بات واضحا، بحسب الدوائر السياسية في بيروت، أن فرص تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، ترتفع قبل مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة، والتي تنطلق وتنتهي الخميس المقبل، لتسمية شخصية تؤلف الحكومة، انقاذاً للمبادرة الفرنسية. وأصبح الحريري «الاسم الوحيد» المطروح بتوافق غالبية القوى السياسية لتولي مهمة «تالبف الحكومة» بعد اعتذار السفير مصطفى أديب عن التأليف، للأسباب المعروفة، والتي تتصل بالتجاذبات السياسية والطائفية وما وصف بـ «المهاترات السياسية»، ووضع «العصي في الدواليب»، بحسب التعبير اللبناني. ورجح نائب رئيس مجلس النواب، إيلي الفرزلي، «تكليف الحريري الخميس المقبل، خلال الإستشارات النيابية في قصر بعبدا الرئاسي».. ومع توقعات الدوائر السياسية في بيروت، أن يتم تكليف سعد الحريرين بتشكيل الحكومة الجديدة الخميس المقبل، عقب انتهاء الاستشارات النيابية الملزمة، كشفت مصادر سياسية لصحيفة اللواء اللبنانية، ان «الحريري» سوف يستكمل بعد ظهر اليوم وطوال الساعات المقبلة اللقاءات والمشاورات مع رؤساء وممثلي الأطراف السياسية، استباقا لموعد اجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة. وتؤكد المصادر أن المبادرة الفرنسية، هي الأساس في تحرك سعد الحريري، واستعداده لتحمل مسؤولية تشكيل الحكومة الجديدة في هذا الظرف الصعب، فيما ينتظر ما سيسمعه من المعنيين بهذا الخصوص وامكانية استعدادهم للتجاوب معه في سبيل إنقاذ البلد. السير على حبل الأزمة المشدود ويرى المحلل السياسي اللبناني، رئيس تحرير صحيفة اللواء، صلاح سلام، أن رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، أقدم على السير على حبل الأزمة المشدود، علّه يستطيع تخطي كل هذا الكمّ من الصعوبات، والوصول إلى باب الخروج للبلد من دوامة المحن التي يتخبط فيها، وأدت إلى سلسلة الإنهيارات الراهنة. هنا يبرز السؤال: إذا ربح الحريري رهان التكليف الخميس المقبل..هل يستطيع إجتياز حواجز التأليف بعيداً عن المؤثرات الخارجية، الإقليمية والدولية؟ ويؤكد «سلام»، أنه من السابق لأوانه التسرع بالإجابة على مثل هذا السؤال الذي يختصر التدخلات والتشابكات والتعقيدات على الساحة اللبنانية، لأن الأمور مرهونة بعدة عوامل، يكفي إنفجار أحدُها ليُطيح بكل ما يمكن أن يتم التوصل إليه من تسويات تسبق الولادة الحكومية، على غرار ما حصل قبل عام مع سقوط «التسوية الرئاسية» الشهيرة. الحسابات الدقيقة لكتلة حزب الله وعلى هامش توقعات الدوائر السياسية اللبنانية، بتكليف الحريري تشكيل الحكومة.. كشفت مصادر مطلعة لصحيفة اللواء اللبنانية، أن الحسابات الدقيقة ستكون لكتلة حزب الله، التي تنتظر المشاورات التي وعد الحريري بإجرائها مع القوى السياسية اعتبارا من اليوم الاثنين، والتي يُبنى على اساس نتائجها الموقف من تسميته لرئاسة الحكومة أو لا، والموقف من شكل الحكومة وعدد وزرائها وتوزيع الحقائب فيها. وهو أمر تحسب له ايضا باقي الكتل حسابا لجهة الاصرار على التمثيل واختيار الوزراء. وبهذا المعنى تكون الكتل الكبرى قد حددت شرطا مسبقا لتشكيل الحكومة، ويبقى كيف سيتعامل الحريري مع هذا الشرط في حال تكليف. ويبدو أنه من المبكر استقراء نتائج المبادرة التي أعلنها «الحريري» لكسر الجمود السياسي والمباشرة بخطوات سريعة لتشكيل حكومة انقاذ لبنان على اساس التزام كل الاطراف المسبق بأن تكون المبادرة الفرنسية هي الأساس، مادام الجميع ما يزال يدعي تأييدها وتمسكه بها،لانها تضمن الحلول المطلوبة اللازمة للمشكلة التي يواجهها لبنان. الفرصة الأخيرة المشهد السياسي اللبناني، أمام الفرصة الأخيرة، للخروج من نفق الأزمات المعقدة وتجاوز مؤشرات الانهيار الاقتصادي والفوضى السياسية..فرصة أخيرة لتنفيذ الاصلاحات المطلوبة والمنشودة اقليمياً ودولياً بإلحاح، إذا ما نجحت تلك المساعي المبذولة من أجل التوافق لتشكيل الحكومة الجديدة في بلد تنخره الطائفية والمذهبية والانقسامات حتى العظم، بحسب تعبير المحلل السياسي اللبناني، درويش عمّار، مؤكدا إذا تم التوافق على تشكيل الحكومة الجديدة،فإن لبنان يكون قد بدأ بالخطوة الأولى نحو مسيرة الألف ميل باتجاه ايجاد الحلول لمشاكل لبنان. ويرى «عمّار»، أن تأجيل المؤتمر الدولي الداعم للبنان حتى شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بدلاً من الشهر الجاري، جاء لإعطاء فرصة جديدة لهذا البلد والمسؤولين فيه لجعلهم يتفقون في ما بينهم على تشكيل حكومة جديدة،وإلا فإن مثل هذه الفرصة ستكون الاخيرة لهم وللبنان، وهي اذا ما ضاعت لن نستطيع عندها القول، كيف، لماذا ومتى لأنها ستكون النهاية لوطن الأرز.
مشاركة :