قتل 17 شخصا أمس الخميس في تحطم مروحية عسكرية أفغانية في جنوب البلاد بسبب عطل تقني، في أسوأ حادث من نوعه تتعرض له القوات العسكرية منذ انتهاء مهمة حلف شمال الأطلسي في ديسمبر الماضي. وسقطت المروحية بسبب عطل تقني في مقاطعة شينكاي، وهي منطقة خالية نسبيا من المتمردين في ولاية زابل. وقال جنرال في القوات الجوية الأفغانية طلب عدم الكشف عن اسمه إن "17 شخصا قتلوا، 12 جنديا وأفراد الطاقم الخمسة"، في مقاطعة شينكاي في ولاية زابل الجنوبية، وأكد حاكم مقاطعة شينكاي محمد قاسم خان حصيلة القتلى، فيما أشار قائد عسكري إلى أن وفدا رسميا أرسل إلى المنطقة للتحقيق في الحادث، وأضاف أن المتمردين "غير ناشطين" في تلك المنطقة، مستبعدا فرضية أن تكون المروحية هدفا لهجوم. ولطالما كان تحطم الطائرات خطرا قائما بالنسبة إلى القوات الأفغانية والتحالف الأجنبي، إذ تعتمد هذه القوات بشكل كبير على التنقل جوا لاجتياز التضاريس الوعرة لقتال حركة طالبان. واسقط المتمردون في مناسبات عدة مروحيات لحلف شمال الأطلسي، منها طائرة شينوك الأميركية العام 2011 والتي قتل فيها 30 أميركيا، ولكن هذه الحوادث نادرة الحصول. وقتل خمسة جنود بريطانيين في ابريل الماضي، بعد تحطم مروحيتهم في ولاية قندهار، في ما وصفته وزارة الدفاع البريطانية حينها ب"الحادث المأساوي". وقال غرايم سميث، احد كبار المحللين في مجموعة الأزمات الدولية في أفغانستان أن القوات الأفغانية تمتلك 83 مروحية ام آي 17 للنقل الجوي، ومنها "عدد كبير تحت الصيانة حاليا خلال موسم القتال"، وأضاف سميث أن "عمليات الصيانة تمثل مشكلة جدية لسلاح الجو الأفغاني وتضر قدرته على توفير الدعم الجوي للقوات البرية". وقال سميث إن "طالبان تستخدم أسلحة مضادة للطائرات بشكل متزايد، ما يشكل خطرا على سلاح الجو الأفغاني". ويأتي تحطم المروحية بعد مقتل ستة أشخاص في وقت مبكر الخميس في عملية انتحارية نفذتها حركة طالبان واستهدفت الشرطة الأفغانية في جنوب كابول، في أول هجوم كبير يشنه المتمردون منذ إعلان وفاة زعيمهم الملا عمر الأسبوع الماضي، حيث يشير الهجوم في بولي علم عاصمة ولاية لاغار الواقعة على مسافة مئة كلم جنوب كابول، إلى ازدياد انعدام الأمن الذي يودي بحياة عدد كبير من المدنيين وقوات الأمن الأفغانية.
مشاركة :