كان الرئيس يعمل من مقر إقامته يوم الجمعة، عمل بعض الموظفين عن بعد، أو طُلب منهم مغادرة مكاتبهم في البيت الأبيض.ولا يمكن التعرف على أنواع الأدوات الرقمية التي يستخدمها الموظفون للتواصل. ولم يرد متحدث باسم البيت الأبيض على الفور على طلبات التعليق.وقالت بايتون إن مقر إقامة الرئيس الأمريكي به خطوط اتصالات آمنة بالفعل، ويمكن تحويله بسهولة نسبيًا إلى موقع عمل بديل. لكن يمكن للمسؤولين الفيدراليين أن يستخدموا دفاعات أقوى فيه، مثل معدات الفيديو الخاصة أو ما يسمى بـ «أقفاص فاراداي»، التي تحمي من بداخلها من الاختراقات الرقمية.وقالت إنه من المرجح أن يتربص القراصنة على مستوى الدولة ليس فقط بالفريق الطبي للبيت الأبيض، ولكن أيضًا بعائلات أفراد هذا الفريق ومنازلهم والموظفين، مثل المربيات ومن يراعون كلابهم، وذلك للحصول على معلومات حول صحة السيد ترامب والسيدة الأولى. وأضافت إن أي جهاز شخصي أو مهني متصل بالإنترنت يمكن أن يكون منفذًا لاختراق القراصنة.واستطردت: «يجب تقديم هاتف وبريد إلكتروني محمي لكل من يقدمون خدمات أو يراعون صحة الرئيس ترامب». وأضافت: «وقتها، لن يُسمح للطاقم الطبي باستخدام أي معدات أخرى، ولا يُسمح لهم كذلك بمناقشة الوضع الصحي للرئيس في المنزل».وقال مايكل دانيال Michael Daniel، الذي شغل منصب منسق الأمن السيبراني في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، والذي كان بمثابة أكبر مسؤول إلكتروني في الإدارة، من عام 2012 إلى عام 2017، إن هذه الضغوط يمكن أن تضيف إلى المزيد من مشكلات سير العمل الأساسية لموظفي البيت الأبيض، ممن باتوا يعملون الآن عن بُعد.وأضاف دانيال: «ليس هناك شك في أن سير أعمال البيت الأبيض سيصبح أكثر صعوبة للقيام به». واستطرد: «الأشياء التي لا تملك أهمية كبيرة سيتم تأجيلها الآن».وقال دانيال إن البيت الأبيض استثمر بشكل كبير منذ هجمات 11 سبتمبر الإرهابية في السياسات والتكنولوجيا، التي تسمح للموظفين بالعمل عن بعد في حالات الطوارئ.وأضاف أكبر مسؤول إلكتروني سابق في الإدارة الأمريكية، إن العديد من المسؤولين تحولوا بشكل متزايد إلى استخدام الشبكات الخاصة الافتراضية، التي تسمح لهم بالعمل من المنزل مع الاحتماء بدفاعات البيت الأبيض الإلكترونية.لكن خبراء الأمن السيبراني يحذرون من أن الاتصال بشبكات الواي فاي المنزلية والخلط بين الأجهزة الشخصية والمهنية أدى إلى توسيع ما يسمى بـ«سطح الهجوم» لدى العديد من المؤسسات أثناء جائحة فيروس كورونا.وقال دانيال، الذي يشغل حاليًا منصب الرئيس والمدير التنفيذي في اتحاد سايبر ثريت أليانس Cyber Threat Alliance، وهو اتحاد لمشاركة المعلومات الاستخباراتية: «في أي وقت تقوم فيه بتفريق مكان عمل القوى العاملة، ستواجه مخاطر قرصنة متزايدة».وقال إنه من المحتمل أن يستمر الموظفون الذين يتعاملون مع المعلومات السرية في القدوم إلى البيت الأبيض، حيث تتم حماية البيانات بأدوات تشفير وتدابير أمنية معززة.ختامًا، يمكن لمسؤولي الإدارة الأمريكية إنشاء اتصالات آمنة في مواقع معينة خارج البيت الأبيض حسب الحاجة، كما قال دانيال.وأضح قائلًا: «بالنسبة لموقع مثل مستشفى والتر ريد، والذي قد يذهب الرئيس إليه بانتظام، يكون لديهم بنية تحتية مجهزة لاستقبال الرئيس».«أصبح الفريق الطبي المعالج للرئيس ترامب هدفا لاختراق القراصنة الآن». تيريزا بايتون كبير مسؤولي المعلومات الأسبق في البيت الأبيض.

مشاركة :