الانقسام الفلسطيني.. 14 عاما من الاتفاقيات بلا مصالحة..حماس والجهاد تتاجران بآمال أهالي غزة

  • 10/9/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت المنظمات الفلسطينية نشاطا متزايدا خلال الشهرين الأخيرين، من أجل الوصول إلى مصالحة وإنجاز انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة تنهي هذا الانقسام الدائم منذ 14 عاما.وأعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، أمس الخميس، عن عقد لقاء قريب بين لتقريب وجهات النظر واستكمال بحث ملف المصالحة، وما يتبعه من إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.وبحسب بيان نشرته حركة حماس، عقب اتصال هاتفي بين الأمين العام للجهاد الإسلامي، زياد النخالة، ورئيس المكتب السياسي لحماس، اسماعيل هنية، فإن الحركتين اتفقتا على استمرار التنسيق والتشاور بين الحركتين ومع بقية الفصائل لاستكمال مسار الوحدة وإنهاء الانقسام.هذا الاقتراح بعقد لقاء جديد يأتي بعد أقل من شهر من عقد مؤتمر على مستوى قيادات الحركتين في العاصمة اللبنانية، بيروت، حيث تم استعراض المصالحة الفلسطينية، مؤكدين على ضرورة إنجاح مقررات اجتماع الامناء العامين للفصائل الذي عقد في 3 سبتمبر لوضع أليات لإنهاء الانقسام الفلسطيني وإجراء انتخابات.وناقشت الحركتين أيضا تعزيز وتنسيق المواقف والخطوات بين الحركتين، والبناء على وحدة الموقف الذي يجمعهما ومتانة العلاقات القائمة بينهما.وتتزامن عمليات التنسيق المستمر بين الجهاد الإسلامي وحماس، مع لقاءات مشابهة عقدت بين حماس وحركة فتح في تركيا وقطر ولبنان، من أجل الإسراع للخروج من الانقسام الداخلي.-هل حماس والجهاد الإسلامي شفافين في رغبتهم للمصالحة وعقد انتخابات؟يبدو أن الأطراف الفلسطينية منشغلة هذه الفترة الأخيرة بالانتخابات والوصول إلى مصالحة، بإيعاز من قطر وتركيا، الذين يحاولان وضع يدهما على الملف الفلسطيني.فخلال الأسبوع الماضي، التقى وفد من حركة فتح أيضا بقادة الفصائل الفلسطينية في دمشق بهدف "استكمال جهود إنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات"، بحسب سمير الرفاعي، عضو اللجنة المركزية للحركة.غير أنه يبدو أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي ليسو شفافين في خطوات المصالحة والتحرك نحو انتخابات برلمانية ورئاسية من الممكن أن تطيح هيمنة الحركتين على قطاع غزة.يوضح أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي لا تبدوان شفافتين في التعامل مع المصالحة وإجراء الانتخابات.وتابع الرقب أنه عقب اجتماع الأمناء العامون للفصائل في سبتمبر الماضي، أصدرت حركة الجهاد الإسلامي بيان أوضحت فيه أنها ترفض خوض أي انتخابات تحت سقف أوسلو مشيرة إلى أنها موافقتها على المشاركة في انتخابات المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية يأتي دون أي التزام ببرنامج منظمة التحرير السياسي.وأشار الرقب إلى أن هناك قوى إقليمية تحاول التأثير وتحريك بعض الفصائل، مثل إيران التي قادت لقاءات متكررة مع حركة حماس وخاصة في لبنان.ورغم موقف الجهاد الإسلامي من الانتخابات، إلا أنها ستدعم سريا مرشحي حركة حماس في أي انتخابات قادمة برلمانية أو رئاسية، دون مقاطعة للانتخابات كما تدعي.يؤكد الباحث أن التحالف بين حماس والجهاد الإسلامي يهدف إلى السيطرة على الحياة السياسية الفلسطينية واستغلال ظروف الإحباط التي يعيشها الفلسطينيون مع زيادة نسبة البطالة وانسداد الأفق السياسي، دون وضع حلول لمعالجة الظروف المعيشية للمواطنين.-الهرب من المشكلات المعيشية التي يعيشها المواطنون في غزةمع كل ازمة معيشية في قطاع غزة، تلجأ حماس والجهاد الإسلامي إلى إستراتيجية متكررة: إعادة اللقاءات بين الفصائل وإشغال الرأي العام الفلسطيني بأمال وهمية حول عودة المصالحة وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية من الممكن أن تغير من مصيرهم.يوضح محللون أن ما تقوم به حركتي حماس والجهاد الإسلامي بمثابة "قفز إلى الأمام"، والتهرب من المشكلات المعيشية التي يعيشها الأهالي في القطاع مع تفشي فيروس كورونا، وتوقف الأنشطة وما ترتب عليه من انتشار واسع للبطالة.وفي تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس"، أوضحت أن المستشفيات في غزة غير مجهزة بشكل مؤسف للتعامل مع تفشي كبير لفيروس كورونا، فأجهزة التنفسي وأسرة العناية المركزة تكفي بالكاد عشرات الحالات.ورغم تأخر ظهور وباء كورونا في قطاع غزة، لم تأخذ حماس على عاتقها أي استعدادات لمنع تفشي الوباء، بل لجأت إلى عزل عام للقطاع، تسبب في أزمات بطالة واسعة وفقدان الطبقات الهشة لوظائف تحقق القليل من الدخل لهم.وتزامن هذا الوضع السيئ مع تردي الخدمات المقدمة للمواطنين، ومنها انقطاع مستمر للكهرباء التي لا تأتي إلا ساعتين يوميا فقط، وكذلك انتشار البطالة الواسعة بين الأجيال الجديدة وشعور المواطنين بالغضب تجاه سياسات حماس، التي تزيد من سوء الوضع في القطاع، بينما ينعم قيادات الحركة بالكهرباء طوال اليوم، دون غيرهم.يصف الرقب سياسات "التهرب من الوضع المزري للشعب الفلسطييني"، من قبل حماس والجهاد الإسلامي، بأنه "متاجرة بقضية ومصير الشعب، موضحا أن قناعاته بأنه لن يكون هناك انتخابات على المدى القريب.وبين الرقب أن التحالف بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي يعني أن الجميع يبحث عن أهداف حزبه وحلفاءه الإقليمين ولا يفكر بهموم الفلسطينيين، فكل ما يهمهم هو مصالحهم والبقاء في السلطة، حتى على حساب المواطنين.

مشاركة :