هيئة تنمية المجتمع تفتح للمسنين آفاق التمكين

  • 8/6/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا أكدت هيئة تنمية المجتمع أهمية وجود حزمة متكاملة من الخدمات والبرامج التي تخاطب احتياجات كبار السن وتأخذ بعين الاعتبار المرحلة الانتقالية الحرجة التي يمر بها الشخص قبيل الستين وفي بداية مرحلة التقاعد، وتأثيراتها عليه نفسياً ومادياً، فمن خلال عبر خدمة وليف وبطاقة ذخر والرعاية المنزلية وتدريب المرافقين والقائمين على المسنين تفتح هيئة تنمية المجتمع أمام المسنين آفاقاً واسعة للدمج والتمكين الاجتماعي. وقال خالد الكمدة مدير عام الهيئة إن التطور الذي شهدته الدولة خلال العقود الأخيرة، وتغير طبيعة المهن، وتحسن الخدمات الصحية، ساهم بازدياد أعداد كبار السن، ويشكل كبار السن حالياً 4% من عدد سكان إمارة دبي، ويتوقع لهذه النسبة زيادة منتظمة خلال الأعوام المقبلة لتكون بين 30% و35% في العام 2050، وهو ما يجعل هذه الشريحة إحدى أهم الشرائح المجتمعية الواجب تخصيص خدمات مناسبة لها. وأضاف الكمدة يختزن كبار السن خبرات واسعة طويلة تراكمت عبر السنين، لا سيما من شهدوا منهم مرحلة الاتحاد وعاصروا المراحل المختلفة من التطور التي مرت بها الدولة. ويعد تجاهل هذه الخبرات إهداراً للموروث الثقافي وتضييعاً للتجارب والمعارف التي بذلوا سنوات عمرهم في تعلمها وتحتاجها الأجيال الشابة، ومن هذا المنطلق بات دمج كبار السن في المنظومة المجتمعية بشكل مؤثر وتفعيل دورهم في نقل الخبرات والمعارف في أجواء وظروف تتناسب مع احتياجاتهم الصحية وتراعي رغباتهم ومتطلباتهم، ضرورة حتمية لتحقيق التنمية المجتمعية على مختلف الصعد. وليف وتوفر مبادرة وليف، خدمة الرعاية المنزلية التي تخصصها إدارة كبار السن بالهيئة لمن يعيشون بمفردهم من كبار السن أو من يقضون أوقاتاً طويلة بمفردهم بسبب انشغال أبنائهم في العمل، حماية لكبار السن من الإساءة والاستغلال الذي قد يعرضون له من قبل الخدم أو القائمين بالرعاية ورعاية تحميهم من الإهمال، وتوفر الخدمة حالياً لـ86 مسناً من كبار السن الذين يعيشون بمفردهم في إمارة دبي والمسجلين لدى الهيئة من إجمالي 183 مسناً كان مسجلاً وتم تقديم الخدمات لهم في المنزل، حيث نجح فريق عمل وليف بدمج عدد 18 من كبار السن في منازل أسرهم وأقاربهم الأمر الذي ساهم بتقليل عدد كبار السن الذين يقيمون بمفردهم في المنزل وهو ما يعتبر أحد الأهداف التي تسعى إليها الهيئة والتي تساهم بشكل كبير في وتقليل حالات الإهمال والاستغلال. ويقدر العدد الإجمالي -غير المؤكد- لكبار السن الذين يقيمون بمفردهم في الإمارة بحوالي 468 وتعمل الهيئة عبر دمج قواعد البيانات من الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب وقاعدة بيانات الشؤون الاجتماعية وإدارة الحالات بالهيئة للوصول إلى جميع كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، إضافة إلى الحالات المحولة من المستشفيات أو الجهات الحكومية الأخرى أو عن طريق شرطة دبي. ويشرف قائمون بالرعاية مؤهلون من الشباب والشابات المواطنين على توفير خدمة وليف، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية لكل قائم بالرعاية حوالي 20 مسناً، ويخضع القائم بالرعاية إلى فترة تدريب في الإسعافات الأولية والتعامل مع الحريق وكتابة التقارير الاجتماعية وطرق التعامل مع كبار السن، حيث يتولى الاختصاصي الاجتماعي إعداد الدراسة الاجتماعية للحالة وتحديد احتياجات الرعاية لكبير السن وعدد الزيارات ونوعية الخدمات الواجب توفيرها ووضع خطة يتولى القائم بالرعاية تنفيذها وتعديلها وفقا للحاجة الميدانية. ويتولى القائمون بالرعاية مهمة متابعة حالة كبير السن الصحية والنفسية وتسليته ومساعدته على قضاء احتياجاته مثل التسوق أو الذهاب إلى الطبيب، وملاحظة أي خطر أو ظروف غير مريحة قد تنبئ باستغلاله أو الإساءة إليه. وقد حققت خدمة الرعاية المنزلية نجاحات ملموسة أبرزها يتمثل في إعادة دمج بعض كبار السن في أسرهم بعد استشعار الأبناء بالأثر الذي أحدثته خدمة الرعاية المنزلية لدى آبائهم ورغبتهم بالقيام بالرعاية بشكل مباشر داخل منازلهم. كما ساهم القائمون بالرعاية في كشف حالات استغلال لكبار السن، وأشرفت هيئة تنمية المجتمع على خدمة مسن لم يستحم لفترة طويلة، وقد تعامل القائمون بالرعاية بشكل تدريجي مع حالته وتولى الاعتناء بنظافته الشخصية. تأهيل وتدريب وتتولى هيئة تنمية المجتمع، في إطار خدمات الرعاية المنزلية خدمة تأهيل وتدريب القائمين برعاية كبار السن على طرق التعامل مع كبار السن والعناية بهم، وقد دربت منذ إطلاق الخدمة 110 قائمين بالرعاية، يضم ذلك أقرباء كبار السن والعمالة المساندة المخصصة لذلك. وأضافت الهيئة أخيراً إلى قائمة خدمات الرعاية المخصصة لكبار السن الذين يعيشون بمفردهم، خدمة أجهزة الإنذار والتي طورتها الإدارة العامة للخدمات الذكية، في القيادة العامة لشرطة دبي، وتؤمن استجابة سريعة لأي خطر متوقع قد يهدد حياة أو أمن كبار السن، حيث يمكن للمسن عند استشعار أي خطر أن يطلب المساعدة بضغطة زر، لتستجيب له الشرطة والإسعاف خلال دقائق. بطاقة ذخر بعد أقل من عامين على إطلاقها، توفر بطاقة ذخر لكبار السن، خدماتها لأكثر من 4400 مسن من مواطني إمارة دبي، حيث تضم 66 جهة تشمل ذلك خدمات الجهات الحكومية وموفري الخدمات الطبية والصيدلانية وخدمات العناية الشخصية والخدمات القانونية والترفيهية والتسوق وغير ذلك الكثير. وتعتبر البطاقة جواز مرور يمنح لكبار السن أولوية في الخدمات وتخفيضات على المنتجات تعبر عن امتنان المجتمع لهم وتقدير كافة الشرائح لوجودهم في مختلف المجالات، الأمر الذي يعزز من دمجهم في الحياة العامة. وأوضحت الحمادي مدير إدارة كبار السن بالهيئة أن نادي ذخر الاجتماعي يقوم على دمج وترفيه وتمكين كبار السن من خلال عدد من البرامج والمشاريع الرائدة طرحتها هيئة تنمية المجتمع لدمج كبار السن في مختلف مجالات الحياة وتمكينهم من ممارسة حياتهم بكافة تفاصيلها، بسهولة ويسر وبالاستمتاع بهذه الفترة من حياتهم بدل النظر إليها كفترة كئيبة انتهى ببدايتهم دورهم في الحياة. وأضافت الحمادي يعتبر نادي ذخر الاجتماعي لكبار السن، خطوة رائدة استحدثتها هيئة تنمية المجتمع لأول مرة في المنطقة وفرت مكاناً راقياً حميمياً يلتقي به كبار السن ويمارسون هواياتهم ونشاطاتهم، ويشاركون من خلاله ببرامج تثقيفية ورياضية ومجتمعية متنوعة. وأنشأت هيئة تنمية المجتمع ذخر للاستشارات، وهو فريق استشاري خاص يهدف إلى تفعيل دور كبار السن في المجتمع، والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم في المجالات العملية والحياتية. ويضم فريق ذخر للاستشارات، والذي يترأسه الدكتور علي أحمد بن عبود ويشغل فيه الدكتور عارف الشيخ منصب نائب الرئيس، مختصين من كبار السن في الإمارة في القطاع الإداري والصحي والقانوني والتعليمي والتربوي والأنشطة الاقتصادية والتجارية المتنوعة ورواد الأعمال، فضلاً عن ذوي الخبرة من القطاع الثقافي والتراثي المحلي، حيث يشكل الفريق حلقة وصل بين الهيئة والمجتمع ويساعد بتطوير خدماتها المخصصة لهذه الشريحة. وتوفر إدارة كبار السن بالهيئة، خدمة استشارية خاصة لكبار السن، ترد على استفساراتهم أو تساؤلات القائمين عليهم أو أي فرد في المجتمع فيما يتعلق بحقوق كبار السن في إمارة دبي والخدمات المتوفرة لهم. خبرات تراكمية تولي هيئة تنمية المجتمع أهمية خاصة للاستفادة من الخبرات التراكمية لدى كبار السن والذين شهدوا مراحل التطور التي مرت بها الدولة وعاشوا تجارب مختلفة منحتهم من الحكمة ما يجب أن تستفيد منه الأجيال الشابة، وفي هذا الإطار أطلقت الهيئة خدمة استشر خبرتي، والتي توظف خبرات ومعارف 20 عضواً من كبار السن المسجلين لديها لنقل المعرفة لطلاب المدارس والجامعات، وقد وضعت الهيئة بالتعاون مع المؤسسات التعليمية جداول محاضرات تستمر على مدار العام الدراسي، وتغطي عدداً من المواضيع بما في ذلك محاضرات عن تنوع واختلاف الحرف بين الماضي والحاضر ومحاضرات عن بر الوالدين ومحاضرات عن تقاليد وعادات المجتمع الإماراتي في المناسبات مثل الأعياد وشهر رمضان والأعراس، ونصائح للحفاظ على التراث والعادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع.

مشاركة :