فرنسا غير متفائلة بشأن حل الميليشيات في ليبيا | | صحيفة العرب

  • 10/12/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة- شككت فرنسا في النوايا والوعود التي يتم إطلاقها بشأن تفكيك الميليشيات في ليبيا، وذلك في تصريحات أدلى بها سفير باريس في مصر انتقد فيها بشدة مخططات تركيا في المنطقة وانتهاكها لحظر الأسلحة المفروض على ليبيا. وقال السفير ستيفان روماتيه، إن بلاده ’’ليست متفائلة بشأن حل الميليشيات في ليبيا ولكننا نتحلى بالواقعية والفطنة‘‘ مشددا على أن تفكيك هذه المجموعات المسلحة أمر لا غنى عنه من أجل السلام الدائم في ليبيا، وذلك في إشارة إلى الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق التي تعد واجهة الإسلاميين في البلاد. وأضاف السفير الفرنسي في حوار له مع صحيفة الشروق المصرية، أن القاهرة كانت نشطة للغاية بخصوص الميليشيات، حيث بذلت جهودا كبيرة لعقد لقاءات بجميع الأطراف التي على صلة بهذه الميليشيات، مشيرا إلى أن بلاده تتواصل مع القاهرة للتعاون في ذلك الأمر. كما لم يفوت روماتيه الفرصة لانتقاد تركيا وأنشطتها في المنطقة، حيث أكد أن بلاده تسعى لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإرغام أنقرة على احترام تعهداتها ولاسيما وقف انتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا. وأشار إلى التدخلات الأجنبية والأدوار التي تلعبها قوى خارجية في تأجيج الوضع في ليبيا، لاسيما تركيا، فضلا عن الفراغ السياسي السائد في البلاد منذ عام 2014، والناتج عن عدم قدرة جميع الأطراف الليبية عن التوصل إلى توافق في ما يتعلق بالمعادلة السياسية لتحقيق الاستقرار. وأضاف السفير الفرنسي أن عدم التوصل إلى موقف أوروبي موحد تجاه الأزمة الليبية يضعف من موقف أوروبا، ويترك دولا أخرى مثل تركيا تلعب على وتر تلك الانقسامات الأوروبية وتستغلها لصالحها. وتأتي هذه التصريحات في وقت يواصل فيه الفرقاء الليبيون حواراتهم حيث تستمر اللقاءات في مصر والمغرب تمهيدا لعقد جلسات حوار في تونس في نوفمبر المُقبل. بالرغم من توقف إطلاق النار في ليبيا منذ أغسطس، لا يزال المجتمع الدولي منقسما بشأن الحلول التي قد تفضي إلى تسوية سياسية في البلاد وكان أطراف الصراع قد عقدوا جلسات مؤخرا في مدينة بوزنيقة المغربية حيث تم التوصل إلى تفاهمات في العديد من النقاط الشائكة، لكن لم يتم حتى الآن الحسم بشأن الميليشيات التي تُحكم قبضتها على مؤسسات الدولة في الغرب الليبي. ويرهن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أي تسوية بضرورة تفكيك الميليشيات وخروج المرتزقة الذين جلبتهم تركيا لدعم حكومة الوفاق من البلاد. وفي هذا الصدد، شدد السفير الفرنسي في مصر على أن تعدد مسارات المباحثات الليبية في الغردقة وبوزنيقة وجنيف بجانب مباحثات مرتقبة فى باريس وبرلين أمر مهم، لكن الأهم هو أخذ مطالب الشعب الليبي التي تم التعبير عنها مؤخرا خلال المظاهرات التي نظمت في طرابلس وبنغازي بعين الاعتبار، حيث طالب الشعب الليبي بوقف الصراع الدائر، والتوصل إلى الحل السياسي. وأضاف ’’كما أن هناك جزءا كبيرا من عائدات النفط الليبى يتم استغلاله لجلب الميليشيات والمرتزقة من سوريا للقتال فى ليبيا، لذلك يجب توجيه جميع مقدرات الدولة إلى الشعب الليبى، وعدم استغلالها لصالح تمويل أي من أطراف الحرب‘‘. كما كشف روماتيه عن تحضير بلاده لمبادرة فرنسية حول ليبيا، مشددا على أن باريس نسقت مع القاهرة بشأن هذه المبادرة حيث ’’رسم البلدان خطوطها العريضة، وستشمل هذه المبادرة دول الجوار وجميع الأطراف السياسية الفاعلة في الأزمة الليبية، وسيتم تقديم موعد القمة بمجرد الانتهاء من تنسيق المبادرة‘‘. وبالرغم من توقف إطلاق النار في ليبيا منذ أغسطس، لا يزال المجتمع الدولي منقسما بشأن الحلول التي قد تفضي إلى تسوية سياسية في البلاد الغارقة في فوضاها منذ 2011. ودعا مؤخرا الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، إلى تنظيم انتخابات رئاسية كحل وحيد يضع حدا للأزمة ليكون بذلك الموقف الجزائري متناغما مع الموقف التونسي الذي كان قد دعا إليه قيس سعيد خاصة أن الرئيس التونسي ونظيره الجزائري يؤكدان كذلك على ضرورة إرساء شرعية جديدة في ليبيا.

مشاركة :