قرر وزراء خارجية الدول العربية الاعضاء في "لجنة مبادرة السلام العربية" خلال اجتماع في مقر الجامعة العربية بالقاهرة الاربعاء حضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطالبة مجلس الامن الدولي بتوفير "حماية دولية" للفلسطينيين من "الجرائم الارهابية" التي يرتكبها بحقهم مستوطنون يهود. وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي: "لا بد ان تتحرك المجموعة العربية لطرح مشروع قرار امام مجلس الامن حول الجرائم الارهابية للمجموعات الاستيطانية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني"، مضيفا انه يتعين "في هذه المرحلة التفكير جديا في توفير حماية دولية حقيقية للشعب الفلسطيني يصدر بها قرار من مجلس الامن". ودعا وزراء الخارجية ال15 في بيان صدر في ختام الاجتماع الى "اجراء مشاورات عربية ودولية لطرح مشروع قرار امام مجلس الامن حول الجرائم الارهابية للمجموعات الاستيطانية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني". واكد البيان الختامي على وجوب "دعوة المجتمع الدولي الى وضع المجموعات الاستيطانية الاسرائيلية على قوائم المنظمات الارهابية وملاحقة اعضائها امام المحاكم الدولية". ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى أعمال الاجتماع وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني. وثمن وزراء خارجية لجنة مبادرة السلام العربية في كلماتهم خلال اجتماع اللجنة بالقاهرة امس جهود المغفور له "بإذن الله" صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل جهوده في دعم وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية وخاصة القضية الفلسطينية، مشيدين بدور سموه -رحمه الله- في اقتراح إنشاء لجنة مبادرة السلام العربية لمتابعة تنفيذ المبادرة التي أقرتها قمة بيروت العام 2002م. وجاءت هذه الإشادات خلال كلمة ألقاها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ونائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن ناصر جودة في الجلسة الافتتاحية لأعمال اللجنة. من جانبه ثمن وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني ما ورد في كلمات وزراء الخارجية العرب من مشاعر فياضة تجاه فقيد الأمة العربية الأمير سعود الفيصل، وعد معاليه مواقف المغفور له المشرفة والمؤيدة للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. من جهته حمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي يرتكبها المستوطنيون في الضفة العربية. وقال الرئيس الفلسطيني في كلمته أمام اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية: إن الحكومات الإسرائيلية ارتكبت 11 ألف جريمة منذ عام 2004 ضد الشعب الفلسطيني ولم تعترف تلك الحكومات بتلك الجرائم حتى الآن. وأكد أنه على الحكومة الإسرائيلية أن تعترف بجرائمها، وهي ترفض الآن وقف الاستيطان أو الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين. وأشار إلى أنه منذ القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ، حدثت تطورات بخصوص عملية السلام، وكان هناك قرار من المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية يدعو إلى تحديد العلاقة مع إسرائيل " إذا استمرت في التنكر للاتفاقيات الموقعة وأصرت على مبدأ تدمير الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، فإنه يتسنى لفلسطين إعادة النظر مع إسرائيل في كافة الأشياء". وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، أبدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس استعداده للتعامل مع أي وساطة مع حركة حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها الحركة ثم إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وقال: نحن نطالب الأطراف التي لديها القدرة على إقناع حماس بذلك.
مشاركة :