القاهرة- أثار مقطع فيديو متداول في مصر يوثق قيام إحدى الكنائس بتمثيل مشهد ذبح الأقباط في ليبيا، مستخدمة في ذلك أطفالا، صدمة على مواقع التواصل الاجتماعي. ويظهر في مقطع الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع، والذي تم تصويره داخل إحدى الكنائس، أطفال يؤدون مشهدا تمثيليا لعملية ذبح الأقباط في ليبيا، وهي الحادثة التي وقعت فبراير 2015. ويظهر في مقطع الفيديو الأطفال يرتدون ملابس برتقالية تشبه التي ارتداها شهداء ليبيا وقت إعدامهم، ويسيرون في طابور مؤدّ إلى الهيكل، وخلف كل واحد منهم شخص يرتدي ملابس سوداء أشبه بعناصر تنظيم داعش، ويمسكون في أيديهم مجسدات للسكاكين التي قطعوا بها رؤوس الأقباط، ليرتمي كل طفل على جنبه وكأنه فارق الحياة، وسط أصوات الترنيمات القبطية. وتسببت الصور التي انتشرت على نطاق واسع في إثارة استياء مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنها تؤدي إلى نشر العنف والكراهية بين الأطفال. وقالت مغردة: وكتب حساب: VVDDkQkppDPMlm@ أطفال داخل كنيسة بمصر يمثلون دور ضحايا لـ”داعش”، من قام بمثل هذا العمل هو ليس بأقل من الدواعش أنفسهم بل أشد قسوة اتقوا الله في الصغار ولا تنشئوا جيلا معقدا. واعتبر حساب آخر: وعلق البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية على مقطع الفيديو المنتشر “أنا لا أعرف حتى الآن مصدر هذا الفيديو وفي أي كنيسة تم تصويره”. وأضاف “هذا أمر مرفوض تماما، ويجب مساءلة من صوّره”. وأدان المجلس القومي للطفولة والأمومة مقطع الفيديو المتداول. واستنكرت سحر السنباطي الأمين العام للمجلس هذه الواقعة وبشدة لافتة إلى أن ما تم بثه من خلال هذا الفيديو ما هو إلا تحريض على العنف وإيذاء لمشاعر الأطفال. وأكدت السنباطي أن المجلس القومي للطفولة والأمومة سيتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الأطفال وتقديم الدعم اللازم، لافتة إلى أنه تم إبلاغ الواقعة لمكتب حماية الطفل بمكتب النائب العام؛ لما تشكله هذه الواقعة من مخالفة للمادة 96 من قانون الطفل المصري في شأن تعريض الأطفال للخطر وإيذاء نفسي للأطفال القائمين على هذا التصرف وتوجيههم إلى ممارسة السلوك العدواني والعنف. وشددت على أن المجلس سيقدم الدعم النفسي للأطفال جراء ما تعرضوا له من إيذاء وبث روح الكراهية لديهم. وسبق لوزارة التربية والتعليم المصرية أن أوقفت مديرة مدرسة إعدادية بمحافظة الدقهلية (دلتا النيل) عن العمل بعد أن قام تلاميذها بإعادة تمثيل الاعتداء على مسجد الروضة الذي وقع نوفمبر 2017 في سيناء وأوقع 305 قتلى. سبق لتلاميذ في مدرسة إعدادية أن أعادوا تمثيل الاعتداء على مسجد الروضة الذي وقع خلال نوفمبر 2017 في سيناء وقال رضا حجازي رئيس قطاع التعليم العام بالوزارة إن قراره جاء لما أحدثته هذه الواقعة وصورها التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من “ضجة”. وكانت صفحة مدرسة “الشهيد يحيى الأدغم الإعدادية” على فيسبوك قد نشرت صورا لتلاميذ في فناء مدرسة محاطين بجمهور من زملائهم وهم يحاكون الهجوم على مسجد الروضة في محافظة شمال سيناء حيث تتركز هجمات الفرع المصري لتنظيم الدولة. وفي الصور المتداولة، ظهر بعض التلاميذ وهم ممددون على الأرض يرتدون جلابيب بيضاء وبينهم تلميذ يرتدي ملابس إمام المسجد، وجميع ملابسهم ملطخة بلون أحمر تمثيلا للدماء. كما أظهرت الصور مجموعة أخرى من التلاميذ يرتدون ملابس سوداء وأقنعة ويحملون أسلحة غير حقيقية يؤدون دور المعتدين على المصلين.
مشاركة :