القره داغي "يتشاجر" مع مفتي مصر ليستكمل تراشق أردوغان مع السيسي | | صحيفة العرب

  • 10/12/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - شن الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محيي الدين القره داغي، الأحد، هجوما ضاريا على مفتي مصر شوقي علام، وقال “أيها المفتي السلطوي: يلزمنا التقوى قبل الفتوى”. وجاء هجوم القره داغي إثر تصريح لعلام، قال فيه إن خمسين في المئة من الجيلين الثاني والثالث من المسلمين في أوروبا ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي، حيث أوضح “نحن لا نبرر جرائمهم، ولكن ندينها ونقول إن ذلك يتنافى تماما مع الإسلام، ولا ينبغي أن يبنى على الجرائم الفردية من مجموع المسلمين الحكم على الإسلام بما يضر بالمسلمين”. واستكمل القره داغي في هجومه على علام التراشق السياسي بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والمصري عبدالفتاح السيسي. وحاول القره داغي، القيادي في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، توظيف كلمات علام للهجوم سياسيا على النظام المصري، واعتبر مضمونها يعكس وضع المؤسسات الدينية في مصر في عهد ما أسماه بـ”غياب القانون وسيادة العسكر، وأنها تحولت إلى جهاز وظيفي يخدم دولة لا قضية”. وتجاهل فحوى كلام مفتي مصر، واتخذه ذريعة لتوجيه انتقادات للقاهرة، متناسيا أن مجمع البحوث الإسلامية التابع لمؤسسة الأزهر في مصر أيضا أدان قبل أيام كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الانفصالية الإسلامية، واصطف بشكل غير مباشر مع خطاب الأمين العام للاتحاد. ولم يلتفت القره داغي إلى مضمون تعليق الأزهر من قبل، واتخذ من كلام الثاني ذريعة لتوجيه اتهامات خارجة عن الإطار العام للأفكار التي طرحها ماكرون، ولم يمعن النظر في فحوى الكلمات ودلالاتها بالنسبة إلى المسلمين. واستشهد القره داغي بتقرير لشركة الاستشارات الأميركية (Soufan)، أفاد في أكتوبر2017 بأن روسيا تتصدر قائمة الدول التي انحدر منها أعلى عدد من المقاتلين الأجانب الذين ذهبوا للقتال مع داعش في سوريا والعراق، تليها السعودية والأردن وتونس وفرنسا على التوالي. في حين دعا شوقي علام في تصريحاته إلى المزيد من دراسة الظاهرة، التي بالفعل جرت دراستها في عام 2016، حيث وجدوا أن أعداد الأوروبيين في داعش يتزايد، حتى تبيّن أن ما يقرب من 50 في المئة من المسلمين الذين يعيشون في أوروبا من الجيلين الثاني والثالث أعضاء في التنظيم الإرهابي. وأوضح مفتي مصر أنه يوجد خلل لدى أصحاب الشأن في تلك البلاد في تناولهم لقضايا المسلمين أنفسهم، ولذلك يجب طرح العديد من التساؤلات والحلول الخاصة بهذا الأمر. ولفت إلى أن هذه التساؤلات جرت الإجابة عنها، فوجد أن المراكز الإسلامية بالخارج تحتاج إلى إعادة النظر في القائمين عليها من ناحية التدريب والتأهيل والتكوين العلمي. وعزا مراقبون سبب الهجوم الذي شنه أمين عام اتحاد علماء المسلمين إلى دفاعه عن النظام التركي وجماعة الإخوان المسلمين، حيث يجري اتهام أنقرة بأنها أبرز الدول التي تحتضن إرهابيين في المنطقة، وتقوم بتسهيل مهمة تسريبهم إلى أوروبا. كما أن جماعة الإخوان من أكثر الجماعات نشاطا في أوروبا، وتلعب من خلال المساجد والجمعيات التي تديرها دورا مهما في سيادة ثقافة الانعزالية والانفصالية الإسلامية، التي حذر منها ماكرون، ومرجح أن تبذل الجمهورية الفرنسية جهودا كبيرة لمواجهة هذه الظاهرة خلال الفترة المقبلة. وحاول القره داغي تحقيق نصر سياسي على مفتي مصر، ولفت الأنظار بعيدا عن جوهر المشكلة، التي تتزايد الشكوى منها في أوروبا، وتبرئة تركيا والإخوان منها. وأكد الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب الدولي أحمد سلطان، أن مفتي مصر عندما تحدث عن انضمام نصف المسلمين من الجيلين الثاني والثالث إلى تنظيم داعش، قصد إيمان هؤلاء بأفكار التنظيم حتى دون القيام بحوادث إرهابية، لكنهم وجدوا في قناعات داعش وسيلة مثالية لدخول الإسلام العصري. وأضاف سلطان في تصريح لـ”العرب”، أن شبكات الإسلام السياسي الموجودة في دول أوروبية، يقودها تنظيم الإخوان، ويستقطب الشباب الذين لديهم فراغ ديني ولا يعرفون عن الإسلام شيئا، ليقنعهم بالعودة إلى الدين، ثم يروج لأفكار داعش بشكل غير مباشر، وهو ما بنى عليه مفتي مصر كلامه وأرقامه، وهو يقصد الإخوان باعتبارهم أحد مصدري الإرهاب، ويستغلون قلة الوعي لدى شباب المسلمين في أوروبا لجذبهم.

مشاركة :