نفت حركة طالبان الأفغانية اليوم (الثلاثاء)، توصل فريقي التفاوض في مباحثات السلام الجارية حاليا بالدوحة إلى توافق نهائي بشأن القواعد الإجرائية وجدول أعمال المفاوضات، بعد أن كانت وسائل إعلام قد تداولت خبرا بهذا الشأن. وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في الدوحة محمد نعيم اليوم في تغريدة باللغة العربية على حسابه في موقع (تويتر)، انه "لا حقيقة لخبر نشر في الإعلام مفاده أنه تم التوافق النهائي بين وفدي المفاوضات الأفغانية على جدول الأعمال وآليات الحوار والبحث". وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت أن فريقي مفاوضات السلام الأفغانية اتفقا على القواعد الإجرائية لمحادثات السلام، نقلا عن ثلاثة مصادر رسمية، وأفادت بأن مسؤولين أمريكيين ساعدوا المفاوضين الأفغان في هذا الصدد. وذكر نعيم أن رئيس المكتب السياسي للحركة الملا عبدالغني برادر التقى أمس الإثنين بالمبعوث الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد والقائد الأعلى للقوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلنطي (ناتو) في أفغانستان الجنرال سكوت ميللر. وأشار إلى أن الجانبين بحثا تنفيذ اتفاق الدوحة المبرم في فبراير الماضي بين الولايات المتحدة والحركة، والخطوات المتخذة بعد توقيع اتفاق السلام، اعترافا منهما بأهمية المضي قدما حسب متن ومحتوى توافق الدوحة. ورغم مرور 23 يوما منذ الجلسة الافتتاحية لمفاوضات السلام الأفغانية بالدوحة، وعقد وفد أفغانستان للمفاوضات ووفد طالبان عدة اجتماعات تمهيدية لتشكيل مجموعتي اتصال إلا أنه لم تبدأ بعد مباحثات فعلية بين فريقي التفاوض. وأجرت مجموعتا الاتصال لفريقي التفاوض سبعة اجتماعات لمناقشة القواعد الإجرائية للمباحثات، لكنهما لم تتفقا بعد على مسألتين هما الأساس الديني للمباحثات وعلاقة الاتفاق بين واشنطن وطالبان بالمفاوضات، كما أن المجموعتين لم تعقدا أية اجتماعات خلال الأيام الستة الماضية، تبعا لقناة (طلوع نيوز) الأفغانية. وتصر طالبان على الاعتراف بالاتفاق بينها وبين واشنطن كأساس لمفاوضات السلام الأفغانية، وتطالب باعتبار المذهب الحنفي الأساس الديني والقانوني الوحيد للمباحثات. وفي هذا السياق، قال مستشار الأمن القومي الأفغاني حمد الله محب إن الحكومة الأفغانية لا ترى أن اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وطالبان مهم في هذه المرحلة، لأنها لم تكن طرفا في ذلك الاتفاق. وأضاف محب أن كابول لا تريد أن تُفرض شروط ذلك الاتفاق على الشعب الأفغاني، لأنهم لم يكونوا جزءا من هذه العملية، مشيرا إلى أن كابول تود أن ترى عملية جديدة في المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وطالبان. من جانبه قال القائم بأعمال وزير الخارجية حنيف أتمار في مؤتمر صحفي بالدوحة إنه يجب إزالة العقبات التي تعترض طريق الاتفاق على القواعد الأساسية للمباحثات في أقرب وقت ممكن. وذكر حنيف أن هدف المفاوضات تحقيق اتفاق سياسي، والحكومة تأمل في أن تحل كل المشاكل التي تطيل أمد الحرب من خلال تسوية سياسية. وشدد على أن وقف إطلاق النار هو مطلب الأفغان جميعا، لافتا إلى أن طالبان التزمت بالحد من العنف مع انطلاق المفاوضات، وعليه فالحكومة والشعب في أفغانستان ينتظرون من الحركة الوفاء بهذا الالتزام. وأكد أن الحكومة الأفغانية تصر على اتفاق فوري لخفض العنف وآلية للمراقبة لأن مستوى العنف غير مقبول. وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع زيارة الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني للدوحة، والتي التقى خلالها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والمبعوث الأمريكي خليل زاد والجنرال ميللر، كما التقى بالوفد الحكومي في مفاوضات السلام مع طالبان، في مسعى لدعم عملية السلام الأفغانية. وانطلقت في 12 سبتمبر الماضي بالدوحة مفاوضات سلام "تاريخية" مباشرة بين الأفغان، على أمل إنهاء أربعة عقود من العنف ووضع حد للحرب المستمرة منذ 19 عاما في أفغانستان، وذلك بحضور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
مشاركة :