مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق يظهر رجلا يطالب زوار الأربعينية برمي كماماتهم قبل التوجه لمرقد الحسين، وهو ما أثار جدلا عراقيا واسعا. كربلاء (العراق)- أثار مقطع فيديو يظهر رجلا، لم تعرف هويته، يأمر زوار أربعينية الحسين في مدينة كربلاء برمي كماماتهم قبل التوجه إلى مرقد الحسين بن علي بن أبي طالب وسط تجاوب معه، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. وظهر الرجل يقول للجموع الغفيرة التي تحلقت حوله بلهجة عراقية “ذب كمامتك وتعنى للحسين الوباء يطبك منين!” التي تعني “ارم كمامتك وتعال للحسين لن يصيبك فايروس كورونا”. وأظهر مقطع الفيديو كومة كمامات، وتجاوبت الجموع مع دعوة الرجل إذ نزع كثيرون كماماتهم ورموها. ودشن عراقيون هاشتاغ #ذب_كمامتك. وتمثل الأربعينية اختتام فترة الحداد التي استمرت 40 يوما على الإمام الحسين حفيد النبي محمد، الذي قُتل في معركة عام 680 ميلادية. وتقام ذروة الاحتفالات يوم الخميس 8 أكتوبر في كربلاء. وزار نحو مليوني إيراني العراق من أجل الأربعينية العام الماضي. ولوحظ انخفاض في حجاج العراق هذا العام. وأظهرت مقاطع فيديو تجمع الآلاف من الأشخاص في كربلاء دون مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي أو ارتداء الكمامات، وذلك رغم تحذير مسؤولي الصحة من التجمعات وسط ارتفاع عدد الحالات بالعراق. وسجل العراق أكثر من 350 ألف إصابة بفايروس كورونا ووفاة حوالي 9 آلاف و300 مصاب. يذكر أن منظمة الصحة العالمية، قالت السبت إن العراق دخل ما يسمى بمرحلة “التفشي المجتمعي” بفايروس كورونا وهي “المرحلة الثالثة”، وفيما أبدت القلق من زيادة عدد الإصابات، حذرت من تفشي الوباء في عموم البلاد. وحذرت المنظمة، من تزايد أعداد المصابين بالفايروس خلال الفترة المقبلة؛ جراء استمرار التجمعات وعدم اتباع إجراءات الوقاية والالتزام بالتعليمات الصحية، لاسيما أن الزيارة الأربعينية ودخول فصل الشتاء قد يؤديان إلى زيادة كبيرة في عدد المصابين. وتساءل مغرد: وجاء في صفحة على فيسبوك: صوتكم ذب كمامتك وتعنى لحسين؟! معقولة الهذه الدرجة السذاجة والجهل بمجتمعنا؟! وكتب مغرد: mustafa_art93@ ذب كمامتك وتعنى لحسين الوباء يطبك منين!! مع الأسف طريق الأربعين يكون بنماذج تشوه الشعائر الحسينية وتدعو إلى تغييب العقل والمنطق والمصيبة ماكو أحد يوكفه يكله يابه تعال أنت شنو فلمك؟ أنت أفهم من وزراة الصحة؟ أفهم من المرجعية؟ شنو شهادتك أنت ثور دكتور؟ وسخر إعلامي: ومنذ تفشي الوباء، تمترس معممون للدفاع عن زيارة المراقد وقارنوا الإجراءات الصحية التي تحاول وزارة الصحة فرضها، بإجراءات نظام الرئيس الراحل صدام حسين التي كانت تمنع زيارات المراقد بشكل ضخم. وساهم هذا التحشيد بزيادة “العناد” لدى الزائرين. واعتبر معلقون أن “الكمامة أصبحت خصما للمعممين”، إذ بات من يضع الكمامة وكأنه “يتحدى رجال الدين ويشكك في خطاباتهم التي تمعن في تسويق الخرافة”. ونشرت مقاطع فيديو للمجالس الحسينية التي يقيمها معممون، يهوّنون فيها من خطورة الوباء الذي يجتاح العالم، ويعتبرون منع الزيارات للمراقد في النجف وكربلاء، تعديا على قدسيتها، وإضعافا للدين، وأن العلاج موجود في التبرك بها. وكان المعمم علي السماوي أثار الجدل بعد أن ظهر في مقطع فيديو في إحدى محاضراته الدينية يقول إن “أخبار كورونا هي للتهويل وإبعادنا عن ديننا وأئمتنا”. ويؤكد بأنه يخجل أن يمنعه مايكروب، على حد تعبيره من تقبيل شباك الحسين. ويضيف “أنا مستعد لتقبيل المريض بكورونا من فمه ولا يخيفني”. أظهرت مقاطع فيديو تجمع الآلاف من الأشخاص في كربلاء دون مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي أو ارتداء الكمامات، وذلك رغم تحذير مسؤولي الصحة من التجمعات وسبق أن أطلق أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر شعار “عيب نلبس كمامات”. وكان الصدر مثّل مصدر سخرية طيلة أشهر بسبب تصريحاته “الممعنة في الانفصال عن الواقع”، حتى أن عراقيين طالبوا بسحب الهاتف الذكي منه لإيقاف سيل تغريداته الساخرة. وادعى الزعيم الشيعي أن فايروس كورونا سببه المثلية الجنسية، كما خاطب فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتوجه إليه بالقول إنه يرفض أي علاج لفايروس كورونا تنتجه الولايات المتحدة. ويعيق التيار الصدري عبر أتباعه في وزارة الصحة، خطط تنظيم الإنفاق الصحي، بسبب وقفوهم بوجه الإصلاح الاقتصادي والمالي، لغايات مرتبطة بالفساد والاختلاس. ويصر عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي على اعتبار رجال الدين “وباء” ابتلي به العراق، دليلهم في ذلك أن “العراق يعيش كارثة” بسبب حشد المعممين لزيارة المراقد رغم التحذيرات الصحية. وكتب مغرد: وغرد آخر: ibrahim78325336@ عمائم ظلامية يأبى معممون إلا أن يدلوا بتصريحات “سريالية” لا يصدقها عقل ولا يقرها دين بشأن أمور عامة، منها فايروس كورونا، بنحو لا يجعل منهم موضع سخرية واحتقار فحسب، بل ويؤكد انفصالهم عن الواقع وانغماسهم في بحور الجهل والظلام والضلالة، مثلما يشكل إساءة بالغة للعمامة نفسها.
مشاركة :