يتباحث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأربعاء مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، في مسعى مشترك لتقييم مفاوضات اتفاق ما بعد بريكست المتعثرة والخروج من المأزق. ومن المرتقب أن يتم ذلك عند الساعة 18,30 بتوقيت غرينتش. وتأتي هذه المباحثات الهاتفية في وقت حساس، عشية قمة أوروبية مخصصة جزئياً لملف بريكست وسبق لبوريس جونسون أن اختار يوم انعقادها كأجل نهائي للتوصل إلى اتفاق. وقال في بداية ايلول/سبتمبر "من غير المنطقي التفكير في آجال زمنية تتجاوز موعد انعقادها". ورجّح مصدر مطلّع على الملف أن يترقب البريطانيون ما سينجم عن لقاء القادة الأوروبيين في بروكسل الخميس والجمعة قبل اتخاذ موقف بشأن مستقبل المحادثات. ووفق مشروع نص ختامي اطلعت عليه فرانس برس، يعتزم الأوروبيون حالياً الإعراب عن "القلق" لواقع أنّ "التقدّم المحرز" في المحادثات "لا يزال غير كاف" للتوصل إلى اتفاق. ومن المتوقع التباحث في هذه المسألة بعد ظهر الخميس. وكان شارل ميشال قال الثلاثاء في رسالته لدعوة القادة الأوروبيين إنّ "الأيام المقبلة حاسمة"، لافتاً إلى أنّ التوصل إلى اتفاق يصبّ "في مصلحة الطرفين" ولكن ليس "بأي ثمن". ولا يزال الأوروبيون متمسكين بنهاية تشرين الأول/اكتوبر كمهلة نهائية للتوصل إلى اتفاق، فيما اشاروا الثلاثاء إلى أنّ الأمر يحتاج عدّة اسابيع. غير أنّ كبير مفاوضيهم ميشال بارنييه تعهد بمواصلة "العمل من أجل اتفاق عادل في الأيام والأسابيع المقبلة". وقالت الرئاسة الفرنسية الثلاثاء "الموعد (النهائي) الذي يتحدث عنه البريطانيون في الأيام الأخيرة، بعيد جداً عن واقع المفاوضات". ورأت أنّ ذاك الموعد "مصطنع جداً"، مشددة على أنّ 31 كانون الأول/ديسمبر هو حصراً "نقطة اللاعودة". - عدم الاتفاق "ممكن جداً" - ومنذ مغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي رسمياً في 31 كانون الثاني/يناير، تتواصل المفاوضات بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق تجاري على أن يدخل حيز التنفيذ فور انتهاء المرحلة الانتقالية في نهاية العام الحالي. ومذّاك يتبادل الطرفان اتهامات الدفع نحو مخاطر "عدم الاتفاق" الذي من شأن تداعياته أن تكون وخيمة على اقتصاديهما. ومع مرور الأيام، صارت هذه الفرضية "ممكنة جداً"، بل إنّها "مرجحة اليوم" وفق وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان. وحذّر الثلاثاء أن "بين 15 تشرين الأول/اكتوبر ومنتصف تشرين الثاني/نوفمبر يجب أن يحسم كلّ شيء". ويبدو في ظل هذه الظروف أنّ القمة غير الرسمية المرتقبة في 16 تشرين الثاني/نوفمبر والتي كانت مخصصة بالأصل لملف علاقات بروكسل مع الصين، أمست موعداً نهائياً جديداً. وخلال اجتماع عقده الثلاثاء مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اشار ميشال بارنييه إلى أنّه رغم الوجه "البنّاء" للمباحثات السابقة مع البريطانيين، فإنّ العراقيل بشأن ملف الصيد البحري لا تزال ماثلة، وكذلك الحال بشأن شروط التنافس العادل وحوكمة الاتفاق المنتظر. وفيما دعا الاوروبيين إلى البقاء موحدين، أعلن أنّ الاتحاد الأوروبي لن يترك طاولة المفاوضات. ولا تزال مسألة الصيد تمثّل عقبة رئيسة أمام دول أعضاء في الاتحاد (فرنسا، بلجيكا، هولندا، ايرلندا والدنمارك)، وذلك رغم أنّ عائدات هذا المجال تمثّل جزءاً ضئيلاً من اقتصاد الدول الأعضاء والمملكة المتحدة: يصطاد الأوروبيون سنوياً ما يوازي 635 مليون يورو في المياه البريطانية، فيما يصطاد البريطانيون ما توازي قيمته 110 ملايين يورو في المياه الأوروبية. وقال وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني إن الجانبين ما زالا "بعيدين كل البعد" عن الاتفاق على مسألة الصيد، بيد أنّه تعهد بألا يكون الصيادون الأوروبيون خاسرين في هذه المفاوضات.
مشاركة :