قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي - في خطبة الجمعة - إن مما يكفر السيئات ويزيد في الحسنات , ويزكي الأعمال الصالحات ويجبر النقص في القربات , ويطرد الشياطين ذكر الله عز وجل على كل حال , قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا " , وعن عبدالله بن بسر رضي الله عنه قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فباب نتمسك به جامع , قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ". وأضاف : إن الله خلق هذا الكون وأودع فيه كل ما يحتاجه المكلفون من أرزاق ومتاع , ورياش زينة ومال ودواب وغير ذلك , وذلل هذا الكون وسخره كله لمصالح الخلق ومنافعهم وقيام حياتهم إلى أجل مسمى عند الله لا يعدوه , قال تعالى : " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور " , وإذ قد خلق الله هذا الكون في كماله وجماله , وفي وفائه التام بمقومات الحياة كلها لكل من على الأرض , وفي كثرة منافعه وتنوعها وفي تسخير الأسباب لبقاء الحياة ورقيها , أخبرنا ربنا عز وجل أنه لم يخلق هذا الكون عبثا , ولم يتركه سدى , ولم يجعله مهملا. وقال : لم يكل الله الخلق إلى غيره , بل خلق هذا الكون المشاهد للحق وهو التوحيد والطاعات كلها , والصلاح والإصلاح للأرض , وقد أرسل الله أرسل وآخرهم سيدهم محمد صلى الله عليه وسلم لإصلاح الأرض بالطاعات وتطهيرها من الشرك والموبقات , وقد أمر الله سبحانه المرسلين عليهم الصلاة والسلام بالتمتع بما أحل الله في الحياة من الطيبات وأن يداوموا على الطاعات التي لا تصلح الأرض إلا بها , وأتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام هم المؤمنون المأمورون بالاقتداء بهم , فالرسل عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم المؤمنون جعلوا هذا الكون مكانا وزمانا للصالحات والإصلاح ففازوا بالخيرات والجنات , والأعمال الصالحات تعود كلها إلى نفع النفس ونفع الخلق بالقيام بأركان الإسلام وبقية الطاعات تابعة لهذه الأركان.
مشاركة :