استطلاعات الرأي سلاح إعلامي لا يحسم المعركة الانتخابية | | صحيفة العرب

  • 10/13/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددا وسائل الإعلام الأميركية، متهما إياها بالكذب والتضليل في تناول أخباره ولاسيما شبكة “سي.أن.أن”، وقناة “أم.أس.دي.أن.سي”، من أجل المساعدة في فوز منافسه جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية الذي اعتبره غير مؤهل ليكون رئيسا للولايات المتحدة. وغرد ترامب عبر حسابه الرسمي بموقع “تويتر”، قائلا “‘سي.أن.أن’ صاحبة الأخبار الكاذبة، و’أم.أس.دي.أن.سي’ MSDNC الفاشلة، والبقية، يعملون لوقت إضافي في إلقاء كل كذبة في الكتاب للتأكد من قدرتهم على التحقير والاستخفاف، على أعلى مستوى ممكن، لمحاولة الفوز في الانتخابات لرجل غير مؤهل تمامًا ليكون رئيس أميركا”. ويتخلّف ترامب عن بايدن في استطلاعات الرأي قبل أسابيع فقط من انتخابات 3 نوفمبر، ويعمل جاهدا للحاق بخصمه. وقال ترامب إنه لا يصدق استطلاعات الرأي التي أظهرت أنه متأخر عن بايدن. وأضاف لشبكة فوكس بيزنس عن استطلاعات الرأي “لا أفهمها ولا أصدقها، ولا أؤمن بها”. كما اتهم وسائل الإعلام بالكذب، وقال إنه يتم “تزوير الاستطلاعات”. ومع اقتراب موعد الانتخابات تتسابق مؤسسات استطلاع الرأي لأخذ آراء الناخبين بشأن مرشحهم المفضل، وظلت معظم هذه الاستطلاعات على المستوى الوطني في الأسابيع الأخيرة تشير إلى تقدم بايدن على الرئيس ترامب بشكل كبير، غير أن الاستطلاعات سبق أن خانت هيلاري كلينتون، التي خسرت أمام ترامب قبل 4 أعوام. ولا تحظى الاستطلاعات بمصداقية عند عدد كبير من الناخبين في الولايات المتحدة، وأيضا المراقبين والمتابعين للشأن الأميركي. وفيما يعتقد كثيرون أن انتخابات 2020 الرئاسية ستدور حول قضية فايروس كورونا، يبدو أن نمط تصويت الناخبين لن يقتصر على ذلك، بل سيشمل أيضاً عدة قضايا رئيسية معقدة. وأظهر استطلاع جديد للرأي قامت به مؤسسة لانغر للأبحاث لصالح شبكة “أي.بي.سي نيوز” الأميركية تقدّم بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترامب. ويشير الاستطلاع إلى تقدم بايدن برقمين على خصمه السياسي، الرئيس الحالي ترامب، ويشير إلى أن أزمة كوفيد – 19 وطريقة إدارتها أثرتا بطريقة سلبية على الأخير. وتقول صحيفة “واشنطن بوست” إن الرئيس الأميركي لم ينجح بتقليص الفارق الذي كان موجوداً أساساً بعد استطلاعات سابقة، رغم أن الفترة الماضية تخللتها المناظرة الأولى مع بايدن، ورغم المناظرة التي أقيمت بين نائبي الرئيس، مايك بنس وكامالا هاريس. ويظهر الاستطلاع، الذي أجري بمشاركة 879 ناخباً، أن الناخبين الأميركيين المسجلين يفضلون بايدن على ترامب بنسبة 53 في المئة إلى 41 في المئة، بينما يفضل الناخبون المحتملون بايدن بنسبة 54 في المئة مقابل 42 في المئة فقط يفضلون ترامب. وأثرت كيفية إدارة الأزمة الناتجة عن انتشار فايروس كورونا بشكل مباشر على نتائج الاستطلاع. وتصنف الاستطلاعات الولايات الأميركية إلى خمس فئات. الولايات الزرقاء وهي الولايات الديمقراطية الصرف، أي المحسومة للديمقراطيين، وهي؛ كاليفورنيا (55)، كونيتيكت (7)، ديلاوير (3)، واشنطن العاصمة (3)، هاواي (4)، إلينوي (20)، مين (3)، ماريلاند (10)، ماساتشوستس (11)، نيو جيرسي (14)، نيو مكسيكو (5)، نيويورك (29)، أوريغون (7)، رود آيلاند (4)، فيرمونت (3)، فرجينيا (13)، وولاية واشنطن (12). ويبلغ مجموع الوزن النسبي لتلك الولايات في المجمع الانتخابي 203 أصوات. وبجانب تلك الولايات توجد ولايات أخرى ليست محسومة للديمقراطيين ولكنها تميل بشكل كبير لهم، أريزونا (11)، كولورادو (9)، ميشيغان (16)، مينيسوتا (10)، نبراسكا (1)، نيفادا (6)، نيو هامبشاير (4)، بنسلفانيا (20)، ويسكونسن (10)، ويبلغ مجموع الوزن النسبي لتلك الولايات 87 صوتا في المجمع الانتخابي. أما الولايات المحسومة للجمهوريين بفارق كبير، فهي ألاباما (9)، ألاسكا (3)، أركنساس (6)، أيداهو (4)، إنديانا (11)، كانساس (6)، كنتاكي (8)، لويزيانا (8)، ميسيسيبي (6)، ميزوري (10)، مونتانا (3)، نبراسكا (4)، داكوتا الشمالية (3)، أوكلاهوما (7)، كارولاينا الجنوبية (9)، داكوتا الجنوبية (3)، تينيسي (11)، يوتا (6)، فيرجينيا الغربية (5)، وايومنغ (3) ويبلغ مجموع تلك الولايات في المجمع الانتخابي 125 صوتا. وفي ولاية تكساس لا يتقدم ترامب بفارق كبير عن منافسه على الرغم من أنها معقل للجمهوريين تاريخياً، ويبلغ وزنها الانتخابي 38 صوتا في المجمع الانتخابي. وتعتبر الفئة الخامسة الولايات المتأرجحة أو ما تسمى بـ”أرض المعركة”، ووفق استطلاع الرأي فإن الولايات التي ستشهد تنافسا شديدا بين المرشحين هي فلوريدا (29)، جورجيا (16)، آيوا (6)، ولاية مين (1)، كارولاينا الشمالية (15)، أوهايو (18)، وتلك الولايات وزنها النسبي في المجمع الانتخابي 85 صوتا، وتسمى بالولايات المتأرجحة، أي أن فرص الحزبين الجمهوري والديمقراطي فيها كبيرة، وتعد تلك الولايات هي من تحسم الانتخابات الأميركية، ويسلط المرشحان حملاتهما الانتخابية عليها. يذكر أن طريقة انتخاب الرئيس في الولايات المتحدة لا تسير وفق أغلبية الأصوات، أو 50 في المئة زائد واحد، بل تكون عبر المجمع الانتخابي أو الكلية الانتخابية والذي يتكون من 538 صوتا، وتكون كل ولاية ممثلة بمجموعة من الأصوات، ومن يفوز في الولاية يحصل على كافة الأصوات الخاصة بها في المجمع الانتخابي. وحدث أكثر من مرة أن اختلفت النتيجة بين المجمع الانتخابي وأغلبية الأصوات أبرزها حين فاز الرئيس الحالي دونالد ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016، رغم أن هيلاري فازت بأغلبية أصوات الناخبين الأميركيين، الأمر نفسه حدث في انتخابات عام 2000 حين فاز الرئيس جورج بوش الإبن في المجمع الانتخابي ودخوله البيت الأبيض، رغم خسارته لأغلبية أصوات الناخبين الأميركيين أمام منافسه آل غور. وكان سيدريك ريتشموند مسؤول في حملة المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن، أكد أن الأخير سيشارك في مناظرة أمام الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، طالما تم اتباع جميع بروتوكولات السلامة. وأضاف سيدريك ريتشموند، في تصريحات أوردتها قناة “الحرة” الأميركية الأحد، أن بايدن سوف يستمع إلى الخبراء والعلماء الأميركيين الذين وضعوا بروتوكولات السلامة. وألغيت المناظرة الثانية، التي كان مقررا إقامتها الخميس القادم بين المرشحين، بحسب ما أعلنت اللجنة المستقلة المسؤولة عن تنظيمها. وبعد الإعلان عن إصابة الرئيس الأميركي بكوفيد – 19، حولت اللجنة هذه المناظرة، التي كانت ستجرى في ميامي بفلوريدا، إلى لقاء افتراضي عبر الإنترنت، وهو ما رفضه ترامب بشكل قاطع. ومن المقرر إجراء مناظرة أخرى بين المرشحين في 22 أكتوبر الجاري.

مشاركة :