أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس، أن الجانب الروسي لا يتفق مع موقف أنقرة بشأن إمكانية الحل العسكري للنزاع في ناغورنو قرة باغ بين أذربيجان وأرمينيا، فيما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره التركي رجب طيب أردوغان عن قلقه من إرسال مقاتلين من الشرق الأوسط إلى الصراع في قرة باغ. وقال في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية: «في ما يخص ناغورنو قرة باغ، ودور تركيا فيه، نعم نحن لا نتفق مع الموقف الذي عبّرت عنه تركيا، والذي عبّر عنه في الواقع رئيس أذربيجان عدة مرات، ليس هنا ما نخفيه». وأضاف: «لا يمكننا مشاركة التصريحات التي تفيد بوجود حل عسكري للصراع». وشدد على أنه يتعين على «الأطراف المتصارعة تنظيم اجتماعات فورية للاتفاق على نظام لمراقبة وقف إطلاق النار». وفي غضون ذلك، قال الكرملين في بيان أمس: «إن الرئيس بوتين عبر في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، عن قلقه بشأن مشاركة مقاتلين من الشرق الأوسط في صراع ناغورنو قرة باغ». وأكدت دول عدة ومراقبون، في الأسابيع الماضية، أن أنقرة أرسلت مقاتلين سوريين للمشاركة في القتال الدائر بين أرمينيا وأذربيجان حول ناغورنو قرة باغ. وأشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن متطرفين من سوريا نشروا في قره باغ، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عشرات المقاتلين السوريين الموالين لتركيا قتلوا في هذه المنطقة منذ الشهر الماضي. وتركيا التي نفذت عدة عمليات عسكرية في شمال سوريا منذ 2016 تدرب وتُسلح ميليشيات سورية. وفي فبراير الماضي، أكد أردوغان إرسال «مقاتلين سوريين» إلى ليبيا. واتهمت أذربيجان أرمينيا، أمس، بمحاولة الهجوم على خطوط أنابيبها الناقلة للنفط والغاز، وحذرت من رد «عنيف»، مع تصاعد حدة التوتر بشأن هدنة هشة في إقليم ناغورنو قرة باغ الجبلي. وردت أرمينيا باتهام قوات أذربيجان بالرغبة في السيطرة على الإقليم، الذي يسكنه ويحكمه الأرمن واتهمت أذربيجان وحليفتها تركيا «بالعدوان» على الرغم من الهدنة التي بدأت يوم السبت الماضي. ودفعت تلك التصريحات الغاضبة المتبادلة روسيا لدعوة الجانبين مجدداً لاحترام الهدنة الإنسانية في الإقليم المتنازع عليه. وأسقط القتال أكثر من 500 قتيل منذ 27 سبتمبر الماضي. وقال إلهام علييف رئيس أذربيجان في مقابلة تلفزيونية: «أرمينيا تحاول مهاجمة خطوط أنابيبنا والسيطرة عليها». وأضاف «إذا حاولت أرمينيا السيطرة على خطوط الأنابيب هناك، فستكون العواقب عليها وخيمة». وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان إنها ستدمر جميع المنشآت العسكرية الأرمينية التي تستهدف مواقع أذربيجانية مدنية. ونفت وزارة الدفاع الأرمينية قصف أهداف مدنية، لكنها قالت إنها تحتفظ بحقها في استهداف أي منشآت عسكرية وتجمعات قتالية في أذربيجان. وقالت أمس: «إن قوات أذربيجان فتحت النار على أراضي أرمينيا، ودمرت معدات عسكرية». وبعد كلمة علييف قال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان: «إن الوضع في منطقة الصراع بالغ الصعوبة، وإن أذربيجان وتركيا لا تريدان وقف عدوانهما».
مشاركة :