محمد بن راشد: بلدنا وأبوابنا مفتوحة للجميع

  • 10/7/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، إن الإمارات عملت على بناء نموذج تنموي وطني ناجح، وإنها ستظل بلد الجميع وتجربتها ستظل مفتوحة للجميع للاستفادة منها. جاء ذلك في تغريدات لسموه على حسابه الرسمي في موقع «تويتر»، معلقاً على نتائج أحدث وأكبر دراسة للشباب العربي في 17 دولة عربية لصالح أصداء بي سي دبليو أعلن عنه بالأمس، والذي أظهر للعام التاسع على التوالي أن الإمارات هي البلد المفضل للعيش من قبل الشباب العربي. وحذر سموه من النتائج الكارثية لفساد الحكومات، والذي عبر غالبية الشباب عن اعتقادهم بوجوده، وقال سموه: إذا فسدت الحكومات.. خربت البلاد وقل أمنها.. وتركها أهلها.. وكل مسؤول سيكون مسؤولاً أمام الله، كما عبر سموه عن الشعور بالألم لأن نصف الشباب العربي يفكر بالهجرة من بلاده، لأنه «لا يجد وطناً وأمناً وعيشاً في وطنه». وكان سموه قد قال في تغريداته: «أظهرت أحدث وأكبر دراسة للشباب العربي في17 دولة عربية لصالح أصداء بي سي دبليو، أن نصف الشباب العربي تقريباً يفكر بالهجرة من بلده، مؤلم أن ترغب نصف ثرواتنا العربية بالهجرة، مؤلم حين لا يجد الشاب العربي وطناً وأمناً وعيشاً في وطنه». وأضاف سموه: «أشار الاستطلاع أيضاً إلى أن 77% من الشباب العربي يعتقدون بوجود فساد حكومي في بلدانهم، و87% منهم قلقون بشأن البطالة في بلدانهم، ونقول إذا فسدت الحكومات.. خربت البلاد وقل أمنها.. وتركها أهلها.. وكل مسؤول سيكون مسؤولاً أمام الله.. القصة لا تنتهي هنا». وقال سموه: «أشار الاستطلاع أيضاً إلى أن الإمارات هي البلد المفضل للعيش لـ46% من الشباب العربي، تليها الولايات المتحدة 33% ثم كندا وبريطانيا وألمانيا.. ونحن نقول لهم.. الإمارات بلد الجميع.. وقد حاولنا بناء نموذج ناجح.. وتجربتنا وأبوابنا وكتبنا ستظل مفتوحة للجميع». رؤى معمقــــــة عرض نخبة من الخبراء المختصين تصوراتهم وآرائهم حول النتائج الرئيسية لاستطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الثاني عشر لرأي الشباب العربي. قال جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي: «اتخذت حكومات المنطقة إجراءات لدعم شبكات أمان اجتماعية ملائمة من شأنها حماية الأسر والمحتاجين، وتوفير إعفاءات ضريبية مؤقتة ومخصصة وإعانات وتحويلات لصالح الشركات للصمود أثناء محاولة السيطرة على الوباء، كما تم اتخاذ تدابير إضافية تركز على تطوير برامج محددة تُعنى بالمحافظة على شبكات التوظيف، وتوفير التدريب اللازم لتسهيل العمل عن بعد، ودعم عملية إعادة توزيع الموارد البشرية، وتكثيف دعم الشركات الصغيرة والناشئة – والتي تعتبر جهة التوظيف الرئيسية للشباب». أما كيم غطاس، صحفية ومحللة فقالت: «إن الآراء المتعلقة بالقوى المؤثرة مهمةٌ جداً في الجغرافيا السياسية، على الرغم من أن واقع الحياة على الأرض لا يزال كئيباً لملايين الأشخاص، وجاءت جائحة «كوفيد-19» لتفاقم يأس الناس وتقلّص الاقتصادات الإقليمية، ولكنها لم تغير الشعور ذاك المتزايد بالثقة الذي تشعر به السعودية والإمارات إزاء إيران». ويرى حسين إبيش، باحث مقيم أول في معهد دول الخليج العربية في واشنطن: «إن الإمارات العربية المتحدة نجحت بابتكار نموذج رائد للتعددية الاجتماعية والثقافية والدينية، وينعكس تقدير الشباب العربي لذلك في نتائج الاستطلاع؛ فهم يدركون تماماً أن الإمارات لا تقدم فرص عمل أفضل فحسب، وإنما تحتضن كذلك طيفاً واسعاً من المعتقدات والتقاليد وأنماط الحياة والخيارات الاجتماعية والثقافية، وهي إلى جانب ذلك دولة تتشبث بجذورها العربية والإسلامية، وقد تمكنت الإمارات في السنوات الأخيرة من إرساء نموذج عربي جديد لكيفية تفاعل الحكومة والمجتمع مع مجموعة متنوعة من الأفراد والمجتمعات على أساس التعددية والتسامح والتنوع، ويقف هذا النموذج على النقيض تماماً من النزعات الدينية المنغلقة والرافضة للأجانب في بعض الدول العربية الأخرى، ويشير الاستطلاع إلى نجاح الإمارات في حسم هذه المسألة لصالحها». منارة أمل في المنطقة قال سونيل جون، رئيس شركة «بي سي دبليو الشرق الأوسط»، ومؤسس «أصداء بي سي دبليو»: «لطالما كانت دولة الإمارات على مر سنوات عديدة منارة أمل في المنطقة. ويواصل هذا البلد الأمثل والمتفرد، الذي يحتفي بالتعددية الاجتماعية والدينية والثقافية، كسب إعجاب الشباب العرب الذين يعتبرونه البلد الأفضل عالمياً للعيش ويريدون لبلدانهم أن تقتدي به؛ متفوقاً على جميع نظرائه من البلدان الغربية والشرقية، وهذا خير دليل على الإيجابية والنظرة الاستشرافية التي تتمتع بها دولة الإمارات قيادةً وشعباً». وأردف جون: «أظهرت نتائج الاستطلاع تنامي حس الانتماء الوطني لدى الإماراتيين عقب تسجيل بلادهم خلال هذه السنة الاستثنائية العديد من الإنجازات غير المسبوقة، بما في ذلك نجاحها في إطلاق مسبار الأمل إلى المريخ في أول مهمة عربية إلى الفضاء، وتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، كما ينعكس هذا في نتائج رئيسية أخرى للاستطلاع، إذ عبر الشباب الإماراتي عن آراء مناقضة كلياً لغالبية نظرائهم في البلدان الأخرى، لا سيما بخصوص ثقتهم بقدرات حكومتهم، والرغبة في الهجرة، والانتماء الوطني الذي يعتبرونه أكثر جوهرية لهويتهم الشخصية من الدين». وفي حين أكد نصف الشباب العربي في المنطقة أنهم فكروا بمغادرة بلدانهم نتيجة قلة فرص العمل والفساد الحكومي المستشري، فقد نفى 90% من الشباب الإماراتي تفكيرهم بالموضوع. يأتي استطلاع هذا العام أكثر شموليةً؛ إذ لم يكتفِ فقط بتغطية 17 دولة عربية –وهو العدد الأكبر من البلدان المشمولة حتى الآن - ولكن هذه الخطوة وسّعت كذلك النطاق الجغرافي للدراسة، وقد عاد إلى سوريا بعد فترة انقطاع دامت تسع سنوات بسبب الصراع وصعود تنظيم داعش الإرهابي في ذلك البلد، وخلال تلك الفترة، رصد الاستطلاع آراء الشباب العربي حول داعش، وأكدوا مراراً على ضرورة مكافحة الإرهاب، وها هي سوريا تعود مرة أخرى إلى الاستطلاع بعد هزيمة التنظيم الإرهابي تقريباً. قرر القيّمون على الاستطلاع كذلك إضافة السودان لأول مرة إلى الاستطلاع، وهو واحد من أكثر الدول اكتظاظاً بالسكان، باعتباره جغرافيا رئيسية يتعين دراستها، وقد تأكدت أهمية ذلك بعد الاحتجاجات الضخمة المناهضة للحكومة، التي أطلقها الشباب في البلاد عام 2019، وأدت إلى تغيير القيادة السياسية هناك. ولمعت في الأشهر الأخيرة بارقة أمل مع تفتح براعم السلام في العديد من أزمات المنطقة؛ ومنها تقدم مفاوضات السلام في ليبيا واليمن، وعودة الأوضاع الطبيعية في سوريا والعراق، وتوقيع اتفاقيات إبراهيم التاريخية بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، والذي يفتح آفاقاً جديدة للتعاون. من ناحية أخرى، تواجه دول مجلس التعاون الخليجي العربية مجموعة مختلفة من التحديات وأبرزها العجز الحكومي المتفاقم نتيجة الانخفاض الحاد في أسعار النفط، ويقول صندوق النقد الدولي: إن عائدات النفط في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد انخفضت من 1 تريليون دولار أميركي في عام 2012 إلى 575 مليار دولار أميركي في عام 2019، وستصل إلى 300 مليار دولار أميركي هذا العام، ومن المتوقع أن يصل العجز الحكومي لدول مجلس التعاون الخليجي وحدها إلى 490 مليار دولار أميركي بحلول عام 2023، وهذا استنزاف هائل للإنفاق الحكومي، الذي ظل لفترة طويلة الحصن الاقتصادي لدول الخليج، وبالتالي ثمة حاجة ماسة لتحرك إقليمي نحو السلام والازدهار، والخطوة الأولى لذلك تكون في إصلاح السياسات القديمة ووضع عقد اجتماعي جديد.

مشاركة :