الاعتقاد السائد من أغلب زوار معارض الكتاب أن تلك المعارض خاصة بثقافة الأدب الفصيح وأن مايعرض بها هو خاص بأنواع الأدب الفصيح دون الأدب الشعبي بينما يأخذ الأدب العامي والشعبي حيزاً كبيراً في أروقة تلك المعارض. دواوين الأدب الشعبي وهي تملأ أرفف تلك المعارض ماهي ألا نتاج للقاعدة الجماهيرية العريضة المتابعة له بكل فئاتها وهذا بالطبع ينم عن مدى اهتمام المجتمع بالموروث الشعبي الذي هو في الأصل أدب وثقافة. دور النشر الهائلة التي أتت للمشاركة في معرض الكتاب هذا العام تعرض كلها دواوين الأدب الشعبي سواء الشعر أو القصة أو الرواية والصناعة أو العادات والتقاليد وهذا بالطبع يعتبر أفقاً واسعاً من آفاق أدبنا الشعبي الذي يحكي قصة ثقافتنا وموروثنا الشعبي العريق. بالرغم من أن بعض دور النشر سواءً المحلية أو الخارجية لاتهتم بالأدب الشعبي إلا أنه استطاع أن يفرض حضوره في مختلف المحافل الأدبية وليس كما يريد البعض بل أصبح علامة بارزة ومحط أنظار زوار معارض الكتاب المختلفة داخلياً وخارجياً وهذا بحد ذاته تفوق للأدب الشعبي ومن هنا فإننا نشاهد زوار معرض الكتاب واتجاههم لدواوين الأدب الشعبي في صوره تعبر عن مدى ذلك الاهتمام. بعض دور النشر عندما تتعمد إهمال طباعة وتسويق دواوين الشعر الشعبي تعتقد بأنها تهمله أو تساهم في إهماله وهذا شيء غير صحيح لأنه فرض نفسه وأذكر قبل سنوات عديدة أي ماقبل النشر الإلكتروني كانت دور النشر تلك تبحث عن عمل وعن ديوان تطبعه وتسوقه بخلاف الآن لأن اهتماماتها التسويقية انحسرت بين المجلات والكتب ومجلات الأطفال التي تملاء السوبرماركت والمكتبات وتتكدس دون بيع ولذلك فإن العقبة التي كان يواجهها الشاعر الشعبي هي طباعة ديوانه وتسويقه من قبل دور النشر تلك لدينا والتي أخذت على عاتقها الآن بالذات عدم طباعة ونشر الديوان الشعبي وفضلت عليه مجلة (ميكي وافتح ياسمسم للأطفال) ومن ثم تتسابق دور النشر تلك على معارض الكتاب لتعرض منتجاتها من مطبوعات وأصبح من يتحكم فيها العامل(البنقالي)الذي أصبح هو من يقيم الدواوين. يبقى الأدب الشعبي ودواوينه حاضراً دائماً رغم كل العقبات فهنا قاعدته الجماهيرية التي تدعمه وهناك مفكريه وأدباؤه الحاضرون دائماً في مختلف المحافل والتظاهرات الثقافية. أخيراً : وش جابني لك ياحروف الأسئلة وش حدني لك ياغيوم الانتظار صراع .. وحصار ودمعٍ بنى للأجوبة من فتيل الأسئلة .. نار ياذا الحصار .. جمر وشرار
مشاركة :