يضم «متحف الحضارات»، في قلب قرية المفتاحة بأبها، 10 آلاف قطعة أثرية تنتمي إلى عالم مختلف من حضارات الأمم السابقة، وهي قطع نادرة ونوعية يعود تاريخها لآلاف السنين، أثمنها مصحف مخطوط في عام 857 للهجرة. ويعرض المتحف تعريفا لمقتنياته باللغتين العربية والإنجليزية، وضعت في لوحات تعريفية بكل قسم. المتحف أنشأه شغف الصيدلي حمود عبدالله الغامدي بالتراث، ومن يدخله يجد بعدا مختلفا عن غيره من المتاحف التقليدية، ابتداء من التصميم المبهر الذي يتناسب مع مختلف الحضارات، ومرورا بالتنظيم الداخلي المميز، وانتهاء بنوعية المعروضات التي تنتمي لمختلف حضارات الأمم السابقة واللاحقة، وبدأ به الغامدي بجمع العملات التي تحمل تاريخا، ثم تطور حلمه ليتحول إلى مشروع تمخض عنه المتحف. الغامدي آمن بأن التراث ذاكرة أممية، وحضارة شاملة تعنى بكل ما يميز الأمم من حيث العادات والتقاليد وأسلوب الحياة والمعيشة، فنذر نفسه لأن يصنع مشروعا مختلفا، يعنى بحضارات الأمم على مر التاريخ، دون التقوقع في قالب تقليدي سبقه إليه غيره. يقول الغامدي: «نشأت فكرة إنشاء متحف الحضارات إيمانا مني بأن التراث قيمة لا تقدر بثمن، ويعكس عادات وتقاليد الأمم، ومدى حاجتنا للعودة إلى ماضينا للتعرف على ما كان عليه أسلافنا، ومقارنته بما وصلنا إليه في حاضرنا، قررت جمع عناوين صغيرة للحضارات القديمة وعرضها بأسلوب عصري لمواكبة التطور في عالم المتاحف، ليكون مشروعا مختلفا يمنح كل من يزوره المتعة والمعرفة في آن واحد» وأوضح أنه تم تقسيم متحف الحضارات إلى ثمانية أجنحة، أولها جناح الأحافير ويحتوي على مجموعة كبيرة من الأحافير والمتحجرات التي تقدر أعمارها بملايين السنين، يليه جناح الفخاريات الذي ينتمي لعدة عصور يعود العديد منها إلى ما قبل الإسلام، ويأتي بعده جناح النحاسيات الذي يضم مجموعة من الأدوات والأواني النحاسية التي تحوي نقوشا فنية تعود لعصور مختلفة. وأضاف: «يضم المتحف جناح الأسلحة المنوعة ما بين دروع وخناجر وبنادق قديمة ومنوعة، وكذلك تم تخصيص جناح للمصنوعات الخشبية التي تضم قطعا تعكس مدى ما وصل إليه الحرفيون في ذلك الوقت من دقة وإبداعات مبهرة، ويعرض المتحف في جناح العملات الورقية والمعدنية عملات نادرة بكميات كبيرة توحي بالجهد الكبير المبذول فيه، ويأتي إلى جانبه جناح مخصص للمخطوطات والمطبوعات، يضم كتبا ومخطوطات منوعة في العديد من العلوم الشرعية ، والتاريخية».
مشاركة :