في وقتنا الحاضر أصبح الكل شاعراً واصبح الكل يبحث عن الشهرة ولو بقصيدة واحدة، وعلى اننا كنا في السابق نبحث عن الاجود والمبدع من الشعر والشعراء، إلا اننا الآن لم نعد نفرق بين الجيد والرديء وذلك لكثرة الشعراء. عملية الشهرة الآن اصبحت بسيطة بحيث تأتي لمن ارادها بكل سهولة فقط ما عليه سوى تكوين شلة اعلامية وتلميع مقدم تلفزيوني ومصادقة معد برامج، وبهذا سيكون مشهورا حتى لو كان بعيدا عن الشعر، ولدينا كثير وكثير ممن هم كذلك خصوصا ان لدينا قنوات تلفزيونية شعبية كثيرة نحتار في مشاهدتها. البناء الحقيقي للشهرة ليس كما اسلفت بل هي ثقافة شاعر وابداعه ونزاهة اعلامي وإنصافه، وهذا بكل اسف ما نفتقده في وقتنا الحالي، ولذلك نرى شعراء الشهرة الذين يتسيدون المحافل والأمسيات وملتقيات الصيف والبرامج التلفزيونية، وكأن لا يوجد غيرهم من الشعراء، مع انني ادرك تماما - على سبيل المثال - أن منظمي حفلات الصيف والامسيات الشعرية المختلفة يعون تماما أن اولئك الشعراء لا يملكون من ميزة الإبداع الشعري والثقافة المعرفية بقدر ما هم شعراء استجداء وامتداح، وما زادهم من ذلك تصفيق الجمهور لهم؛ لأنه لا يعي ثقافة الشعر. منذ زمن ونحن نرى البحث عن الشهرة في زمن الشعر خصوصا في زمن المجلات الشعبية والتحرير الشعبي الذي اسرف آنذاك في عملية تلميع الشعراء؛ لأن المصلحة متبادلة بين من يبحث عن الشهرة من الشعراء ومعدي الصفحات الشعبية في تلك المرحلة التي أظهرت لنا شعراء لا يمتون إلى الشعر بصلة، وها هم يعودون الآن بكل رداءة ثقافية وفكرية. على انني اجزم بأن الشهرة لا تأتي بهكذا طريقة غير انني وفي الوقت نفسه ابحث عن الانصاف والنزاهة الاعلامية التي من خلالها تأتي الشهرة الحقيقية. اخيرا: في زمان البرد ندفى على حكي وقصيد نرقى النخل ناكل من عذوق النشيد اه يا زمان اول كان فيك الليل عشق ما غفا وانحنى جد حكى ملح القصيد
مشاركة :