لا يعرف أهالي حي الضبط شمالي عنيزة السبب وراء الإهمال الذي يجتاح حيهم، والذي كان يجب أن تتم رعايته بشكل أكثر كثافة نظرا لقدمه، معتبرين أن تواصل غض الطرف يحول الحي إلى ساحة للعشوائية تتفاقم مع مرور الزمن. ولعل أبرز مظاهر السوء ما يحدث في جامع الحي، فما إن تقام الصلاة إلا ويجد المصلون أنفسهم مضطرين للانشغال بما يحدث داخل أروقة المسجد من «خبط وطرق»، فيما الأضواء تنطفئ ويسمعون في الخلف عبث الصغار مع كل صلاة، والتي ما إن تنتهي حتى لا يجدوا المتسبب في هذه الحوادث المتكررة. وأوضح الأهالي أن الجامع الكبير في الحي القديم لطالما ازدحم بالمصلين، فيما يفتقد للكثير من المقومات الضرورية وفي بدايتها إيقاف ذلك العبث المتعمد من الصغار الذين يتركهم أهلهم للعبث بمحتويات الجامع، فيما هناك فناء خارجي آيل للسقوط في أي لحظة في ظل قدمه. وقال محمد البديوي إن الصبية لطالما عبثوا بمحتويات الجامع حتى إنهم يفتحون غطاء خزان المياه، معرضين أرواحهم للمخاطر، فيما سبق أن طال عبثهم مضخة المياه والتي فتحوها حتى فرغ الخزان من المياه الأمر الذي تسبب لاحقا في تضرره وتعطله، مشيرا إلى أن الفاعل دائما مجهول ولا أحد يستطيع الوصول إليه، في ظل تبادل الاتهامات بين الصبية المتواجدين في المسجد بعد أداء الصلوات. وبين أن السور الخارجي يشكل خطورة على المصلين، فهو آيل للسقوط في أي وقت، مبينا أن الفناء لا يمكن الاستفادة منه لامتلائه بالحشائش والشجيرات التي لا تحول دون الاستفادة منها، داعيا إلى تدخل الجهات المختصة لترميم الجامع من الداخل والخارج، خاصة أنه يمتلئ بالمصلين في صلاة الجمعة وأوقات الصلوات الخمس. من جانبه، اتفق مع الأهالي الشيخ عبيد المطير نائب مدير الأوقاف والمساجد ومدير شعبة المساجد بقدم الجامع، مؤكدا أنه ستتم إزالته وبناؤه من جديد من قبل أحد المحسنين، موضحا أن عبث الصغار موجود: «وإدارة الأوقاف والمساجد بالمحافظة تابعت عبث الصبية بالجامع المشار إلية فتبين لها أن العبث طال أيضا إغلاق الإضاءة أثناء الصلوات فتمت مخاطبة الأجهزة الأمنية وتم القبض على عدد من الصبية العابثين من بعض الوافدين وأخذ التعهد على أولياء أمورهم». ولا يتوقف سوء الحال في حي الضبط على الجامع، حيث يمتد إلى السوق الشعبي المعروف باسم «حراج القشلة»، حيث يعاني من الضيق والزحام، وانتشار الباعة والدلالين بشكل عشوائي. ويؤكد محمد العليان أن السوق يمثل معاناة لأهالي الحي وتجب إزالته ونقله إلى مكان آخر، خاصة في ظل العشوائية التي تجتاح الموقع، وسبق أن وعدت البلدية بنقله، إلا أنهم لم يوفوا بوعودهم حتى الآن. لكن مدير الرقابة الشاملة في بلدية عنيزة سليمان الرشيد أوضح لـ «عكاظ» أن السوق أصبح بالفعل مزدحما، والبلدية تقدر لمرتادي السوق معاناتهم، وقد قررت نقل السوق لموقعه الجديد في غضون الفترة القصيرة القادمة حيث الموقع الجديد في لمساته الأخيرة.
مشاركة :