الشارقة: زكية كردي تواصل مؤسسة الشارقة للفنون تنظيم مجموعة من الفعاليات، وبينها برنامجها لخريف 2020 الذي يشمل عدداً من المعارض لمجموعة من فناني المنطقة، والعالم، إضافة إلى مجموعة من البرامج الأخرى التي تخبرنا عنها الشيخة نوار القاسمي، مديرة المؤسسة، كما تطلعنا على رؤية «الشارقة للفنون» وتجربتها خلال فترة التباعد الاجتماعي، وأيضاً إجراءات فتح أبواب الحياة أمام الفن من جديد.في البداية تخبرنا الشيخة نوار القاسمي عن كيفية تعامل المؤسسة مع تداعيات فترة ركود النشاط الفني، وشلل الحركة في العالم بسبب «كورونا»، قائلة: كانت الأولوية بالنسبة لمؤسسة الشارقة للفنون في تلك الفترة، تتمحور حول تقديم الدعم للفنانين والممارسين الفنيين بأكبر صورة ممكنة، لما أضافته الأزمة من صعوبات وتحديات في ما يخص إنتاج الأعمال والمحتوى الإبداعي ككل، وتم ذلك من خلال عدة مبادرات مثل برنامج الإنتاج الذي قدم منحة مالية لدعم عشرة فنانين، وكذلك المبادرة التي قدمتها المؤسسة خصيصاً في تلك الفترة التي قامت من خلالها بتوفير قوائم شهرية تتضمن كل الدعوات المفتوحة والفرص التي يمكن للفنانين المشاركة فيها في مختلف المؤسسات الثقافية على المستويين الإقليمي، والعالمي، والتي ما زلنا نقدمها نظراً لما لاقته من استحسان من قبل الفنانين. كما حرصت المؤسسة على الاستمرار في تقديم دعوات مفتوحة للمشاركة في برامجها المتنوعة مثل معرض التصوير الفوتوغرافي «الشارقة، وجهة نظر»، ومنصة الشارقة للأفلام، بجانب تقديم عدد من البرامج الخاصة بجمهور الفن داخل، وخارج الدولة، مثل عروض الأفلام على الإنترنت، وورش العمل الإلكترونية التي أشرف عليها فنانون متخصصون عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة للمؤسسة. كما وفرت المؤسسة قائمة بالموارد التعليمية التي يمكن أن يستفيد منها محبو الفن وممارسوه عبر موقعها الإلكتروني. تباعد اجتماعي عن العودة للحياة الطبيعية التي تعتبر عنواناً كبيراً يشغل بال الجميع، وطريقة المؤسسة في الاستعداد لها، وأيضاً الحدود التي لا تزال قيد الانتظار، أوضحت الشيخة نوار القاسمي: كان شاغلنا الأساسي في هذه الفترة الحرجة، يتعلق بمدى قدرتنا على منح جمهور الفن الفرصة المناسبة للعودة إلى الحياة الطبيعية تدريجياً، والاستمتاع بالمعارض والفعاليات الفنية والثقافية ،مع الحفاظ على سلامتهم وسلامة العاملين في المؤسسة. وبدأنا تدريجياً بالعودة إلى افتتاح معارضنا عقب فترة الحجر الصحي، بمعرض «الفن في زمن القلق»، وتم إطلاق نظام للحجوزات عبر موقعنا الإلكتروني يستطيع من خلاله الزائر حجز تذكرته المجانية التي تتيح له زيارة المعرض لمدة محددة، ومن خلال هذه الآلية حرصنا على ألا يتجاوز عدد الزائرين في قاعات العرض الحد المسموح في ظل التباعد الاجتماعي، كما نحرص كذلك على تعقيم المباني والمرافق التابعة لنا بشكل دوري. وما زلنا حتى الآن، ومع افتتاح معارض الخريف نلتزم بتطبيق كل الإجراءات الاحترازية كي نمنح زوارنا ومحبي الفن في الدولة تجربة آمنة.وأوضحت أن المؤسسة بدأت برنامجها للموسم الفني الحالي خلال الأسابيع الماضية بافتتاح ثلاثة معارض للفنانين طارق عطوي باسم «أدوار/11»، ولليندسي سيرس وكيث سارجنت بعنوان «لا مكان أقل من الآن 3» الذي تزامن مع افتتاح مبنى الطبق الطائر الذي يستضيف في الفترة المقبلة عدداً من البرامج التعليمية والسينمائية، إضافة إلى معرض زارينا بهيمجي «تورية»، ونحن بصدد إطلاق النسخة الثالثة من منصة الشارقة للأفلام التي تقدم هذا العام أكثر من 60 فيلماً من جميع أنحاء العالم، ويتم عرضها في عدة مواقع في إمارة الشارقة، إضافة إلى عروض على الإنترنت للمرة الأولى هذا العام، كما يتضمن برنامجنا لهذا العام افتتاح الدورة الثالثة من معرض الكتب الفنية «نقطة لقاء» في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، إلى جانب البرامج التعليمية وورش العمل التي نقدمها لكل فئات المجتمع. آفاق جديدة حول تجربة انتقال النشاط الفني والثقافي إلى العالم الافتراضي، خاصة بالنسبة للمعارض الفنية أشارت الشيخة نوار القاسمي إلى أنه على الرغم من تطبيق فكرة الزيارة الافتراضية في عدد من المتاحف حول العالم من قبل، إلا أنّ طرحها كخيار وحيد خلال الفترة الماضية كان جديداً بالنسبة للجميع، غير أنّ تلك التجربة فتحت بالتأكيد آفاقاً جديدة نحو العديد من البرامج الثقافية والفنية، والمبادارات التي يمكن أن تكون متاحة على المنصات الإلكترونية في المستقبل، فبينما يلغي الإنترنت الحدود الجغرافية ويتيح للجمهور من مختلف أنحاء العالم زيارة المعارض، إلا أنّ التجربة الحقيقية تظل مختلفة، وتحمل رونقها الخاص عبر التفاعل المباشر مع الأعمال المعروضة، لذا فإن المزج بين الجانبين بشكل متوازن يمنح جمهور الفن التجربة المثالية، ويلبي كل تطلعاته.
مشاركة :