تتميز الرياض العاصمة بموروث تاريخي وتراثي وآثاري، تمت المحافظة عليه وتطويره بالرغم من تسارع النهضة التنموية في المدينة وفي سائر المنطقة، وقد كان الملك سلمان -يحفظه الله- داعماً ومتابعاً لجهود وكالة الآثار والمتاحف التي كانت مرتبطة بوزارة التعليم، وبعد ضمها للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ثم بعد انتقال مسؤولية التراث بكامل مكوناته إلى وزارة الثقافة. حيث تحتضن الرياض العاصمة، متاحف ومعالم وتراثية وتاريخية غاية في الأهمية من ضمنها قصر المصمك، ومن هنا كان لنا شرف الإبحار في تاريخه العريق مع الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد -مستشار سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة واﻻثار- حيث قال: إن قصر او حصن المصمك أحد الآثار المعمارية المميزة في قلب الرياض التاريخية، تم تشييده سنة 1282ه(1765م) في عهد الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي، على نمط العمارة التقليدية السائدة في وسط الجزيرة العربية، وهو نموذجاً للعمارة الحربية والمدنية في آن واحد، التي تعود في جذورها إلى العصور الإسلامية المبكرة، وقد استخدم الحصن في البداية سكناً، ثم مقراً للحكم، ويتكون من دورين، ويتميز بسوره السميك، وأبراجه العالية، وبوابته ذات المدخل المنكسر، وتعدد وحداته السكنية ومرافقه بما في ذلك المصلى الداخلي، وبئر للمياه. وفي فترة توقف استخدام الحصن لوظيفته الأساسية، تم استخدامه مستودعاً للذخيرة والأسلحة، ثم تحول إلى سجن لبعض الوقت، حتى آلت ملكيته لوزارة المعارف للمحافظة عليه، وترميمه، وكان هذا المعلم التاريخي يواجه المخاطر في ظل تسارع التمدد العمراني، ولكن بحكمة خادم الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (أمير منطقة الرياض آنذاك)، جعل حصن المصمك من المعالم التاريخية الكبرى التي طالها مشروع إحياء القلب التاريخي للعاصمة. فشرعت وزارة المعارف-آنذاك- ممثلة في وكالة الآثار والمتاحف - وبتوجيه منه يحفظه الله - بترميمه ترميماً شاملاً، في عام 1400هـ(1980م)، وبعدها تمت الموافقة على أن تتولى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بتحويله إلى متحف تاريخي يروي قصة توحيد وتأسيس المملكة على يد الملك المؤسس عبد العزيز يرحمه الله. وفي 13 محرم سنة 1416هـ (11 يونيو 1995م)، افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن سلمان بن عبد العزيز، أمير الرياض-آنذاك- متحف المصمك، فعادت الحياة والحركة لهذا المعلم التاريخي وفي محيطه، وأصبح من أهم المراكز الثقافية التي تستهوي المجتمع المحلي والزائرين من داخل المملكة وخارجها. هذا عدا الزيارات الرسمية لضيوف الدولة من ملوك ورؤساء وقادة ووفود من مختلف بلاد العالم، وفي أحيان كثيرة كان الملك سلمان على رئيس المستقبلين لقادة الدول، ويتولى الشرح لهم، عن العمارة النجدية وتاريخ القصر، وقصة توحيد المملكة، وما يضمه من وثائق ولوحات وقطع تراثية، ومعلومات عن التنمية الحضارية التي تشهدها للمملكة. وبعد ما يقارب من (17) عاماً، عملت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، على تطوير العروض المتحفية لمتحف المصمك، بطريقة أكثر جاذبية، وأغزر معلومات عن التاريخ والتراث والتنمية. وبرعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، بافتتاح تطوير العروض المتحفية في القصر، وتفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بزيارة خاصة وشاهد، العروض المتحفية الجديدة وأعطى توجيهات عديدة، لإضافة معلومات تاريخية عن قصة توحيد المملكة، ومرحلة تطورها. وبعد ما يقارب من (17) عاماً، عملت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، على تطوير العروض المتحفية لمتحف المصمك، بطريقة أكثر جاذبية، وأغزر معلومات عن التاريخ والتراث والتنمية. وحظي المتحف بزيارة تفقدية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (وزير الدفاع آنذاك) بعد مرحلة تطويرية، وذلك مساء 26/3/1433هـ (19/2/2012م)، ووجه كلمة تربوية على درجة كبيرة من الأهمية ومما قاله:"إن هذا المكان بُدئ منه توحيد المملكة من خلال 63 فردا، وجمع الشعب، وكونت الوحدة في هذه البلاد على كتاب الله وسنة رسوله، وهذا ولله الحمد توفيق من الله للملك عبدالعزيز ورجاله أن يوحدوا هذه البلاد، حتى أصبحت بلادا موحدة تعتز بدينها وتعمل بكتاب الله وسنة رسوله". وأضاف حفظه الله: "ملوكنا منذ عهد الملك المؤسس، الملك سعود، الملك فيصل، الملك فهد -رحمهم الله-، والملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين على نهج أسلافهم ووالدهم، النهج الذي يجمع ولا يفرق، وهذه الدولة ولله الحمد يسهر ملوكها على مصالح شعبها، فالحمد لله ملوك متعاونين، وشعب متجاوب، وهذه نعمة من الله"، وحث خادم الحرمين الشباب على قراءة تاريخ آبائهم، داعيا الشباب إلى زيارة معالم المملكة، وقال "يجب على شبابنا أن يعرفوا كيف تكونت هذه الوحدة المبنية على العقيدة الإسلامية وحدة عربية إسلامية". د. سعد بن عبدالعزيز الراشد
مشاركة :