كندا تعلّق صادرات الأسلحة إلى تركيا بسبب قره باغ | | صحيفة العرب

  • 10/7/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إسطنبول - ندّدت تركيا الثلاثاء بقرار كندا تعليق كلّ صادرات الأسلحة إليها على خلفية دعم أنقرة لأذربيجان في النزاع الدائر في إقليم ناغورني قره باغ، فيما تتهم أرمينيا وفرنسا وموسكو تركيا بإرسال مرتزقة سوريين للقتال في صفوف باكو ضد يريفان. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان “نتوقع أن تنتهج كندا سياسة بعيدة عن ازدواجية المعايير وتتصرف بمعزل عن تأثير الدوائر المناهضة لتركيا في البلاد”. وأضافت الوزارة “بينما لا ترى كندا ضررًا من تصدير الأسلحة إلى دول متورطة عسكريًا في الأزمات وتقدم المبيعات كمساهمة في الأمن الإقليمي، لا يمكن أن يكون هناك أي تفسير آخر لمنعها تصدير الأسلحة إلى حليفها في حلف شمال الأطلسي”. وكانت أوتاوا علّقت قبل عام صادراتها إلى تركيا، وبخاصة منها الأعتدة العسكرية، وذلك إثر توغّل قوات تركية في شمال سوريا لمحاربة فصائل كردية. لكنّ كندا استأنفت تلك الصادرات في مايو. وأعلن وزير الخارجية الكندي فرنسوا – فيليب شامباني الإثنين أنّ بلاده قرّرت تعليق كلّ صادرات الأسلحة إلى تركيا بانتظار انتهاء تحقيق يرمي إلى تبيان ما إذا كانت أنقرة أرسلت البعض من عتادها العسكري الكندي الصنع إلى حليفتها باكو لدعم القوات الأذريّة في معاركها ضدّ الانفصاليين في إقليم ناغورني قره باغ. وقال شامباني في بيان إنّه “تطبيقا للنظام الكندي للرقابة الصارمة على الصادرات، وبالنظر إلى استمرار المعارك، أصدرتُ قرارا بتعليق تراخيص التصدير ذات الصلة إلى تركيا ريثما يصار إلى تقييم الوضع بشكل أفضل”. ووفقا لوسائل إعلام كندية، فقد أجازت أوتاوا في مايو لشركة “إل 3 هاريس ويسكام” الكندية تصدير أنظمة تصوير واستهداف إلى شركة تركية تصنّع طائرات دون طيار. وهذه الأنظمة متّهمة اليوم بأنّ أذربيجان تستخدمها في طائرات دون طيار من صنع شركة بايكار التركية في المعارك الدائرة منذ أكثر من أسبوع ضدّ الانفصاليين في قره باغ. وتدعم أنقرة حليفتها باكو في النزاع الدائر في قره باغ، الإقليم الذي تقطنه غالبية من الأرمن وانفصل عن أذربيجان إثر تفكّك الاتّحاد السوفييتي ممّا أدّى إلى اندلاع حرب في مطلع التسعينات خلّفت 30 ألف قتيل. ومنذ ذلك الحين تطالب باكو بانسحاب أرمينيا من الإقليم. ودخلت أرمينيا وأذربيجان منذ عقود في نزاع مرير حول الإقليم، وأدى القتال المستمر بينهما منذ أكثر من أسبوع إلى مقتل 260 شخصا على الأقل. ومنذ اندلاع الاشتباكات اتهمت يريفان، التي تنضوي في تحالف عسكري لجمهوريات سوفييتية سابقة بقيادة موسكو، تركيا بإرسال مرتزقة من شمال سوريا دعما للقوات الأذريّة. وقال رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان في مقابلة مع صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية الجمعة إن تركيا تتدخل عسكريا في المعارك إلى جانب أذربيجان عبر نقل “آلاف المرتزقة والإرهابيين من المناطق التي يحتلها الأتراك في شمال سوريا”. وأبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “قلقا بالغا على خلفية معلومات واردة بشأن انخراط مقاتلي جماعات مسلّحة غير شرعية من الشرق الأوسط في الأعمال الحربية”. ولم يصدر أي تعليق رسمي من تركيا، فيما نفت وزارة الدفاع الأذرية بالمطلق وجود مقاتلين سوريين على أراضيها. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس لصحافيين على هامش قمة الاتّحاد الأوروبي في بروكسل “حسب استخباراتنا، غادر 300 مقاتل من سوريا للتوجّه إلى باكو عبر غازي عنتاب (تركيا)”. وأضاف “إنهم معروفون ويتم تعقّبهم”، وينتمون إلى “مجموعات جهادية تنشط في منطقة حلب”، لافتا إلى أنه سيطلب “تفسيرات” من نظيره التركي رجب طيب أردوغان. ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول أكثر من 850 مقاتلا من فصائل سورية موالية لأنقرة إلى قره باغ منذ الأسبوع الماضي بعد انتقالهم من شمال سوريا إلى تركيا ومنها جوا إلى المنطقة المتنازع عليها. ووصلت الدفعة الأولى المؤلفة من 300 مقاتل قبل اندلاع الاشتباكات، ثم الدفعة الثانية خلال الأسبوع الحالي، فيما أحصى المرصد مقتل 28 منهم على الأقل منذ بدء الاشتباكات.

مشاركة :