وهل هذا هو التعايش الذي يتحدثون عنه؟، الإحصائيات اليومية لمصابي (كوفيد- 19) شفاهم الله وعافاهم في ارتفاع ملحوظ ومُقلق، ربما جاء نتيجة الزيادة على ما يبدو في الفحوص التي تجريها الجهات المعنية، ومع ذلك الناس يتعاملون مع هذه الارتفاعات الحادة بهدوء، ويتبادلون مستجدات الأخبار بشكل واعٍ ورزين، حتى تعليقاتهم على الخبر «لبسَتْ كمامة» فلم يعد لهم صوت، أو تأثير، ينظرون إلى الأمر بأنه عاديٌ ويمكن التعايش معه، وصارت لديهم تفسيراتهم الخاصة بأسباب الارتفاع في عدد الحالات، وهي تفسيرات ٌ منطقية تتناسب والوضع الحالي على ما أعتقد. من وجهة نظري أن رد الفعل طبيعي جداً وهو مطلوب لكن دون مغالاة في التعاطي معه سلوكاً، فالفيروس لايزال يحوم في العالم كلّه، ويضرب بقسوة ودون هوادة دول أوروبية عديدة كان العرب يحجّون إليها طلباً للحصول على الرعاية الطبية فيها والعلاج، واليوم ترزح تلك الدول تحت وطأة «كورونا»، وتلجأ لإغلاق جزئي لبعض مدنها، ويعجز بعضها الآخر عن مواجهة هذا المد القوي للفيروس، وقانا الله تعالى جميعاً منه. إن وعي أفراد المجتمعات ونحن منها بخطورة الفيروس وضرورة اتباع الاحترازات الوقائية التي تدعو لها الدول والمنظمات والهيئات الطبية العالمية أمر بالغ الأهمية، ويبدو أن الناس قد فهِموا أخيراً هذا الاتجاه بخاصة مع انفتاح بعض الدول على الحياة الطبيعية، وعودة الأعمال، والافتتاح الجزئي للمدارس، إن المواجهة بالوعي مهمة جداً، وعلى الجميع الإيمان بها من أجل النجاة من هذا الوضع المروّع حقيقة، فالإحصائيات عالمياً مخيفة، ولا أحد يعلم متى يرحل هذا الكابوس الجاثم على صدور البشرية منذ شهور. لقد أصبحنا لا نخرج من بيوتنا إلاّ لضرورات العمل أو التّبضع البسيط، وتغيّرت تقريباً كل عادات الشعوب وتقاليدهم التي كانوا يمارسونها في حياتهم الطبيعية التي نتمنى عودتها في خير وصحة وسلامة، لنمضي نحو حياتنا دون حذر يقتل الأمان في قلوبنا، ويضعنا في قلق دائم علينا وعلى أحبتنا من حولنا، إن ّ الأمر ليس بالهيّن، ولكنّه سيهون إن استمر هذا الوعي وارتفعت وتيرة الالتزام به من أجل أيام قادمة أفضل للجميع. اليوم في مجتمعنا يتداول الناس رسائل وزارة الصحة ووقاية المجتمع بوعي وتفهم أكثر، ويسيرون نحو الاطمئنان بإدراك وحذر مطلوب، ويشجّعون بعضهم على عدم التردد في الحصول على اللقاح ضد الفيروس، كل ذلك يأتي من وعي بُذلت جهود كبيرة من أجل تكريسه في المجتمع، من قبل كافة الجهات العاملة على التوعية بخطورة الفيروس وكيفية الوقاية منه، وحماية النفس والآخرين، وصولاً إلى التعافي التام بإذن الله، فشكراً لهم جميعاً. * شيخة محمد الجابري Qasaed21@gmail.com
مشاركة :