زازا المرأة المخيفة بطلة رواية دي بوفوار الجديدة | | صحيفة العرب

  • 10/13/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

باريس – صدرت أخيرا في باريس رواية “لا يمكن فصلهما” للكاتبة الفرنسية الراحلة سيمون دي بوفوار (1986-1908) بعد 66 سنة من تأجيل نشرها لأسباب ظلت مجهولة. وتحكي المؤلفة بكثير من التفصيل علاقتها بالحرب العالمية الأولى، و“السنوات المجنونة” مع أليزابيت لاكوين الملقبة “زازا” (1929-1907). وتساعد الرواية التي يعود تاريخ كتابتها إلى 1954 في فهم التكوين الفكري للمؤلفة، صاحبة “الجنس الثاني”، أحد أشهر النصوص المؤسسة للتيار النسائي في عام 1949. كما تميط الرواية اللثام عن تأثير “زازا” الذي تطرقت له المؤلفة بشكل مقتضب في “مذكرات فتاة أنيقة” (1958). كما أشارت دي بوفوار بشكل عابر، في مذكراتها المنشورة عام 1963 بعنوان “قوة الظروف” إلى هذا العمل الأدبي الذي كتبته، ليجسد رحلة صديقتها المقربة، التي توفيت في سن مبكرة بسبب التهاب الدماغ الفايروسي. وكانت “زازا” تخيف المحيطين بها بسبب استقلالية فكرها وصراحتها. وتستذكر دي بوفوار في كتابها كيف كانت معجبة بـ”زازا” إلى حد أنها خاطبتها ذات يوم بصيغة الجمع قائلة “منذ اليوم الذي التقيت به معكم، كنتم كل شيء بالنسبة إلي”. بدأت بوفوار في كتابة روايتها عام 1954، أي بعد خمس سنوات من كتابها النسوي الأشهر “الجنس الثاني”، عملت على الرواية لأشهر ثم عرضتها علي شريك حياتها جان بول سارتر الذي لم يتحمس لها ووافقته بوفوار الرأي حيث وجدت أنها لن تجذب القارئ. وتقدم الرواية وصفاً لشابتين من وسطين مختلفين “زازا” شديدة المحافظة والتي تطمح أسرتها إلى زواج يليق بمرتبتها الاجتماعية، وسيمون دي بوفوار المنحدرة من أسرة متواضعة الموارد والحرة في مواصلة دراستها. وخلف شخصية الطالب الذي تحبه “زازا”، يتخفى الفيلسوف الفرنسي موريس ميرلو-بونتي، الذي انفصل في فترة كتابة الرواية عن صديقه في الدراسة جان-بول سارتر بسبب خلاف أيديولوجي. وربما كان لهذا الأمر علاقة باختيار المؤلفة عدم نشر الكتاب. في هذا السياق، كتب الفيلسوف بول ب. برسيادو في صحيفة “ليبراسيون” أن “سارتر نصح سيمون بعدم نشر الرواية لأنها ‘قليلة الفائدة"”. غير أن سيلفي لابون دي بوفوار، ابنة المؤلفة بالتبني، أكدت في مقدمة الرواية أن والدتها قررت من تلقاء نفسها التخلي عن نشر الكتاب. في هذا السياق، كتب الفيلسوف بول ب. برسيادو في صحيفة “ليبراسيون” أن “سارتر نصح سيمون بعدم نشر الرواية لأنها ‘قليلة الفائدة"”. غير أن سيلفي لابون دي بوفوار، ابنة المؤلفة بالتبني، أكدت في مقدمة الرواية أن والدتها قررت من تلقاء نفسها التخلي عن نشر الكتاب بعد محاولات لكتابة نص ترضى عنه، دون جدوى. ورغم أن الكثير من الأعمال التي كتبتها بوفوار تم نشرها بعد وفاتها، إلا أن تلك الرواية ظلت غامضة وبعيدة عن النشر، حتي قررت ابنتها أن تنشر تلك الرواية من الأرشيف الذي ورثته.

مشاركة :