كشفت دراسة أسترالية صدرت اليوم (الثلاثاء) كيف يمكن للبكتيريا أن تلتف على قواعد التطور لتطوير مقاومة المضادات الحيوية، عن طريق النقل الأفقي للجينات. وتتضمن النظرة التقليدية للتطور انتقال الجينات من الوالدين إلى النسل، والمعروفة أيضا باسم النقل العمودي للجينات. ومع ذلك، اكتشف فريق البحث من جامعة موناش الأسترالية أن البكتيريا كانت قادرة على تمرير جينات مقاومة المضادات الحيوية من خلال النقل الأفقي للجينات، حتى عندما لم يكن هناك ضرورة بيئية للقيام بذلك، متحدية قوانين الانتقاء الطبيعي. وأوضح المؤلف الرئيسي المشارك لتقرير الدراسة الدكتور مايك ماكدونالد أن الدراسة نشأت لأن الباحثين شهدوا مقاومة المضادات الحيوية في أماكن لا يجب أن توجد فيها بالضرورة. وأشار إلى أن "الجينات المقاومة للمضادات الحيوية في البكتيريا التي تعيش في المستشفيات والمجاري والمزارع شائعة بسبب وجود مضادات حيوية في هذه الأماكن جراء الأنشطة البشرية". وأفاد أنه "مع ذلك، عندما يقوم العلماء بفحص بيئات خالية من المضادات الحيوية، على سبيل المثال، الغابات أو مصبات الأنهار، فلا يزال من الممكن اكتشاف الجينات المقاومة للمضادات الحيوية". ولفهم السبب، راقب الفريق نمو بكتيريا دون التعرض للمضادات الحيوية، لكنه سمح لها بتلقي النقل الأفقي للجينات من بكتيريا لديها سلفا مقاومة للمضادات الحيوية. وعندما قدم الباحثون بعد ذلك المضادات الحيوية إلى بكتيريا التجربة وجدوا أن هناك مستوى من مقاومة المضادات الحيوية، أكثر من تلك التي لم تتلق النقل الأفقي للجينات. وقال ماكدونالد "وجدنا أن المجموعات التي تلقت النقل الأفقي للجينات يمكن أن تنجو من العلاج بالمضادات الحيوية، لكن تلك المتحكم فيها التي لم تتلق النقل الأفقي للجينات لم تنجو". وذكر الباحثون أن هذا يدل على أن الجينات المقاومة للمضادات الحيوية يمكن أن تنتشر إلى مجموعات لم تختبر الانتقاء بالمضادات الحيوية. وأفاد ماكدونالد أن "هذا يمكن أن يفسر أيضا لماذا لا يزال لدى مرضى بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية بعد فترة طويلة بعد انتهاء العلاج بالمضادات الحيوية ولماذا تطور البكتيريا على نحو سريع مقاومة حتى عند عدم تعرضها للمضادات الحيوية من قبل". وبينما كان يُعتقد سابقًا أن التكيفات الجينية تحدث فقط عندما تكون هناك فائدة فورية لبقائها على قيد الحياة، أكد ماكدونالد أن "عملنا يُظهر أنه إذا كان بوسع النقل الأفقي للجينات نقل ما يكفي من الجينوم إلى المجموعات، فيمكنه توفير قوة تقاوم الانتقاء الطبيعي، ويسمح للجينات التي لا تمنح فائدة بالانتشار بين المجموعات".
مشاركة :